قف عندك لا تزايد … حينما اكتب عن وطنية الاقباط ودورهم فى حرب اكتوبر، ونصر مصر العظيم اكتب مقالى ليس من مبداء طائفي بل من مبدا وطنى للسادة اولو الامر ليدركوا ان قوة مصر ليس فى محاباة تيارات دينية لهدم الجبة الداخلية ولا فى اعلاء النعرات الدينية التى ثبت للتاريخ ان اتباعها نفعيين ارهابيين براجماتيين اقصائيين عملاء خونة … بل ليدرك الجميع ان قوة مصر الحقيقية فى وحدة الجبهة الداخلية ولا سجل للتاريخ ان حينما يتقلد الاقباط مكانتهم فى بناء مصر سوف لا تنتصر مصر فقط بل ستتحطم امام مصر كل القوى العالمية … ولنذكر المصريين ان ليس محمد افندى رفعنا العلم بل هناك مرقس وبطرس ايضا .
حتى لا تضيع الحقائق الوطنية فى مثل هذا اليوم منذ 42 عاماً عام 1973 قامت قواتنا المسلحة بعبور قناة السويس واجتياز الساتر الترابى واقتحام خط بارليف، سالت دماء الأقباط جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين لتحرير تراب مصر من الاحتلال الإسرائيلى، فوطنية الأقباط لا تحتاج لمن يزايد عليها لأن حبهم لتراب وطنهم برهنوا عليه على مر التاريخ بسفك دمائهم الزكية حباً فى تراب مصر العظيم، فعلى سبيل المثال نستعرض سير بعض الشهداء الأقباط خلال حرب أكتوبر..
الشهيد اللواء أ.ح/ شفيق مترى سدراك من مواليد عام 1921 محافظة أسيوط فى مصر شارك فى حروب 1956 و1967 وحرب أكتوبر 1973، وكان قائداً لكتيبة مشاة فى منطقة أبو عجيلة فى سيناء كان الشهيد اللواء أ.ح/ شفيق مترى سدراك نموذجاً رائعاً للقائد الملتحم بجنوده قبل ضباطه، وخلال حرب الاستنزاف قبيل العبور العظيم عبر برجاله إلى سيناء من بورسعيد والدفرسوار وجنوب البلاح والفردان، حيث قاتل العدو فى معارك الكمائن، ويوم السادس من أكتوبر1973م قاد الشهيد أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة بالقطاع الأوسط فى سيناء، وحقق أمجد المعارك الهجومية ثم معارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلى المضاد قبل أن يستشهد فى اليوم الرابع للحرب الذى يوافق يوم 9 أكتوبر 1973م، وهو يتقدم قواته لمسافة كيلو متر كامل فى عمق سيناء عندما أصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلى قبل وصوله إلى منطقة الممرات فى عمق الممرات، ليحظى بشرف الشهادة ويسهم فى رد الاعتبار لمصر أول بطل كُرّم من رئيس الجمهورية الراحل (القائد الأعلى للقوات المسلحة) فى الجلسة التاريخية الوطنية بمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974م إكباراً وتكريماً لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية واستشهاده البارز فدية للنصر وطليعة له. (المصور 31 مايو 1974م).
اللواء باقى زكى استطاع بفكره تدمير وتحطيم أكبر ساتر ترابى ألا وهو خط بارليف “هو عبارة عن جبل من الرمال والأتربة”، ويمتد بطول قناة السويس فى نحو 160 كيلو مترا من بور سعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابى كان من أكبر العقبات التى واجهت القوات الحربية المصرية فى عملية العبور إلى سيناء، خصوصاً أن خط بارليف قد أنُشئ بزاوية قدرها 80° درجة، لكى يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم، ولكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف استطاع الضابط باقى زكى تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفى المنيع.. فقد اخترع مدفع مائى يعمل بواسطة المياه المضغوطة، واستطاع أن يحطم ويزيل أى عائق أمامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية وبعد تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقى زكى يوسف إلى رتبة لواء وإعطاءه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى تقديراً لامتيازه وبطولته فى 6 أكتوبر عام 1973.
اللواء فؤاد عزيز قائد الفرقة 18 مشاة التى حققت معجزة عبور قناة السويس، وتدمير حصون خط بارليف، وتحرير القنطرة شرق وبورسعيد، وظل محافظاً على الانتصارات التى حققها طوال أيام الحرب، وكان آنذاك برتبة عميد ثم مُنِح رتبة لواء، وعين قائداً للجيش الثانى الميدانى، ونظراً لإنجازاته العسكرية فلقد حصل على رتبة (فريق)، وتم تعيينه بعد انتهاء الحرب محافظاً على جنوب سيناء وظل يشغل هذا المنصب طوال مدة خدمته.
اللواء طيار أ. ح. مدحت لبيب صادق فى حديث الذكريات حول هذا النصر الكبير: يوم السادس من أكتوبر 1973 كنت نقيب طيار مقاتل ضمن تشكيل مكون من أربع طائرات ميج 21، التى كانت فى ذلك الوقت هى العمود الفقرى للقوات الجوية المصرية.
العميد نعيم فؤاد وهبة تخرج فى الكلية الحربية عام 1959، ثم تخصص فى سلاح المدفعية المضادة للطائرات التى تحولت فيما بعد إلى قوات الدفاع الجوى عقب حرب1967 حيث حصل على أول دورة تدريبية لقوات صواريخ الدفاع الجوى عام 1962 على أيدى خبراء الاتحاد السوفيتى، والتحق بالكتيبة 341م/ ط اللواء الأول مشاة الفرقة الثانية… ثم التحق بالكتيبة 426 صواريخ أرض/ جو بعيون موسى بسيناء، ثم بالكتيبة421 صواريخ أرض - جو بالقنطرة غرب خلال حرب يونيه 1967، وقد أسقطت هذه الكتيبة عددا كبيرا من طائرات الميراج الإسرائيلية بواسطة وسائل المدفعية المضادة للطائرات.
اللواء ثابت إقلاديوس رئيس عمليات مدفعية الفرقة الثانية بالجيش الثانى الميدانى تخرج فى كلية العلوم جامعة القاهرة، تخصص كيمياء (نبات) عام 1953، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا فى التربية العامة من جامعة عين شمس عام 1954، وبعدها تخرج فى الكلية الحربية قسم الجامعيين عام 1955م لقد استرددنا كرامتنا تلك هى أول عبارة قالها اللواء، واستطرد قائلاً: فلا تتخيل ماهية المشاعر القاسية التى كانت تتملكنا ونحن ضباط فى الفترة ما بين 1967 إلى 1973 فكان الناس ينظرون لنا على أننا سبب النكسة… ودار الحوار على النحو التالى:
** سنة 1969 شن العدو هجوماً بالمدفعية أدى إلى استشهاد الفريق رئيس الأركان عبد المنعم رياض فصعدت على شاطئ القتال ورصدت موقع الدبابات المعتدية وكان موقعى خلف المكان الذى استشهد فيه.
فقلت لقائدى: لا بد أن نضرب هذه الدبابات وكان رده بأنه ليست لدينا الأوامر بضربها فقلت لهم بعد استشهاد رئيس الأركان هل توجد أوامر؟ فلا بد من أن أصعد لمركز الملاحظة وأعطيهم قصفة نيران، فرد القائد: يمكنك تكليف أحد للقيام بهذه المهمة..فقلت له: لن يأخذ أحد بثأر الشهيد عبد المنعم رياض غيرى.. وكان الجميع بالملاجئ للاحتماء من شدة القصف طبقاً للأوامر، وبالفعل توجهت إلى قائد الكتيبة الرائد مصطفى رؤوف وكنت وقتها برتبة مقدم فأمرته بإخراج المدافع من الدشم وإخراج كتيبة كاملة قوتها 12 مدفعاً 122 ملى.. وأمرت بوضع صندوقين ذخيرة أربعة طلقات أمام كل مدفع حتى لا تنفجر الذخيرة ويحدث تأثير عكسى إذا ما ضربتنا مدفعية العدو.. وطلبت استخراج البيانات التى يتم توجيه القصف على أساسها.. ودرست النواحى الفنية وضبط الاتجاهات من خلال أجهزة الرؤية فصعدت إلى مركز الملاحظة، وتم رصد الاتجاه لضرب الهدف من خلال الاتجاهات المغناطيسية والخرائط، وأبلغنا القيادة بأننا مستعدون وصدرت الأوامر بالرد بالقصف المحدود وبعدها تختفى المدافع فوراً وقمت بمراجعة الاتجاهات مرة أخرى، وفى ثانية كانت 48 طلقة مدفعية فوق الهدف فأصبت جميع المدرعات والدبابات وشلََُت حركتها ما عدا دبابة واحدة استطاعت الفرار.. وتم تقديرى بجواب شكر من القيادة، وأخذ قائد اللواء وسام نوط الواجب العسكرى.
** كانت مهمتى إدارة نيران المدافع فى اتجاه أهداف العدو بالضفة الشرقية للقتال، فأمكننا تدمير النقاط الحصينة للعدو على الضفة الشرقية على طول خط المواجهة بالقطاع الأوسط من الجبهة، وكذلك مراكز القيادة للعدو وإسكات مدفعيته، مما سمح لقواتنا بعبور القناة تحت ساتر من النيران، كما قمنا بتأمين تقدم قواتنا المسلحة فى عمق سيناء حتى وقف إطلاق النار.
اللواء طيار أركان حرب مدحت لبيب صادق – صاحب لقب أفضل قائد قاعدة جوية على مستوى القوات المسلحة يقول اللواء طيار أ. ح مدحت لبيب صادق فى حديث الذكريات حول هذا النصر الكبير: يوم السادس من أكتوبر 1973 كنت نقيب طيار مقاتل ضمن تشكيل مكون من أربع طائرات ميج 21، التى كانت فى ذلك الوقت هى العمود الفقرى للقوات الجوية المصرية، وكانت هذه الطائرة مقاتلة اعتراضية مهمتها اعتراض وتدمير طائرات العدو فى الجو، وكانت مهمة التشكيل هى حراسة مباشرة جنباً إلى جنب مع طائرات السوخوى التى كلفت بضرب مطار المليز وتدمير أى طائرة تحاول منع السوخوى من تأدية مهامها.
عميد مهندس ميخائيل سند ميخائيل ضمن قوات الردع الصاروخى تخرج فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية تخصص ميكانيكا 1971، خريج الكلية الفنية العسكرية 1973 حصل على فرقة إصلاح قاذفات وصواريخ أرض – أرض RBG7 فى يونيه 1973 أثناء الحرب كان يحمل رتبة نقيب مهندس إصلاح قاذفات وصواريخ أرض – أرض بالجيش الثانى منطقة سرابيوم وانحصر عمله فى اختبار وتجهيز القاذفات والصواريخ قبل إطلاقها فى ميدان القتال وأثناء اقتحام خط بارليف أثناء الثغرة فى 1973/10/16 كان مسئولاً عن سحب الصواريخ الموجودة على الناقلات إلى المنطقة الخلفية بالقصاصين، حيث تم تدمير العديد من صواريخ العدو.
اللواء أركان حرب/ سمير توفيق عبد الله رئيس عمليات وحدات الصواريخ أرض- أرض خريج الكلية الحربية دفعة 46 عام 1964، شارك فى حرب يونيه 1967 بالعريش بمنطقة الهويس، وكان يحمل رتبة نقيب انضم خلال حرب الاستنزاف لفرقة الصواريخ RBG7 أرض - أرض بقيادة العميد أركان حرب/ محمد عبد الحليم أبو غزالة.
اللواء صليب منير بشارة، أحد المخططين لحرب أكتوبر عين صاحب الذكرى اللواء أ.ح صليب بشارة رئيسا لهيئة البحوث العسكرية فى مايو 1971، وخلال الفترة من مايو 1971 إلى أكتوبر 1973م قامت الهيئة بنشر العديد من البحوث العسكرية التى كانت مرجعاًً مهماً للذين خططوا لعبور 6 أكتوبر… 1973 اشتملت تلك النشرات على كافة التفصيلات للعملية الهجومية لاقتحام قناة السويس، وعلى قمة تلك النشرات تأتى النشرة رقم 41 عن عبور واقتحام الموانع المائية التى صاغتها لجنة شكلتها هيئة البحوث العسكرية بقيادة اللواء أ.ح صليب مع خيرة الضباط.
الخبرة المكتسبة فى أواخر عام 1973 وبناء على توجيهات وزير الحربية تم إدراج موضوع الخبرة المكتسبة من حرب القوات كموضوع رئيسى خلال خطة هيئة البحوث العسكرية لعام 1974.
وخلال الشهور الأولى من عام 1974عقد اللواء صليب وضباط الهيئة العديد من المؤتمرات بتجميع الخبرات المكتسبة من الجيوش الميدانية القوات الحربية، القوات البحرية، المدفعية، المركبات، الدفاع الجوى والاستطلاع، وغيرها.
وتم تقسيم الدروس المستفادة حسب التقسيم الذى اقترحه اللواء صليب لدراسة الحرب، حيث رأى أن الحرب مرت بست مراحل:
* 30 سبتمبر- 6 أكتوبر: رفع درجة الاستعداد والتحضير.
* 6 أكتوبر- 9 أكتوبر: الاستيلاء على رؤوس الكبارى والتمسك بها.
* 9 أكتوبر-13 أكتوبر: وقفة تعبيرية.
* 14 أكتوبر: معارك الدبابات فى مرحلة التطوير.
* 15 أكتوبر-22 أكتوبر: معارك الثغرة.
* 23 أكتوبر-25 أكتوبر: تطوير معارك الثغرة.
وبناءًً على هذا التقسيم أصدرت الهيئة نشراتها عن المعارك الرئيسية التالية: معركة الاستيلاء على رؤوس الكبارى والتمسك بها، ومعارك الدبابات أثناء مرحلة التطوير، ومعارك فتح العدو للثغرة غرب قناة السويس (منطقة الدفرسوار).
الميداليات والأنواط العسكرية خلال مشواره بالقوات المسلحة (1938-1974) تم تقدير اللواء أ.ح صليب بشارة بالعديد من الميداليات والأنواط العسكرية، أهمها: ميدالية فلسطين بالأمر العسكرى 270 / 1949م وميدالية ذكرى محمد على بالأمر العسكرى 425 / 1949م وميدالية التحرير بالأمر العسكرى 194 / 1952م وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الأولى 1962، ونوط الجلاء بالأمر العسكرى 14 / 1955ونوط الاستقلال بالأمر العسكرى 215 / 1956م ونوط النصر بالأمر العسكرى 400 / 1957م ونوط التدريب من الطبقة الأولى 1971م ونوط الجمهورية العسكرية من الطبقة الأولى بعد خروجه من الخدمة 1979 وفى 30 / 3/ 1974 م صدر القرار الجمهورى بتعيين اللواء أ.ح صليب عضواً بمجلس الشعب وتوفى فى 15 / 10 /1983 (جريدة وطنى 22/10/2006م السنة 48 العدد 2339).
خلال فترة الحرب اتحد نسيجا الأمة المصرية لمحاربة العدو وبعد النصر أُصيب جسد الأمة المصرية بسرطان التغلغل الوهابى، وتمكن من جسد مصر فأصاب أولى الأمر بالفكر المتطرف فارتفعت حرارة الجسد المصرى بصعود تيارات الإسلام السياسى الراديكالى وجماعات التطرف “إخوان مسلمين وجماعات جهاد متطرفة… إلخ” بمباركة قائد نصر أكتوبر وتحولت الحرب إلى حرب داخلية بقيادة ورعاية وزارة الداخلية ومسئولى الدولة ضد الأقباط وما نراه يومياً من اعتداءات متكررة على الأقباط الغلابة سوى غزوات مباركة بتأييد وتمويل وهابى يسعى لخراب مصر وتحطيم مصر من الداخل فأحداث قرى محافظة المنيا المتكررة يومياً دليل صادق على وهن جسد الأمة القبطية وخلل فى جهازها المناعى ومحاولة طرد عنصر أصيل من جسد الأمة المصرية صمام أمان وقت الحرب، بهم مدافعون أشداء بذلوا حياتهم وخلاصة فكرهم من أجل تراب.
ونتذكر ان من هادن تيارات الاسلام السياسي نال جزاه على طريقة سينيمار فالسادات أطلق عليه “رجل عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ وذبح حسب الشريعة”.
كتبت مقالى ليس لاثبات وطنية الاقباط بل ليعلم اولوا الامر ان الجبهة الداخلية هى اساس نصر مصر الدائم واعلم ان مصر فى عهد السيسي تسعى لعدم التفرقة واملى على ارض الواقع وعلى مستوى كل الاجهزة …عاشت مصر بشعبها الطيب وتحيا مصر دائما
مدحت قلادة
medhat00_klada@hotmail.com