النهار اللبنانية : علي حماده
حسناً فعل الرئيس الاميركي باراك اوباما بتأجيله الضربة العسكرية بذريعة الحصول على دعم الكونغرس، فالضربة التي كانت مقررة كانت محدودة للغاية، لا بل غير مؤثرة بمعنى تغيير المعادلة القائمة على الارض. قلنا سابقا ان الضربة الاميركية غير مفيدة ما لم تفتح الطريق امام الثوار لاقتحام دمشق، او اقله لتحقيق تقدم ملموس وحاسم في الميدان. كل ما عدا ذلك غير مهم. ومن هنا قولنا الآن للرئيس الاميركي باراك اوباما بأن يحتفظ ببضعة صواريخ “توماهوك” في مخازنه، وليترك امر الاقتصاص من “بشار الكيماوي” ومن معه للشعب السوري الذي سيحسم المعركة مهما طال الامر.
وبالعودة الى الضربة ثمة معلومات تشير الى ان استحصال اوباما على تفويض من الكونغرس الاميركي سيضعه في موقع القوة في هذه الازمة، ويعيد توزيع الاوراق على الطاولة مع روسيا على وجه الخصوص. كما ان تفويض الكونغرس قد يدفع مجلس العموم البريطاني الى تغيير موقفه اذا ما جرت دعوته في الاسبوع المقبل للنظر في امر مشاركة بريطانيا في الضربة ضد النظام في سوريا. اكثر من ذلك فإن المسافة الزمنية التي تفصلنا عن انعقاد الكونغرس قد تأتي بمزيد من الادلة والاثباتات بشأن مسؤولية نظام “بشار الكيماوي”، بحيث يصبح من الصعب على المعترضين على الضربة التذرع بقلة المعلومات، في وقت اصطفت غالبية الدول العربية ضمن المحور الداعي الى معاقبة النظام على ارتكابه الجريمة الاخيرة. لكن كل هذه المعطيات يمكن ان تتغير رأسا على عقب اذا ما فشل اوباما في الحصول على دعم الكونغرس. وكما قلنا ان ضربة عقابية محدودة لا تفتح الباب امام تغيير جوهري في الميدان غير مرحب بها على الاطلاق. وفي هذه الحالة يفضل الاستعاضة بدعم عسكري حقيقي للثورة على مستوى التسليح كي تعجل في تغيير المعطيات على الارض.
بناء على هذه المعطيات، لا بد لـ”بشار الكيماوي” من ان يتحسس رأسه، لأن الواقع الميداني متحرك في غير مصلحته، ولأن الثوار السوريين يقفون على ابواب العاصمة.
لبنانيا نكرر نصيحتنا الى “حزب الله” بأن يوقف لمرة واحدة الانجرار خلف جنون “الحرس الثوري”. فأي رد من الحزب على ضربة غربية لن تحظى بأي تعاطف لبناني، وأي محاولة لإشعال حرب مع اسرائيل ستضع الحزب بين مطرقة اسرائيل وسندان الموقف اللبناني الرافض للتورط مجددا في حروب الآخرين على ارضنا.
ان “حزب الله” اصغر من ان يتحمل عواقب الحرب في سوريا، وخصوصاً أنه مقبل على هزيمة محققة هناك مهما فعل. وعليه ننصح قيادة الحزب بالانسحاب فورا من سوريا، والعودة الى طاولة حوار وطني للبحث في اجراءات تسليم السلاح الى الدولة اللبنانية والانتقال الى العمل السياسي حصرا، وبالتوازي افساح المجال امام تشكيل حكومة انقاذ وطني لبناني. ان الالتصاق بـ”بشار الكيماوي” انتحار.