الحداثة العربية والإسلام !!!!!!!!! رابطة العقلانيين العرب بين بيروت وباريس، وخطاب أوباما اليوم حول ضرورة الحداثة (الإسلامية ) !!!!
في منتصف التسعينات من القرن الماضي بدأ الحوار حول تأسيس رابطة للعقلانيين العرب، تلتف كمؤسسة ثقافية حول مفهوم علاقة التشارط السببي بين العلمانية والديموقراطية …حيث لا ديموقراطية بلا علمانية ( المثال الإيراني) ، ولا علمانية بلا ديموقراطية وفق المثال (الستاليني بل والهيتلري) ……..
هذا الموضوع الذي سيشكل نقطة افتراق وتباعد فكري بيني وبين الأخوين العزيزن ( جورج طرابيشي المفكر العلماني السوري ، والمفكر العلماني الليبي محمد عبد المطلب الهوني الممول للمشروع) الحداثي العلماني العربي، فتباعدنا لا حقا ،سيما مع انفجارات ثورات الربيع العربي التي حاول فيها الاسلام السياسي أن يركب هذه الثورات الديموقراطية المدنية الشبابية المستقلة عن جميع (منظومات الأحزاب الشمولية التقليدية القائمة علمانية يسارية كانت كالشيوعيين أم إسلامية أخوانية ، بعد أن تحالف الطرفين شموليا ….. ) …
المؤتمر الأول في بيروت لرابطة العقلانيين ، رفع به شعار سكت الجميع عن معاورته ونقده وهو أن الاحتلال الأمريكي للعراق ليس أحتلالا بل هو “تحرير” ، ولقد سكت الجميع نظرا إلى ان ثمة ( حلما بالديموقراطية عربيا ) ، كان موغلا في جرحه في داخل النخبة العربية المشاركة في مؤتمر ( الحداثة ) في بيروت …فسكت الجميع مراهنة على صدق الإعلان الديموقراطي الأمريكي أنه سيكون بديلا للديكتاتوريات العربية …..وكان الحديث الداخلي …لما لا إذا كان الأمريكان ونخبتهم اليسارية التروتسكية ريدون أن يحاربوا في سبيل الدديموقراطية وتغيير، ولو كان ذلك على حساب تاريخ انشائنا البلاغي القومي حول السيادة ….
المشكلة أن صورة الدمار والتفكك الوطني والسياسي والأخلاقي الذي يعيشه العراق ومن ثم سوريا ، لا تبعث أي ثقة بدعوة أوباما إلى القيام بثورة تجديد الإسلام في صيغة علاقته مع الحداثة ( الإسلام والعصر ) …
حيث كان عصر النهضة برمزيته من الطهطاوي إلى محمد عبده مرورا بطه حسين وأحمد أمين والعقاد عبر قرنين التاسع عشر والعشرين، يتطلع لهذه المصالحة ، لكن الغرب كان دائما ضد هذه المصالحة عمليا وإجرائيا، حيث كان يدعو لها كذبا وإحراجا للعرب والمسلمين وليس نصيحة وحلا لمشكلاتنا فعلا في الاندماج بالعالم وفي دورنا في قيادة العالم وفق قانونياته المدنية والحضارية وليس الإعاقية …
، وذلك ليقول لنا إن: (ثمة مشكلية بنيوية تكوينية داخلية معوقة في بنية منظومة عقيدة الاسلام ذاته تعوقه عن الخروج من الماضي للمصالحة مع العصر…. ) … وتأتي داعش وأمثالها اليوم كبرهان في يدهم على صحة هذه الإعاقة الداخلية التي يتحدث عنها أوباما في خطابه ، رغم أن دعوته الأخيرة عن المصالحة بين الإسلام والديموقراطية ، بدأت منذ قرنين في العالم العربي والإسلامي، لكنه مع ذلك ظل يحاور ويساجل ويناوش ….وتم تتويجه هذه المحاورة والمساجلة بالتجربة الديموقراطية العلمانية في تركيا التي رفضوها بفظاظة استعمارية بلا خجل ، حيث كان الأمريكان على استعداد لتجييش الحلف الأطلسي ضد تركيا عبر السكوت عن مشاغبات واستفزازات عدوهم التقليدي الروسي لتركيا، رغم أنها كانت هي دولة المواجهة الأقوى كثاني جيش في الحلف الأطلسي بالنسبة لهم مع روسيا السوفيتية خلال الحرب الباردة …..
إن الذين يراهنون من بين قومنا المعارضين السوريين على عدالة الضمير الأمريكي الذي يغلف الضمير الروسي والإيراني بشرعية دولية للدولة العظمى، كالذي يراهن على نزاهة ويقظة الضمير الأسدي، في امكانية أن يعيد الحياة إلى ملايين السوريين ليعتذر منهم عن هلاكهم ودمار بلدهم !!!!