كمال اللبواني
الثورة ذاهبة لخسارة حتما إذا بقيت بقيادة الاسلام المتشدد،
بسبب الحال الذي عليه الثورة السورية، وتنامي ما يسمونه الارهاب على حسابها، وبالنظر لتغاضي المجتمع الدولي المقصود عن ارهاب النظام، وتركيزه على ارهاب المعارضة، كان لابد من العمل في هذا الصعيد، لتجنب انزلاق المجتمع الدولي والقوى الفاعلة جماعة نحو التعاون مع النظام، لضرب الارهاب! والمعارضة بالتالي، التي لم تستطع التمايز عنه، بدليل تحول الكثير من أبنائنا وثوارنا من الولاء لمؤسسات المعارضة للولاء لغيرها من المنظمات المتطرفة، والتي تصنف تباعا بأنها ارهابية، ذلك الذي الذي حدث بسبب هزالة وتفاهة المعارضة…
لذلك كان من واجبنا التواجد حيث يصنع القرار، ومع صانعيه، لتقديم أفكار وحلول لا تتناقض مع مصالح شعبنا واحتياجات العالم للأمن والسلام. ولقطع الطريق أمام تحالفهم مع النظام وايران، لأن بقاءنا وراء خطاب العداء التقليدي للغرب الذي تتمركز مصالحه وتتقاطع مع دولة اسرائيل، هو ما سيضمن للنظام فرصة النجاة والبقاء وسحق الشعب، ويضمن لإيران التمدد والسيطرة تحت علم المشاركة في محاربة الارهاب، وهي استراتيجيتهم الوحيدة المتبقية بعد فشلهم العسكري في هزيمة الشعب السوري والعراقي واللبناني، الذي طور أساليب قتال مذهلة في معركته، لكن بكل أسف سقطت تحت زعامة وقيادة الدولة الاسلامية بدل أن تكون منسجمة مع العصر ومخلصة للشعب، الذي فرض عليه رأس مزيف ومصطنع ومعطل هو الائتلاف، فقامت الدولة الاسلامية بما كان يفترض فيه القيام به، ونظمت وأدارت وعملت بشكل متكامل ومنهجي، مما أظهر مدى قدرة وامكانية عدد محدود من شبابنا لو نظموا، وهو ما تلهت عنه المعارضة طيلة أربع سنوات من العقم والفساد والعته السياسي والاداري.
وعليه فإن وجودي في هذا المكان صحيح سياسيا، بل وضروري، ومن دون توافق دولي داعم للمعارضة المعتدلة التي تمثل الشعب، فالشعب إما يبقى مشردا أو يعود للخنوع والانتقام الحاقد من النظام، لأن الثورة ذاهبة لخسارة حتما إذا بقيت بقيادة الاسلام المتشدد، وهناك إطلاق لحلف دولي موحد بين شرقه وغربه على الحرب ضدها.
ما نقوم به هو تشجيع موقف دولي داعم للشعب وقوى الاعتدال القادرة لو نظمت، وهذا يتطلب الاستثمار في الادارة والقيادة والتحكم، لذلك أطلب من الشعب أيضا تفهم الموقف واظهار رغبته، لأن رأي عام داعم مهم وضروري لإقناع الدول بفائدة مشاركة الشعب والاعتماد عليه، كلاعب أساسي يقوم هو بتنظيم أموره وملء الفراغ والتحرير والبناء المتلازم تباعا في المناطق، وبدءا من مناطق محددة يقدم لها كل الدعم العسكري والاداري والتنظيمي والمعيشي لتستعيد الحياة، ولتنطلق منها ديناميكية الحياة الوطنية، القادرة على فعل الكثير وأهمه اسقاط النظام والتغلب على ظاهرة الارهاب واستعادة أبناءنا من منظمات التطرف لحضن المجتمع المعتدل، بدل تركهم للموت بقصف الطيران الدولي والحصار الرهيب أو التشتت في أصقاع العالم حيث الدول الفاشلة ومناطق الحروب… وهذا الهدف النبيل يستحق منا تجاوز الشكليات التي تأسرنا وتمنعنا من التواجد حيث يجب وحيث يفيد، والذي يعطينا أفضلية على النظام وقبول دولي يفوق القبول به …
فالشعب المحاصر والمشرد، والمقاتلين العراة، يستحقون منا أن نقدم لهم ما يحتاجونه من برامج وسياسات تدعم امكانات وفرص حقيقية لكسب المعركة… لا أن نخدرهم بالوعود الكاذبة والشعارات الرنانة والمزاودات والخطابات ثم نسرق قوتهم ونبيع دماء شهداءهم في صفقات مشبوهة مع قاتلهم..
هناك مقاربات عديدة عسكرية وأمنية لضرب الارهاب وهناك وجهة نظر عقلانية ترى ضرورة
معالجة هذه الظاهرة بشكل حكيم يسمح باستعادة الشبان من جبهة التطرف إلى جبهة
الاعتدال بدل ملاحقتهم وقتلهم، إذا فهمنا الظروف والأسباب التي دفعتهم لذلك وهذا موضوع
يهمنا كثيرا بالنظر لوجود السوريين والعرب الذي جاؤوا لمساعدة الشعب السوري بنوايا
حسنة لكن بوسائل غير مقبولة … وعليه فالعمل ليس عسكري فقط وليس للقتل والقصف…
بل بناء وتطوير واحترام حقوق وكرامة الشعوب.. وعدم دفعها لليأس.
فالحملة الدولية على الارهاب التي ستنطلق حتما وقريبا، وهي عسكرية سياسية اقتصادية
شاملة، لو تمت من دون تواجدنا ومشاركتنا في تصميمها ووضع وسائلها وأهدافها، ستكون
حتما في خدمة النظام الذي أعلن مباركته ومشاركته سلفا وهو ما خطط له مسبقا وهي
بالنسبة له حبل النجاة… وهو ما استوجب مني أن أفعل ما أفعل لقطع الطريق عليه،
وبإمكانات محدودة وبسيطة، لكن بالتعاون والتنسيق والتشاور الدائم مع شريحة واسعة من
الشعب الثائر.. ومع ادراكي أن هذا العمل ليس فيه بطولة ولا مجد بل ضرورة موجبة وواجب
ثقيل وتحمل للمسؤولية في أقسى وأصعب الظروف، والله أعلم بالنوايا ..
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟
-
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيران
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلة
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟