الثورة لا تذهب إلا إلى الحرية

Abdulrazakeidهل نذهب أم لا نذهب إلى جنيف ؟؟؟؟ نعم (المعارضة) تذهب لكل الجهات التكتيكية ، لكن الثورة لا تذهب إلا إلى الحرية !!!

البرنامج الذي أدارته (العزيزة ديمة ونوس) على قناة الأورينت الذي تحدثنا عنه، كان تحت هذا العنوان ( هل يذهبوا إلى جنيف ؟ أم لا يذهبوا) ؟؟؟؟!!!

كان جواب العزيز شاعرنا ( يوسف بزي )، أن تساءل مجيبا انكاريا، عن من هي المعارضة التي ترفض الذهاب ؟؟ ولفت الانتياه إلى أن نقد الذهاب إلى جنيف لا يعني الرفض للذهاب إليه !!! وهذا ما كنا نردده سابقا وبعناوين كثيرة : (ضرورة الذهاب دوليا لا تعني أن ذلك إرادتنا الحرة المنتصرة ) …!!!

وهذا الجواب مهم جدا للمعارضة الرسمية الذاهبة أن تفهمه بدلا من مناكدته ، وأن دعوة بعض قواها إلى التشدد في الدفاع عن مطالب ثورة الشعب السوري في الكرامة والحرية، دون أي تنازل لا تعني عدم الذهاب إلى المؤتمرات الدولية كضرورة عالمية ، سيما بعد أن دول النظام الأسدي المأساة السورية، وعرضها للمزاد عن (سوريا المفيدة له التي يقدمها قاعدة لإيران وروسيا ) وسوريا غير المفيدة، أي سوريا الشعب التي تنازل عنها لداعش والبي كيكي بدون حرب، ليضع الشعب السوري أمام سؤال أي السوريتين تريد (سوريا الارهاب الأسدي ..أم سوريا الارهاب الداعشي -البيكيكي) !!!

الأمريكان في معادلة تدويل الحالة السورية ومشروعها الشرق أوسطي، لا يهمها كثيرا أية سورية ستنتصر (الأسدية أم الداعشية أم البيككية الخارجية الانفصالية اللاوطنية الأجنبية كداعش) لأن جميعها لا تشكل خطرا مباشرا على أمن امريكا وأمن إسرائيل، بل يهمها دوام الحال ريثما يتحقق نموذج تصورها الاستراتيجي المشترك مع إسرائيل للشرق الأوسط القادم ، فالأساسي بالنسبة لها (إدارة قتال الجميع ضد الجميع من أجل هزيمة الجميع ) …ولهذا فهي تتفهم الدخول الروسي الباحث عن (العملقة ) لتعويض تصغيره الأمريكي دوليا من قبل، وهي تتفهم هذه البلطجة الروسية الاستعمارية لاحتوائها … كما تتفهم بل وتدعم أمريكا الدور الإيراني ومحوره الشيعي في لبنان والعراق في حدود خدمة المشروع الاستراتيجي الأمريكى الشرق أوسطي …

نحن السوريون الذين فقدنا أكثر من نصف وطننا وشعبنا، ليس لنا ترف الخيارات الكثيرة ، فالخيار العسكري الذي دفعت إليه ثورتنا دفعا ، أصبح خيارا عسكر دوليا ضد ثورتنا خاصة بعد وضوح الموقف الأمريكي الصامت على هذه الحرب العالمية على سوريا، من خلال هذه الحرب التي تقودها روسيا اليوم، التي إذا لم نسميها مؤامرة علينا صراحة ، فهي على الأقل صمت (متواطيء) متفاهم ومتفهم لمطامح الروس، لكن في خدمة المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد المعول عليه إسرائيليا أولا، وليس روسيا ولا إيرانيا في المآل إلا كأدوات تنفيذية بديلة عن الكلفة الأمريكية دمويا وماليا وفق خطة الديموقراطيين التي يقودها أوباما منذ عقد من الزمن …

ما هي خياراتنا إذا أمام هذه الصورة التي رسمناها إن صحت ؟؟؟ لا خيار لدينا للانسحاب من المعركة وإلا فإن ذلك يعني استسلامن وخيانتنا لدماء مئات الألاف من شهدائنا، بل وعودتنا إلى اسطبلات الدواب ، ومن ثم عبوديتنا إلى زمن غير معلوم ..ربما للأبد كما يقول ويحلم شبيحة الأسد ..

ولا تستطيع على كل حال هذه المعارضة (المفاوضة ) من موقع نفوذها الشعبي والوطني الهزيل والهامشي، أن تفرض على شعبنا الاستسلام ، رغم حجم وثقل التيار الاستسلامي في وفد المعارضة الرسمية، ويكفي الاشارة إلى الدور الأساسي الذي تضطلع به معارضة النظام الأسدي المسماة ( المنشقة)، ناهيك عن المعارضات الأمنية الأكثر أخلاصا بل ورخصا للنظام الأسدي، وهم المرشحون من قبل روسيا وإيران المرتزقة ..

ولهذا أولا : ليس أمام شعبنا سوى خيارات استمرار الثورة تحت قيادة الجيش الحرعسكريا وسياسيا لضمان عدم هرولة المعارضة المصطنعة والمصنوعة خارجيا في التنازلات، وهذا يملي على الجيش الحر مسؤوليته الوطنية الأولى التي يطالبه الشعب السوري (أي الثورة به ) في مظاهراته اليومية وهي وحدة قواه العسكرية .

وثانيا ، وهي بالتوازي مع أولوية مسؤولية الجيش الحر التوحيدية، أن يقوم الجيش الحر بتغيير استراتيجي في مواجهة الاستعمار الخارجي الروسي والإيراني وعصاباتهم الميليشية، وهي اطلاق قوى الشعب في حرب تحريرية شعبية ، تعتمد حرب العصابات وأدواتها البسيطة التي لا تضطر لانتظار المعونة المشروطة من أحد في الخارج، صديقا أو شقيقا، لكي تمتلك ثورتنا قرارها وسيادتها الوطنية، حيث الثورة هي الولي الوحيد على دم الشعب السوري المقدس …!!!

وثالثا: وضع كل هذه الاستراتيجيات (العسكرية والسياسية) في خدمة استراتيجية ” استئناف ” ثورة شعبنا عند لحظة قيامها شبابيا وثوريا بدون وصايات خارجية حزبية عتيقة أو دولية صديقة، بمثابتها ثورة شعبية وطنية مدنية ديموقراطية أهدافها ( الحرية والكرامة ) ، وشعارها الوطني (الشعب السوري واحد .. ) ،أي كما انطلقت منذ بدايتها الثورية من منطلق تحقيق العدالة والحرية ..والمواطنية ، حيث سوريا أولا وثانيا وعاشرا …. قبل كل الطوائف والأجناس والاثنيات والأعراق، باعتبار أن سوريا الكل وطنيا تواجهها قوى ارهابية ( داعشية وبككية ) هما قاعدتان أسديتان دوليتان لتقسيم سوريا …..
( الحلقة الثالثة )

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.