الحصار الطبي اللاانساني
*حسن محمودي
سکان مخيم ليبرتي في العراق، هم لاجئون ايرانيون بإعتراف أرفع المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين أي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة و التي أجرت مقابلات مع الکثير من السکان و أصدرت بيانات خاصة في أکثر من مناسبة تؤکد حقيقة موقف هؤلاء السکان و شمولهم بالحماية الدولية التي تتيحها القوانين و الاعراف الدولية المتبعة بهذا الشأن لکن من الغريب و الملفت للنظربحدوث وفاة تقي عباسيان أحد سكان مخيم ليبرتي الذي كان يعاني من مرض القلب ومرض خطير وذلك اثر الحصار الطبي اللاانساني المفروض على ليبرتي وعدم الوصول الى الخدمات الطبية في فجر يوم الخميس 18 سبتمبر/ ايلول 2014 في العيادة العراقية في المخيم. المجاهد انه كان يناضل منذ ثلاثة عقود في صفوف مجاهدي خلق الايرانية لاسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان.
وبذلك فقد توفي لحد الآن منذ 2009 حيث حولت أمريكا حماية أشرف الى القوات العراقية 21 من اللاجئين في أشرف وليبرتي اثر الحصار الطبي. في حين هناك عدد آخر من المرضى الآخرين المصابين بأمراض مستعصية يعيشون حالة خطرة بسبب هذا الحصار الاجرامي.
تقي عباسيان الذي كان مثل غيره من سكان ليبرتي من الافراد المحميين طبقا لقانون اللجوء وفردا محميا تحت اتفاقية جنيف الرابعة كان يواجه عقبات عديدة في معالجته الطبية. انه كتب في 8 أبريل/ نيسان 2014 الى مكتب حقوق الانسان ليونامي: « سبق وأن داهمتني نوبة قلبية فأعاني من ألم شديد في القلب وفقدان الحس لبعض من أعضاء جسمي كوني مشلولا جزئيا ذهبت الى بغداد يوم 7 نيسان/ أبريل 2014 بعد تأخير لمدة شهر للتصوير بالرنين المغناطيسي. وكان من المقرر أن نذهب بسيارتين للاسعاف الى بغداد الا أن الاستخبارات لم تسمح لسيارة اسعاف ثانية بالخروج واننا خرجنا بسيارة واحدة وكل المرضى كانوا مجبورين أن يجلسوا في ضيق في سيارة اسعاف واحدة. فبدأ التعذيب والمضايقة من البداية وفي مستشفى ببغداد لم يسمح رجل الاستخبارات لي أن أشرح ما أعاني منه للطبيب المتخصص بشكل كامل. رغم أن الطبيب قال لابد أن يرقد المريض في المستشفى ويحتاج الى عملية القسطرة واختبارات طبية أخرى غير أن رجل الاستخبارات منعني من الرقود في المستشفى.. ونظرا الى حالتي الصحية اني أحمل استخبارات العراق وبالتحديد الرائد احمد والمأمورين العاملين بامرته مسؤولية عواقب ذلك…».
انه وفي الرسائل العديدة الأخرى الى يونامي منها في 20 كانون الثاني/ يناير 2011 و 8 أيار/ مايور و 2 و 21 حزيران/ يونيو و 5 و 20 تموز / يوليو 2014 اعترض على العراقيل التي تضعها حكومه العراقية أمام علاجه الطبي ولكن كل هذه الشكاوى لم تؤخذ بنظر الاعتبار. وفي رسالة بتاريخ 5 تموز/ يوليو 2014 الى رئيس حقوق الانسان في اليونامي وبعد التوضيح حول العراقيل التي وضعها المأمورون العراقيون أمام نقله الى المستشفى أكد قائلا «اني أعترض بجد على هذا التعامل اللاانساني من قبل رجال الحكومة العراقية وأرجوكم عدم السكوت أكثر من هذا ولا تسمحوا بالتلاعب بحياة مريض. اني أنوه بأن حالتي الصحية خطيرة ووصلت الى درجة اللا عودة ويجب أن تبدأ عملية معالجتي في أسرع وقت».
ان الحصار الطبي الاجرامي وبنقل السكان الى مخيم ليبرتي أخذ أبعادا أسوأ. بينما العيادة العراقية في المخيم محروم من الأجهزة ا لأولية لحالات الطوارئ و القوات العراقيه المتركزون علي الباب مخيم تمنع نقل الأجهزة الطبية التي اشتراها السكان على نفقتهم .
وفاة المجاهد تقي عباسيان لايجب أن يمر مرور الکرام على المنظمات المعنية بحقوق الانسان ولاعلى کل الاحرار المؤيدين لتحقيق حريات و تطلعات و أماني الشعوب المضطهدة من جانب أنظمة مستبدة ويجب أن يعجل ذلک برفع هذا الحصار الجائر و إلغائه و تنفيذ مطالبهم العادلة و المنصفة