الثورة السورية ما بين التغيير الديموغرافي والتغيير الديموقراطي

syrfreearmyالثورة السورية ما بين التغيير الديموغرافي والتغيير الديموقراطي !! الجيش الحر يجدد شباب الثورة بوصفهم ضمانة التغيير الديموقراطي .. وإسرائيل تنجح بوضع إيران محلها بوصفها العدو الأول للعرب والمسلمين ……….!!؟؟

أخبار حوران وادلب تطمئننا أن الثورة بخير،وأننا لسنا بحاجة لمن يقاتل عنا فنحن لدينا اكتفاؤنا الديموغرافي الذاتي ونريد تغييرا ديموقراطيا ولسنا بحاجة طائفية ديموغرافية لأحد كحاجة النظام الأسدي الذي اباد طائفته ليستعيض عنها بالإيرانيين وعملائهم اللبنانيين والعراقيين الطائفيين المتأيرنين …وذلك بعد اربع سنوات من التحالف الإيراني –الأسدي –الطائفي اللاتي، وهو يسعى لتحوير الثورة السورية من ثورة من أجل التغيير الديموقراطي إلى غزو استيطاني ديموغرافي، حيث النظام الأقلوي الطائفي الأسدي يرد على أقلويته ، ليس باندماجهه المواطنوي المدني الديموقراطي، وإنما بالتغيير الديموغرافي للبنية السكانية السورية بتحويل الأكثرية على أقلية عبر الذبح والسجن والتشريد ..

لقد بدأ عبر التبشير منذ الطاغوت الأسدي الأب بفتح ابواب سوريا أمام التشيع الإيراني وصولا اليوم لبيع دمشق للإيرانيين .. حيث التشيع فحواه مذهبي طائفي، لكن هويته قومية صفوية، لم نأخذها على محمل الجد لأنها (همروجة ) غيبية غبية خرافية، حتى أثبت لنا حزب الله جدية ممكنات التحول الديموغرافي والقومي، فقد أثبت أنه يمكن أن لا يكون عربيا لبنانيا بل هو إيراني ولايتي يعمل سكينه برقاب العرب السوريين بوصفهم أعداءه …

كأن أمريكا أرادت أن تحتوي الظاهرة الخمينية الإيرانية عبر النفخ في بالونيتها الهوائية حتى درجة تفجيرها من الداخل ، حيث وجدت فيها كومة من زبالة الماضي التي لا تستحق بذل أي نقطة دم لإزالتها من درب التاريخ فاستخدمت صدام والدم العراقي لتنفيث خمينيتها في البداية على طريق تفريغ صدرها وبطنها من الهواء وفق المثل الصيني لتفرغه من اسفلها كما سيحدث على الأرجح في اليمن …

ولعلها قد وصلت ذروت غطرستها الطاووسية في أن تكون مقبرتها في مزابل اليمن، حيث يكرر تاريخ نصر الله نفسه من خلال هذا (المنفاخ الزميرة الحوثي) الذي يهددنا بتلويحة أصبعه في وجوهنا جميعا عربا ومسلمين بوصفنا اسرائيليين !!!، حيث تتكرر المهزلة البعثية –الخمينية –الحوثية بحرب (المقاومة) إسرائيل وأمريكا من خلال تفخيخ العالم الإسلامي وتدميره، للتفرغ لا حقا للقضاء على إسرائيل وأمريكا على أنقاض دمار العرب والمسلمين …أظن أن اللعبة قد انتهت وأن إيران التي استخدمت كصاعق تفخيخ طائفي من قبل أمريكا وأسرائيل خلال العقود الماضية في منطقة الشرق الأوسط ، قد نجحت إسرائيل في أن تضع إيران محلها، بعد أن غدت العدو الأول الذي يوحد العرب والمسلمين ضدها ..

يقول الأعداء بوصفهم اصدقاء عقلاء، أنه لا بد من تطمين الأقلية الطائفية الأسدية بابقاء ابن الأسد ليكون جزءا من الحل لأنه يخاف من اشباح قيامة مئات الألاف من ضحاياه، وذلك بإبقاء جيشه الطائفي محتلا لسوريا في مواجهة استحقاقات الديموغرافيا …
فنقول : إذا تمت عملية إعادة هيكلة الجيش على اسس وطنية تراعي التوازن الديموغرافي السكاني، دون أن تتوفر إغراءات لأية أقلية ديموغرافية أو طائفية لتغيير التوازن الطبيعي الديموغرافي للمجتمع السوري منذ مئات السنين ….حيث يفرض واقع أن لا خيار سوى خيار (الأكثرية السياسية وليس الطائفية ) ديموقراطيا وليس مذهبيا، حيث استمرار هذه المعادلة ( أكثرية وأقلية على أسس طائفية ) سيترك دائما الساحة العربية والإسلامية مفتوحة للخارج أن يتدخل باسم الدفاع عن الأقليات ضد هيمنة الأكثريات المذهبية كما يحدث حتى اليوم…

ولذا لا بد من خيار (الأكثرية السياسية القائمة على المواطنة) لقطع الطريق على التدخل الخارجي باسم حماية الأقليات، اي ليس للحفاظ على الوحدة واللحمة الوطنية فحسب، بل والغاء الأسس التي تتيح للخارج التدخل لحماية ما يسمى رعاياه ….. وبهذه الحالة يمكن للأكثرية الديموغرافية أن تقدم ضمانات بأولوية حماية الأقليات بما يكفل الضمانات الأمنية والنفسية لهذه لاقليات بما لا يمكن أن يبقى ما يمكن ان يهددهم …

إن انتصارات جيشنا الحر البطل الذي يتم تجاهله دوليا عن قصد لاعتداله ولمنسوبه الوطني غير الطائفي، إن انتصاراته في حوران وادلب اليوم بعد مجازر وتدمير اسدي ايراني روسي لسوريا لمدة أربعة أعوام، لم يغير من المعادلة شيئا رغم كل المحاولات لمواجهة الثورة السورية من أجل التغيير الديموقراطي، لتحويره إلى تغيير ديموغرافي طائفي لا ينفتح إلا على الحرب الأهلية، التي لن يكسب بها أحد …لا الأقلية ولا الأكثرية إذا ما حسبت على أسس ديموغرافية وطائفية …وليس على أسس المواطنة والمدنية الدستورية الديموقراطية ….وهاهي ستحقاقات المشروع الطائفئ الإيراني المتحدي للديموغرافيا الطبيعية تاريخيا تصل حد الاختناق بالأوهام التي تسد الحلق بقوة المفاجأة الصاعقة، قبل ان تسد شرايين الدماغ ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.