الجنس الثالث، من خلقه؟

يدعي الله ( حسب تصريحات لمحمد) انه خلق الانسان في احسن تكوين، ويعترف بأنه خلق المخلوقات ازواجا وبالتالي ينفي

الرجل الحامل

الرجل الحامل

مسؤوليته عن الجنس الثالث، فمن اين اتى إذن هذا الجنس الثالث الذي يرفض الله الاعتراف بخلقه له؟

الدين موجه الى الانثى والذكر بمجموعة مطاليب ومعايير ، متجاهلا الجنس الثالث، هل يعني ان الجنس الثالث الذي يرفض لله ان يعترف به، هو خارج “الدين” ومطالبه؟ بالطبع لايجري الكلام عن “اللواط” كممارسة جنسية وبالطريقة التي طرحها القرآن وانما عن التالي :

عند ولادة الطفل، نعتمد على الاعضاء التناسلية الظاهرة لتقرير جنس الوليد. واللجنة الاولمبية كانت حتى عام 1999 تقوم باجراء اختبار اكثر دقة من مجرد الرؤية، لتقرير مااذا كان الرياضي المشارك امرأة ام رجل، اذ كانوا يقومون باختبار الكرومسوم، وعند وجود كرومسوم ذكري يعتبر المشارك رجلا. إلا ان اللجنة الاولمبية توقفت عن ذلك، لقد ثبت ، وياللمفاجاءة، عدم صحة الاختبار. واكثر من ذلك لقد توصلوا الى انه من الصعب معرفة جنس الانسان بسهولة!

عام 1968 عندما بدأ لاول مرة اجراء هذا الاختبار، مُنعت العداءة البولونية ايوا كلوبوكوسكا من المشاركة، لاكتشاف الاختبار انها تملك اضافة الى الكروموسومات النسائية XX تملك ايضا كرومسوم رجالى Y
هل “هي” إذن رجل ام امرأة؟

هذه الخروج عن مألوفنا ومعاييرنا البيولوجية المتعارف عليها ليست نادرة كمايعتقد البعض.اذ انها تصيب 1/10000 طفلة ممن شكل اعضائهم الجنسية الخارجية يؤهلهم لحمل صفة الانثى، في حين تشكل 1/500 طفل لمن بمظهر الذكر. إلا ان درجة تعقد الحالة مختلف ايضا.

ففي حين يمكن ان تكون للفتيات جهاز تناسلي ذو ملامح ذكورية، اذا اصيبوا باختلال هرموني في فترة تشكل الرحم عند الجنين، وهذه في الحالات الصعبة، الامر الذي يحدث لفتاة واحدة من بين خمسة آلاف. او تغييرات جنسية اخف وتحدث بنسبة اعلى 1/100. الامر الذي يظهر صعوبة تحديد النسل اعتمادا على شكل جهاز التناسل الخارجي ذو التتطور المتفاوت.

يبدأ الجنين، كقاعدة، بالنمو والتشكل اولا كفتاة، والى حين بدء الجين Y المسمى SRY-gen بالتنشط في الاسبوع السادس من بدء النمو. هذا الجين يقوم بمهمة تغيير اتجاه نمو الغدد. اذا اصيب هذا الجين بالضرر بسبب طفرة مثلا، لايتشكل عضو ذكري، والطفل يستمر بالتتطور باتجاه ان يكون فتاة.
بالطبع يمكن ان يحدث الضرر في مراحل مختلفة من مراحل تتطور الجنين، وحتى قد يصل النمو الى المرحلة الاخيرة ولكن لا ينتج هرمونات مثلا. المرأة المتشكلة من مثل هكذا نمو تظهر وكأنها امرأة طبيعية، ولكنها لا تنجب اطفال.
ان كمية الهرمونات الذكرية هي التي تقرر شكل الاختلافات في الجهاز التناسلي من واحدة الى اخرى. وهذه الاختلافات كبيرة جدا ومتفاوتة الى درجة ان الجهاز التناسلي قد يكون اقرب الى الجهاز الذكري في حالة او اقرب الى الجهاز الانثوي في حالة اخرى.

عند ولادة طفل من الاطفال التي يصعب على الاطباء والاهل معرفة وتقرير جنسه، يقف الجميع امام خيارات صعبة. من سيقرر جنس الطفل وعلى اي اساس؟
اذا ترك الطفل بدون تحديد جنسه، سينمو مع سره، وربما سيخجل وينعزل، ويعاني من معاملة الاخرين له الذين لايفهموا ويقدروا هذا الشذوذ الطبيعي. ومن المحتمل انه ابدا لن يستطيع ان يحصل على حياة جنسية طبيعية، لعدم تناسبه في اي مجموعة من المجموعتين الجنسيتين المعترف بهم.
ان الحل الاصلح حسب معرفتنا اليوم، هي ترك الطفل نفسه يقرر بنفسه عندما يصبح ناضجا جنسيا، ليضيف الى الانتماء البيولوجي المتضرر، انتمائه التصرفي والظروف الخارجية المؤثرة، التي قد تساعد على حسم الاختيار. “هذا في الغرب بالطبع” .

ولكن الانتماء الجنسي للانسان لايتشكل فقط من خلال الجانب البيولوجي فقط، بل الاجتماعي والنفسي ايضا. ومع هذه العوامل مجتمعة يتشكل ويتقرر الدور الجنسي الذي يحدد الانتماء. فالانتماء الجنسي يقوم على :

التصرف او الوعي الذاتي، المنطلق من شعور الشخص الداخلي نفسه لانتمائه. مثلا البعض من المولودين باعضاء جنسية غير كاملة قد يعتبر نفسه فتاة، في حين الاخر يعتبر نفسه صبي.
الظروف الخارجية التي تشكل عوامل انجذابنا الجنسي تجاه الاخرين. لم يستطع العلم حتى الان اكتشاف عامل بيولوجي وراثي لانجذابنا الى الجنس الاخر، الامر الذي يؤدي الى الاعتقاد بأن الانجذاب قد يكون مرتبط بعوامل خارجية مثل التربية والظروف المحيطة. المجتمعات التي تصعب بها العلاقات الثنائية الجنس، تنتشر بها العلاقات الاحادية الجنس بشكل اكبر من غيرها من المجتمعات، مما يدل على ان التعويض يتم بدون تعارض مع ميكانيزم بيلوجي.

ان الوعي الجنسي لايتبع التركيب البيولوجي بشكل اوتوماتيكي كما يعتقد الكثيرين، بل يتبع شكل اخر اكثر تعقيدا. ان المتتداخلين الجنسيين (الجنس الثالث) مثلا ينتمون من حيث الشكل الى احد الجنسين، في حين يعتبرون نفسهم ينتمون الى الجنس الاخر. ان المتتداخليين الجنسيين ذو المظهر الذكوري ليسوا بالضرورة ذو شكل نسائي او تصرف نسائي، كما ان المرء لايستطيع ان يحزر الانتماء الجنسي للمتتداخليين، كما قد يعتقد البعض.
والمتتداخليين الجنسيين النساء: هم نساء شكليا، بوعي جنسي رجالي وخلفية جنسية رجالية، تنجذب للنساء، لنفس اسباب انجذاب الرجال الطبيعيين للمرأة، الامر الذي يجعلها رجلا اكثر منها امرأة. في حين الرجل المتتداخل الذي ينجذب اكثر للنساء،يلعب دور امرأة سحاقية وليس دوره كالرجل الطبيعي.

وحيث ان الانتماء الجنسي والانجذاب الى الاخر ليس بيولوجيا، يعتقد العلماء ان التصرف الجنسي واقع تحت تأثير منطقة خاصة في الدماغ، في حين تصرفات الانتماء للمتتداخلين جنسيا تحدث تحت تأثير العوامل البسيكولوجية، مثلا ان يؤدي وجود امهات ضعيفات ومضطهدات الى ان تصبح بناتهم تتجه الى الاب كمثل اعلى ونموذج، او العكس. في حين يحيل البعض الاخر من العلماء الاسباب الى العالم الخارجي اذ يتعامل المحيطين بالطفل بشكل خاطئ، من خلال معاملة الفتاة كرجل او العكس او من خلال اعتداء جنسي او عنفي اوممارسات خاطئة اخرى

وباعتقادي يوجد الكثير من سوء الفهم حول هذه الاختلافات البيلوجية والبسيكولوجية، ويعززها مواقف الاديان ومفاهيم رجال الدين القائمة على التعصب وضيق الافق والنصوص القديمة الغبية
———-
ردا على سؤال الزميل ماخ

السؤال
هل يمكن ان يحمل الكائن الحي (البشري) مورثات غير التركيبين المعروفين اما XX او XY بغض النظر عن شكله الخارجي

الجواب
نعم يمكن ان يحمل الانسان مورثات XXY بدون ان يتغيير الشكل الخارجي له. الانسان من حملة المورثات الثلاثية يمكن ان يكون انثى او ذكر بالرغم ان شكل اعضائه التناسلية من الجنس الاخر. من الضروري العرض على طبيب نفسي وجنسي، وليس من الضروري دائما إجراء عملية تغيير الجنس، بالرغم من ان ذلك قد يكون ضروري في بعض الحالات. من الضروري ان يترك الامر الى الشخص نفسه ليقرر

الكاتب: الغفاري
المصدر: منتدى اللادينيين العرب

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.