ما زال بعض المأزومين يظنّون أنّ قيمتَهم تعلو إذا ما حاولوا النيلَ والتقليلَ من قيمة غيرهم وإشعارهم أنهم لا شيء.
يستعمل هذا الأسلوب مَن تربّى على الجبن والخوف (من عار ما يلبسه) وفاقد لكل شيء جميل، فيُسارع للتقليل من شأن غيره لأنه يشعر أنه لا شيء، ومن ثَمَّ يورث هذا الشعور لأولاده وعائلته حتى يصبحَ نمطاً لهذه العائلة المأزومة للتغطية على كراهيّتهم وإفلاسهم وقباحة دواخلهم، حيث يعمدون للتعظيم ببعضهم – بدون استحقاق – وبأنفسهم بكل غباء محاولين في ذات الوقت التقليل من شأن غيرهم.
العظيم هو مَن يَشعر الآخَر بحضرته أنه عظيم، وليس مَن يُعظّم بنفسه وبقومه متجاهِلاً الآخَرين. أعرف عائلة بأكملها تمارس هذا الهراء وبشكل غبي جداً من سنوات طويلة ومن ثَمّ تدّعي المحبة والخير لإخفاء الكراهية والضعف.
الحقيقة كالشمس لا تُغطّى بغربال، هذه ممارسات مكشوفة جداً ولا تحتاج لعبقري لمعرفتها. نصيحة إلى هكذا نماذج، المحبة حالة تبادُلية من العواطف والاهتمام والوعي بها، المحبة هي أن تحتوي الآخَر وتُعطيه حقّه بعدم التقليل من شأنه ومحاولة (طمس) مواهبه ومميزاته، (سيراك عظيماً بعدها حتى لو كنتَ لا تحمل أي مواصفات لهذه العظمة).
نصيحة للجميع: لن تحصلوا على الحب والتقدير والاحترام طالما أنتم غير قادرين على إعطائهم للآخَر وجلّ اهتمامكم التعظيم بأنفسكم. الحياة والعلاقات رحلة مشاركات ومعرفة متبادلة ومواقف؛ اعطوا الحُب والتقدير لمن حولكم كي تحصلوا عليه وتستمتعوا به، لن يرغب أحد بدوام علاقة مع شخص جلّ اهتمامه التقليل من شأنه وشأن الآخَرين.
حقيقة: الحب والاحترام والتقدير هو فاتحة أي علاقة أخلاقية يا سادة.
الكاتبة ريم شطيح
#ريم_شطيح #خبرة_شخصية #معرفة