لست أعرف ما إذا كان ذلك «الداعية» أراد أن يهوّل من خطيئة ترك صلاة الفجر أم أراد أن يهون من جريمة ارتكاب زنى المحارم حين ادعى أن زنى المحارم أهون من ترك صلاة الفجر، غير أني أوشك أن أعتبر تلك المقارنة ضربا من الحماقة التي لا تدل إلا على عجز ذلك «الداعية» عن التوجه بخطاب ديني عقلاني للناس يؤكد لهم عظم الذنب المترتب على ترك فريضة دينية لا يصح إسلام المرء إذا ما تهاون في أدائها عمدا أو تكاسلا، ولم يكن ذلك «الداعية» بحاجة إلى المقارنة بين ذنبين لكي يحدد أيهما أهون من الآخر ما دام كلاهما ذنبا عظيما.
تلك المقارنة تكشف عن نسق من التفكير مستحكم في عقلية كثير من المنتسبين ظلما إلى الدعوة، وهو نسق يكشف عن هيمنة موضوع «الجنس» على تفكيرهم بحيث لا يستقيم لهم رأي في التحليل والتحريم والإباحة والكراهية إلا إذا ربطوه بالحياة الجنسية للإنسان، وكما صدم ذلك المدعي الانتساب لحقل الدعوة المجتمعَ بتهوين زنى المحارم مقارنة بترك صلاة الفجر فقد سبقه داعية قبل أسابيع قليلة إلى الطعن في المجتمع حين وصف من يوافق على إلحاق ابنته أو أخته أو زوجته بكليات الطب والتمريض بالدياثة، وهي الصفة التي لا يزال المجتمع بحاجة إلى إنصافه ممن قذفه بها وهو إنصاف لا يكفي فيه تبرؤ وزارة الشؤون الإسلامية من ذلك الداعية ولا صمت التعليم، الذي ينتسب إليه، عما قاله.
ولا يتوقف الأمر عند هذين المدعيين الانتماء لحقل الدعوة، ذلك أن «الهواجس الجنسية» تكاد تشكل القواسم المشتركة بين آراء كثير من أشباه الدعاة، وهي هواجس توجههم فيرون هذا الأمر حلالا وذلك الأمر حراما، ولعل حالةً من الشبق للحور العين هي التي مكنت كثيرا من المحرضين على الإرهاب من استدراج بعض الناشئة والشباب لتنفيذ مخططاتهم فليس بينهم وبين غرف نوم الحور العين إلا حزام ناسف.
هؤلاء المنتمون ظلما لمجال الدعوة والمسكونون بهاجس «الجنس» بحاجة إلى العلاج، فإن لم ينفع معهم فليس لهم غير «الكافور»، كما قال فرج فودة، فهو كفيل بتهبيط هيمنة الجنس المستولي عليهم والمتحكم في تفكيرهم.للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة