الحرب النظيفة

الحرب النظيفةsavealeppo
في افلام الغرب الامريكي الكابوي عند المبارزة يقف المتبارزان بمواجهة بعضهم البعض ويستخدم كل منهما نفس المسدس وطلقة واحدة ولا يطلق النار باتجاه خصمه الا بعد اشارة الحكم وهنا تبرز دقه ومهارة وسرعة احدهم على الاخر فيرديه قتيلا
وفي الملاكمة يتقابل الملاكمان شريطة أن يكونا من نفس الوزن على الحلبة وتحدد لهما الاماكن التي لا يسمح فيها الضرب ويتدخل الحكم في حالة تجاوز احدهم التعليمات و لا ضرر بعدها لو كانت الضربة القاضية مميته
في الحروب أيضا حددت المعاهدات والمواثيق الدوليه ما هي الاسلحة المحرمة والتي يحظر استخدامها والتي يمتد اثرها على المدنيين وعلى البيئة
كما أن سلاح الابادة الشاملة ممنوع لأن الحروب وضعت لتدفع المتحاربين الى الصلح او الاستسلام لا لكي يبيد احدهم الاخر ابادة شاملة أو يبيدان كل من حولهما من حرث و زرع
أذن حتى للموت من خلال الاقتتال اصول يجب مراعاتها
وعلى الرغم من قذارة الحروب والتي يوقدها الساسة والحكام ويكون وقودها الجنود والشعوب الا أن اتباع قواعد الحرب الشريفة عندما لا يكون منها بد يقلل كثيرا من الكوارث التي تنشأ لو سمح بممارسة الاحقاد والضغائن في المواجهات
فالسلاح الكيماوي والقنابل العنقودية والحارقة والجرثومية ذات الاثر الب كلها قد تطيل بأمد المواجهة وتذرع احقاد لا تسمح للحرب بعدها أن تقف عند حد معين
ولعل من بديهات و اول شروط الحرب الاخلاقية او النظيفة ( اخلاقية هنا تجاوزا ) عدم قتل او التعرض للمدنيين او الاسرى او الجرحى من المقاتلين او تعذيبهم للحصول على معلومات منهم او التنكيل بهم احياء او بجثثهم وعرضها لإيقاع الرعب بالطرف الاخر امور ترقى الى حد الاجرام وتجاوز الحدود المسموح به بالمواجهة المسلحة وتسقط عندها حجة الدفاع عن النفس في حالة ارتكاب افعال كهذه
ما حدث ويحدث بسوريا ومن بداية الثورة كان يهدف الى جر البلاد الى حرب قذرة لا تستثني مقاتلا او مدنيا رجل او امرأة او طفل ولا ترحم دابة او حجر
فالمظاهرات السلمية قوبلت بالرصاص الحي فكانت اولى المخالفات
والاعتقال والتعذيب والتجويع والتنكيل وصولا الى الموت البطيء كانت الثانية
والقصف العشوائي بالصواريخ والبراميل المتفجرة كلها مهدت للطرف الاخرى أن يفقد صوابه وتكون ردة الفعل همجية على الافعال الهمجية
ابو صقار وعلى الرغم من ادانتنا لما فعل الا انه لم يكن البادىء فلقد شاهدنا مقاطع لجنود النظام تنكل بالشهداء فتقطع اذانهم بكل اعصاب باردة وكان الجندي هنا يقطف ازهارا
كما أن مقاطع الفيديو التي اظهرت اكثر من مجموعة من جنود النظام و شبيحته تمارس افظع انواع التعذيب والتنكيل بأسير غير مسلح وصولا الى القتل عن طريق تحطيم الرأس بالحجارة بعد تمزيق الجسد عن طريق الطعن والضرب مشاهد تدفع الطرف الاخر ليمارس العنف المضاد
فرائحة الدم تدفع الى هستريا القتل
عندما يصل طرفي النزاع الى هذا المستوى من الجنون في المواجهة يصبح الحل الوحيد لإيقاف تلك الحرب المجنونه بتدخل دولي يحيل دون استمرار القتل غير المبرر
يبقى السؤال في عهدة الدول الكبرى وهو متى ترى تلك الدول أن الوقت قد حان لإيقاف هذا الجنون القاتل ؟

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.