– قضايا الحسبة معركة بين طالبى الشهرة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. الحسبة أصلها الإسلام مصدر التشريع ؟؟ فيه تكليف جميع المسلمين بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر وبذا تسمح لجميع المسلمين بالحسبة من خلال الأمر و النهى.و تبيح رقابة الجميع علي الجميع مما يخل بالفصل بين السلطات و تداخل الأدوار.و يوجد فى تاريخنا أشخاص لا نعرف لهم دوراً حقيقياً فى المجتمع سوي قضايا الحسبة. يقيمون قضايا علي أشخاص لا تربطهم بهم اي صلة و لم تحدث معهم خصومة مباشرة أو تجاوز ضدهم.إنهم ينتفضون ضد مشهد فى فيلم أو ضد مذيع تفوه بكلمة أو ضد فنان قال تصريحاً أو ضد شيخ أو قس .هم يتصورون أنفسهم حراس الفضيلة و يهرولون إلى الفضائيات و الصحف كى يعلنوا عن أنفسهم فهذا غاية المراد من رب العباد.هم يتاجرون بالقضايا إذا أقاموها و إذا لم يقيموها.يتكسبون من المضى في إجراءاتها أو من الإنسحاب منها سواء كذباً أو صدقاً.
– قضايا الحسبة هى حيلة المعارضة العاجزة التي أفسدت ترسيم الحدود .فالمعارضة وجدت أن قضايا الحسبة اسهل من العمل السياسى فرفع أحدهم قضية حسبة يطالب بإيقاف الإتفاقية و نال الحكم ثم رفع آخر قضية لإبطال حكم القضية الأولى .تشتت الناس إذ إكتفت المعارضة بحكم محكمة دون عمل حقيقي وطنى يتبصر الناس من خلاله.فيما إكتف أحد أذرع الدولة برفع قضية مماثلة و هكذا صارت الحسبة وسيلة للمعارضة العاجزة و للدولة المتكاسلة و إختفت السياسة خلف الأحكام.لذا وجب إلغاء الحسبة و قضاياها.
– لو رفع أصغر محامي قضية قدام المحكمة الدستورية بشأن قضايا الحسبة فسيكون مصيرها الإلغاء لأنها ببساطة ما هي إلا مادة في قانون العقوبات 178 تتعارض مع مادتين في الدستور 65 و 67 التى لا تجيز رفع قضايا الحسبة إلا للنيابة العامة بينما قانون العقوبات مادة 178 تجيز لأي متضرر من أى شيء منشور أو مذاع أو مكتوب أن يرفع قضية مما يتعارض مع مواد الدستور المذكورة. المادة 178 هلامية المعني فكيف يثبت هؤلاء المدعون أنهم تضرروا من مسلسل أو عظة أو تصريح ؟؟؟؟.
– قضايا الحسبة تفسد المجتمع.تزرع التطرف.تخيف الناس من التنوير و تضع حراساً وهميين للفضيلة.تستنفذ قدرة المحاكم المحدودة هذه القضايا وسيلة للتغطية على السلفيين و الداعشيين في أسلمة الفكر و السياسة.حتى أن أحد شيوخ التطرف الذى كان صاحب فرقة مسرحية في شبابه قضى بقيةعمره كله في قضايا الحسبة في المحاكم منذ تخرجه حتى موته. الحسبةهى تسلق على أكتاف المسيحيين لراغبى الشهرة من محامى الحسبة المسيحيين .هى مزايدة لكل الجماعات التي يمكن أن يأخذ منها المحامى متسول الحسبة و الشهرة مكسبه.
– لم تقم الكنيسة فى أي مرة تتعرض فيها لإهانة برفع قضية.إكتفت بالتنبيه و ربما إصدار بيان لأن الكنيسة ليست و لا يجب أن تكون خصماً لأحد فى المجتمع من خلال قضايا حسبة.هى تمثل المسيح الذى يغفر لخصومه.ما عدا لو صدر حكم يمس الشريعة كما صدر ذات مرة حكم بإلزام الكنيسة بإصدار تصريح للطرفين المطلقين للزواج الثانى و هو ما وقفت ضده الكنيسة و ثبت عدم دستوريته لاحقاً.لذلك فكل من يدعى أنه يرفع قضية لإنصاف حق المسيحيين هو مستغل لمشاعر البسطاء و يتكسب لنفسه شهرة و يتقرب لأحد ما من خلال قضايا لم تطلب منه الكنيسة إقامتها.لذا كفوا عن المزايدة فالكنيسة لا تحتاج قضاياكم.لا تتمسحوا بالكنيسة فهى أكبر منكم كلكم.
– مسيحنا الصالح علمنا أن نحمى المجتمع بسلوكنا الذى يكون للعالم نوراً و للأرض ملحاً.لا تحمينا القضايا .القضايا لا تنشر الفضيلة بل تصنع خصومات و تخلق عداوات.لكننا بغفران المسيح الذى نمارسه بدون نفاق نغير النفوس و نربحها لحساب المسيح له المجد.نأخذ حقنا بغير قضية إذ نكتب بوضوح و صراحة ما هو حق يمتلئ الناس بمحبته و ينير أعين العميان و يطلق الأسرى من قيودهم مهما كانت.مهمتنا أن نوصل المسيح للأجيال التي لم تعاصر المسيح .هذه مسئولية كل مسيحى.فقولوا لمسيحنا القضية قضيتك أنت.الربح لشخص الرب وحده بجذب النفوس لشبكته.لا ننافس المسيح فى أرباحه.قضية المسيح أبدية .الغفران جوهرها.المحبة لغتها.الصليب طريقتها.المجد خاتمتها.الرب آتِ آتِ لمن يدعوه.