لم يكن التمييز المعهود بحق أبناء الطوائف والأديان الأخرى، أمرا حديثا في حكم الملالي بل إنه بدأ بمجيء نظام خميني إلى السلطة ممارسة لقمع منوري الأفكار والمواطنين من أهل السنة.
لكننا لم نكن نسمع بأن النظام الإيراني يمارس الأذى بحق المواطنين من أهل السنة بسبب إقامتهم صلاة عيد الفطر بينما يعتبر هذا التميير الطائفي، بمثابة نهج جديد تسير عليه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.
وفي الإثنين 28تموز/يوليو نفذ نظام الملالي ممارسات تعسفية لمضايقات سخيفة بحق المواطنين من أهل السنة في محافظة كردستان بسبب اتباعهم سائر أبناء السـُـــنة في إقامة صلاة عيد الفطر في ذلك اليوم.
وعلى صعيد منصل وتمشيا مع فرض التمييز الطائفي على المواطنين من أهل السنة، اشتبك المصلون في جامع «كاني كوزالة» بمدينة«سنندج» الإثنين مع قوات الأمن الداخلي. وحدث الاشتباك عندما منعت قوات الأمن الداخلي دخول المصلين الجامع قائلين للمواطنين من أهل السنة : «هذا اليوم ليس يوم العيد! اذهبوا إلى بيوتكم!» وإثر ذلك اشتبك الحشود مع قوات الأمن الداخلي مما أدى إلى انسحاب القوات من المكان.
وعقب المقاومة والصمود لمقيمي الصلاة من أهل السنة في مختلف المدن في كردستان أمام قوات الأمن الداخلي القمعية وإقامة صلاة العيد في الإثنين 28تموز/يوليو من قبل أئمة الجوامع ورجال الدين من أهل السنة، استدعت المخابرات الإيرانية الأئمة ورجال الدين من أهل السنة إلى مقرها بتهمة تمردهم من أوامر قوات الأمن الداخلي.
و تشير المقاومه الايرانية بأن المدراء وقوات الفاشية الدينية الحاكمة في إيران لم يكتفـوا بفرض ممارسات الأذى والضغوط على المصلين بل بادروا إلى ممارسة الضغط على المواطنين جمعيا. وعلى سبيل المثال، تشبث النظام الإيراني بإجراء لاإسلامي ولاإنساني من أجل فرض المضايقات على المواطنين وهو أنه عمل على قطع المياه في مختلف مناطق مدينة «سنندج» وسائر المدن في محافظة كردستان مما أثار الغضب الشديد للمواطنين.
وتنفيذا لإجراء لاإنساني آخر، حرم النظام الإيراني المواطنين في قضاء «باوه» من شراءهم البنزين في محطات الوقود مما يترتب على مواجهة المواطنين مشاكل حادة عطّلت كافة الأعمال في هذه المدينة. لكن أهالي قضاء «باوه» المقاومين لم ينصاعوا أمام التمييز الطائفي المفروض من قبل نظام الملالي بينما تجمع عدد كبير من سواق سيارات الأجرة و أصحاب وكالات سيارات الأجرة وسائر المواطنين أمام المنصة المركزية لقضاء «باوه» معربين عن غضبهم واحتجاجهم على فقدان الوقود والبنزين وتردي الخدمات. ومتزامنا مع ذلك التجمع راجعت مجموعة من المواطنين إلى بيت القائممقام لقضاء «باوه» وذهبوا به إلى مكان التجمع. ومن ثم تعهد القائممقام بتوفير الوقود للمواطنين وخوفا من الغضب الشعبي هذا وتصعيد الاحتجاجات المضادة للحكومة.
وإضافة إلى هذه الإجراءات القمعية، يعمل النظام الإيراني على ملاحقة وتسجين وإعدام معارضته السياسية من أهل السنة حيث أصبح عدد كبير منهم مقبوعين في السجون الإيرانية مرتقبين لإجراء أحكامهم بالإعدام بذنب الإلحاح على عقائدهم.
وجدير بالذكر أن مئات من أهل السنة مقبوعون في سجون النظام الإيراني في محافظة كردستان وسائر المحافظات الإيرانية منها محافظة «سيستان وبلوشستان» وهم يخضعون للتعاذيب الهمجية من قبل هذا النظام العائد إلى عصور الظلام والذي يعمل على أساس التمييز الطائفي. هذا ويرتقب عشرات من أهل السنة، إجراء أحكامهم بالإعدام بتهمة «المفسد في الأرض» و«محاربة الله» المختلقة من قبل الملالي. وبين حين وآخر توردنا أنباء عن هجوم قوات مكافحة الشغب أو قوات الميليشيات المرتدية بأزياء مدنية وعناصر المخابرات على مجموعات من أهل السنة في محافظات كردستان وخوزستان وبلوشستان وهرمزكان. ورغم أن عددا من رجال الدين من أهل السنة موقوفون في السجون وبرغم من محاولات النظام الإيراني الرامية إلى ملاحقة الناشطين السياسيين من أهل السنة، لكن الملالي لا يقتصرون على هذه الأعمال التعسفية بل إنهم ينتهزون دائما وأبدا وسائل الإعلام الحكومية والمنابر الدينية التي يستلغها الملالي من أجل تشويه سمعة هؤلاء المواطنين من أهل السنة.
وإذ يعتبر هذا الضغط التعسفي على المواطنين من أهل السنة، وجها آخر من جوهر النظام الإيراني اللاإنساني، يظهر ضعف وتخاذل النظام الإيراني لاسيما في فترة تجرعه كأس السم النووي.
وتوصل الضعف والتخاذل وكسر شوكة الولي الفقيه خامنئي إلى حد يخاف النظام الإيراني حتى من نشاطات المواطنين من أهل السنة لإقامة الشعائر الخاصة لهم حيث يلتجأ النظام إلى كل إجراء لاإنساني بما فيه قطع المياه والوقود وهذا أمر يذكرنا مثل شهير يقول «الغريق يتشبث بكل حشيش» وهو خير دليل على أن النظام يهرول في الوقت الحالي إلى حافة الهاوية والسقوط المحتوم.
*كاتب ايراني
…………………
مواجهات بين الشباب وقوات القمع في طهران
يوم الجمعة 8 آب/ أغسطس وخلال مسيرة صورية نظمها نظام الملالي لاستغلال دماء أهالي غزة العزل رددت مجموعة من الشباب شعارات مناهضة لروحاني في شارع جمهوري مطالبين بمعالجة مشكلة التضخم والغلاء والبطالة. وأدت هذه الحركة الاحتجاجية الى اشتباك مع قوات الأمن الداخلي. واضرم المواطنون النار في حافلة حكومية خلال الاشتباك.
وفي مساء يوم الخميس 7 آب/ أغسطس جرت اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن الداخلي القمعية أمام محطة قطار الأنفاق المسماة بـ”بهشتي” في مدينة طهران. وحدث الإشتباك حينما قامت قوات الأمن الداخلي بممارسة الأذى والازعاج لشاب صاحب بسطية وكانوا يهدفون توقيفه. وإثر ذلك دخل المواطنون المشاهدون لهذا المشهد في اشتباك مع القوات الحكومية حيث تمكنوا من انقاذ الشاب البائع المتجول من قبضة هؤلاء الافراد.
وفي مساء الاربعاء 6 آب/ أغسطس عندما أوقف ثلاثة من قوات الحرس سيارة في دوار «قدس» وكانوا بصدد اعتقال الشباب على متنها، قوبلوا بمقاومة الشباب الذين قاموا بتأديبهم ثم غادروا المنطقة.
كما اشتبكت فتاتان في مصلى طهران مع شرطيات الدورية القمعية المسماة بـ «ارشاد» اللاتي قمن بازعاجهما مما اضطرن الى الهروب بعد ان صرخت الفتاتان بالاستغاثة من المواطنين.
وفي اليوم نفسه في شارع وليعصر عندما ارادت قوات الأمن الداخلي اعتقال شاب واجهوا مقاومته واشتبك الشاب معهم الا ان قوات القمع اعتقل الشاب ونقلوه الى مكان مجهول.
وفي يوم 5 آب/ أغسطس اشتبك عدد من الشباب مع قوات الأمن الداخلي في شارع دربند. وحدث الاشتباك بعد ان قامت قوات القمع بأذى الشباب بذريعة نوع اللباس وشعرهم حيث اشتبك الشباب الغاضبون معهم. وانهالت قوات القمع على اثنين من الشباب بالضرب والشتم بشكل وحشي بحيث نقلهما المواطنون الى مستشفى بسيارة الاسعاف.
وفي نفس اليوم اشتبك الشباب في حي «خزانه» مع قوات النظام كانوا يزعجونهم بذريعة موديل شعرهم.
وأما في ساحة «الامام حسين» بعد ان اعتقلت قوات القمع عددا من النساء بذريعة سوء التحجب المختلقة من قبل الملالي الحاكمين في إيران، فقد شن الشباب هجوما على قوات القمع وارغموهم على اخلاء سبيل المعتقلين.
وبيوم واحد قبل ذلك اشتبك الشباب مع عملاء الدورية القمعية المسماة بـ «ارشاد» في دوار «صادقيه» الثاني حيث قام الشباب بتأديب عناصر النظام والافراج عن شابة كانت هذه القوات قد اعتقلتها.
وفي اسلامشهر بضاحية طهران عندما قامت قوات النظام بسحب الصحون اللاقطة العائدة للمواطنين قسرا في اسطح المنازل اشتبك عدد من الشباب والعوائل معهم وقاموا بتأديبهم.
واشتبك الباعة المتجولون في بازار طهران مع رجال البلدية الذين هاجموهم بهدف تجميع بسطياتهم البائسة يوم الاثنين 4 آب/ أغسطس. وقام المواطنون الذين كانوا متواجدين في المشهد بدعم اصحاب البسطيات الذين يرزقون بهذه الطريقة.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
10 آب/ أغسطس 2014