الثورة السورية فقدت صوت الثورة الشعبية .. ، ليحل محلها صوت المعارضات الحزبية المصنوعة في الخارج وفق أجندات ومصالح الخارج … (حلقة أولى )
أعلنا بعد شهر ونصف من قيام الثورة السورية في مؤتمر أنطاليا أننا كمؤيدين للثورة لسنا سوى انعكاس صدى لصوت شعبنا وثورتنا الشبابية في الداخل التي تجاوزت في برنامجها الثوري المدني الديموقراطي كل الإيديولوجيات المناظرة لها تاريخيا والمحايثة تزامنيا مع تاريخ نشأت حزب السلطة ( البعث) في أواخر الأربعينات من شيوعيين وقوميين ناصريين وإسلاميين): أخوانيين أو سلفيين معتدلين أم جهاديين، بل وكل أشكال الإسلام السياسي ) الذي بات من القوى السياسية التقليدية، مثله مثل البعثيين والناصريين والشيوعيين ..
وذلك على اعتبار أن ثورة السورية كباقي ثورات الربيع العربي، هي ثورة شبابية تمثل منظومة وعي ما بعد الايديولوجيا بتعدد مشاربها الدنية والعلمانية، التي خنقت المجتمع السوري كما المجتمعات العربية …
ولذلك أطلقنا عليها ثورات : ( مابعد الايديولوجيا)، ثورات بناء الدولة المدنية، كمنظومة حقوية قانونية ديموقراطية مؤسسة على مفهوم دولة المواطنة المتساوية الحديثة بوصفها بنية وضعية مستقلة عن عقائد وايديولوجيات مجتمعاتها …وفق نموذج الدولة الديموقراطية العالمية الحديثة، بغض النظر عن الهويات الثقافية القومية والدينية والمذهبية التي تبلغ في دولة ديموقراطية حديثة كالولايات المتحدة المئات، بل حتى في دولة فقيرة (عالمثالثية مثلنا كالهند ) التي فيها حوالي 400 مذهب وملة …
فوجئنا بمؤتمر (أنطاليا) 2011 أن هناك من أراد أن يحوله من مؤتمر تضامني شعبي مع الثورة، إلى مؤتمر حزبي (أخواني ) مهيمن، استنادا على الدعم التركي المضيف، حيث لا علاقة له بالمكون المدني الداخلي للثورة ،بوصفها فعلا شبابيا خلاقا مبدعا ، هي نتاج الثورة المعلوماتية وعولمة ثقافة الحريات وحقوق الإنسان …التي تم سحقها بتعاون الجميع ( عربيا ودوليا ) ليطفو على السطح الصراعات الماضوية العصبوية الراكدة السديمة البائدة والمفوتة، حيث نعود إلى نقطة الصفر الحضارية والمدنية والثقافية والسياسية، فيلغى البعد الشبابي للثورة المصرية لكي تعود إلى مستنقع الصراع الركودي بين ( نموذجي دولة دينية أو دولة عسكرية)
..
كما وسيتم إبادة ثورة الشباب السوري عبر القناصة والسجون وعلى ايدي القتلة الطائفيين المستوطنين الأسديين بالتحالف مع أعداء خارجيين : من إيران لحزب اللات لعصابات المافيا البوتينية .. لكي يغدو الصراع في سوريا ليس بين شعب ونظام طاغوتي ، بل بين (إرهاب الدولة الأسدي وإرهاب المجموعات الداعشية ) داعشية سنية بمواجهات داعشيات طائفية شيعية : اسدية (عدمانية ) وإيرانية مجوسية ، وعربية عراقية ولبنانية عميلة ، مع داعشية مافيوية بوتينية ، وداعشية كردية (عصابات البككية) التي بدأت تعمل سكين الذبح برقاب لشعب السوري في خدمة النظام الإرهابي الأسدي …وبتقاسم ارباح بيع النفط السوري مع الداعش العربي السني والأسدي ..
وقد طفى على السطح في ذاك المؤتمر (أنطاليا) شاب غريب لا أعرف إن كان سوريا أو تركيا حتى الآن، ليعطينا مؤشرات أن الدولة المضيفة تركيا، تريد مؤتمرابقيادة أخوانية ..فانسحبنا إلى الظل وفق رغبة المضيفين الأتراك الأصدقاء .
..
وقد جدد سؤالي عن هذا الشاب اليوم، أني بدأت اشاهده على قناة العربية كناطق باسم الإئتلاف او ممثله في تركيا، حيث يتحدث بصلف المسؤول الرسمي (الدولتي الأوامري)، أن الإئتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للثورة السورية !! ..
ولقد بقيت متسائلا إن كان هذا الشاب تركيا أم سوريا …لأن نطقه باللغة العربية لا يخوله أن يكون ناطقا باسم إئتلاف وطني سوري، يفترض أن لغته الوطنية والقومية تاريخيا ودستوريا هي اللغة العربية …ولعل ذلك ساعد على تفهمي لمعنى انسحاب قيادي أخواني عريق بتاريخه ولغته وثقافته وتمثيله كناطق باسم الأخوان …كالأخ العزيز زهير سالم …يتبع