الحرب في غزة هل تعيد حماس إلى أحضان إيران.. وماذا عن حزب الله والأسد ومصالحة السنّة؟

دعاء لحسن نصرالله وخالد مشعل

دعاء لحسن نصرالله وخالد مشعل

مقال لألكس فاتنكا، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، والمتخصص بالشؤون الشرق أوسطية والسياسة الخارجية الإيرانية، وصاحب كتاب “إيران وباكستان: الأمن والدبلوماسية والنفوذ الأمريكي” المرتقب قريبا. وللكاتب الفلسطيني محمد نجيب، المتخصصة بتحليل الشؤون الدفاعية وتغطية الحروب. المقال يعبر عن رأيهما ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر

CNN القدس (CNN) —

العملية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، والمسماة “الجرف الصامد” حركت القيادة الشيعية في طهران، فالصراع الدموي والغضب الإسلامي الذي تسبب به يمثل فرصة للنظام الإيراني من أجل تصحيح صورته في عيون السنّة الذين يشكلون غالبية المسلمين حول العالم.

فقد طالب المرشد الإيراني، علي خامنئي، العالم الإسلامي بوضع خلافاته جانبا والوقوف صفا واحدا ضد إسرائيل كان في الواقع يلمح إلى القيادة الإيرانية، إذ أن العديد من قادة المسلمين حول العالم أدلوا بمواقف مماثلة، ولكن الموقف الإيراني مختلف لأن لدى إيران القدرة على إحداث الفارق إن عاودت تقديم الأسلحة إلى حركة حماس.

ومن تزايد الدعوات من خامنئي ومسؤولين إيرانيين آخرين لدعم حماس بالسلاح، يظهر بوضوح الهدف المقصود، فعلى الخريطة السياسية للشرق الأوسط يوفر الصراع في غزة الفرصة لإيران من أجل تبديد الصورة التي باتت مأخوذة عن البلاد بتصويرها كأنها قوة شيعية، بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية الدائرة ببلاده، وبالتالي قد تتمكن إيران من انتزاع “راية الإسلام” مجددا وتقديم نفسها على أنها الدولة “الحامية للقضايا الإسلامية.”

أما حركة حماس المنهكة، والتي كانت في فترة ما الوكيل المفضل لإيران في الوسط السني، فقد لا تجد أمامها من بديل سوى العودة إلى الدوران بالفلك الإيراني بعد جمود استمر لأربع سنوات في العلاقات بين الجانبين. وفي رام الله يحاول مسؤولو السلطة الوطنية الفلسطينية الخاضعة لسيطرة حركة فتح العلمانية، إبقاء العلاقات بين حماس وإيران قيد الرقابة، مع قلقهم من أن يؤدي مد يد طهران مجددا للحركة في غزة إلى تقويتها وإطالة أمد صراعها مع إسرائيل.

وفي الوقت نفسه، يشعر المسؤولون الفلسطينيون بأن حركة حماس لديها “ميل كبير” لإعادة فتح خطوط التواصل مع طهران، بحال قررت الأخيرة “غفران خيانتها” لها عام 2011 بالوقوف إلى جانب المعارضة السورية ضد نظام الأسد والابتعاد عن النفوذ الإيراني بعد عقدين على الارتباط به.

ويقول أحد المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية إنه ما من حل أمام حماس حول العودة إلى الحضن الإيراني ويشرح ذلك بالقول: “علاقات إيران مع حماس كانت تكتيكية منذ الأساس، والظروف الحالية تجعلها مفيدة للجانبين.”

وتتطلع حماس إلى العودة للحصول على السلاح الإيراني، أما طهران فهي تريد لفت نظر العالم الإسلامي إلى دورها ي حماية الفلسطينيين، وهذا سيفيد نشاطاتها في المنطقة، والتي تأثرت كثيرا بوقوفها إلى جانب الأسد بنظر الرأي العام الإسلامي.

ويرى المسؤول الفلسطيني أن التعاون العسكري بين إيران وحماس لم يتأثر بالجمود السياسي بين الجانبين خلال الفترة الماضية، إذ استمرت الاتصالات الإيرانية مع شخصيات متشددة في قيادة الحركة، على رأسها محمود الزهار بقطاع غزة، وممثل الحركة السابق بطهران، عماد العلمي، كما قد تبدل إيران موقفها من رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، الذي يقال إن طلبه المتكرر لزيارة إيران رفض خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكن ذلك قد يتغير قريبا.

كما قام حزب الله، الذي يمثل “درة التاج” بالنسبة للنفوذ الإيراني في المنطقة، بفتح الباب أمام حماس بدوره، ويقال إن “حركة الجهاد الإسلامي” التي ظلت موالية لإيران خلال الفترة الماضية، تلعب دورا في الوساطة بين حماس والحزب.

ولكن مع وجود عناصر حزب الله في سوريا للقتال إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، والوضع السياسي المعقد في لبنان بالنسبة لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، وذكريات دعم حماس للمعارضة السورية التي ماتزال ماثلة في ذهن الحزب، فمن المستبعد أن يجد الجيش الإسرائيلي نفسه بمواجهة جبهة ثانية عند الحدود مع لبنان.

ورغم كل ذلك، تحتاج حركة حماس إلى ما لدى إيران وحزب الله من سلاح وخبرات عسكرية، وهي أمور ليس بوسع قطر أو تركيا تقديمها، أو ليس لديهما الرغبة بذلك، ويقول اللواء صائب العاجز، القيادي السابق بأجهزة الأمن الفلسطينية، إن حماس ترغب بشدة بالعودة إلى الفلك الإيراني لأنها تتوق إلى إعادة بناء ترسانتها العسكرية.

وترى مصادر فلسطينية أن زيارة مشعل إلى إيران ستحصل بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وهو سيستغل تلك الزيارة لشكر طهران على دعمها وإعلان طي صفحة الخلاف معها، وسيزيد هذا الأمر من تعقيدات المشهد في منطقة الشرق الأوسط المعقدة أصلا.

فأقرب حلفاء مشعل في المنطقة، أي قطر وتركيا، مازالتا بموقع المواجهة مع إيران، على خلفية الصراع حول النفوذ في سوريا، والصراع المتفاقم في العراق، وللالتفاف على هذا الخلاف فإن إيران لن تطلب من حماس إعلان دعم الأسد علنا، بل مجرد الامتناع علنا عن انتقاد دوره، وهو أمر يبدو أن الحركة مستعدة لفعله.

مقال لألكس فاتنكا، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، والمتخصص بالشؤون الشرق أوسطية والسياسة الخارجية الإيرانية، وصاحب كتاب “إيران وباكستان: الأمن والدبلوماسية والنفوذ الأمريكي” المرتقب قريبا. وللكاتب الفلسطيني محمد نجيب، المتخصصة بتحليل الشؤون الدفاعية وتغطية الحروب. المقال يعبر عن رأيهما ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر

CNN

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.