التكوين الكنعاني

نفس فكرة التكوين السومري و البابلي
هنا يلعب إله الخصب بعل في هذه الأسطورة نفس الدور الذي يلعبه مردوخ في الاينوما إيليش في قهر المياه الأولى و احلال نظام الكون. و المياه البدئية هنا يمثلها يم ابن ايل.
و بالمناسبة… مازالت كلمة يم تعني البحر في اللغة العربية.. و اللغة التي كتبت بها هذه الملحمة هي الاوغاريتية…(ناهيك عن مئات الكلمات التي لاتزال مستخدمة حتى يومنا)

يقوم الإلهان كوثر و حاسيس الحِرفيان بصناعة أمضى الاسلحة للإله بعل لكي يقضي على يم
يقولان له

ألم نقل لك يا بعل أيها الأمير
ألم نعلن لك يا راكب الغيوم
هؤلاء أعداؤك يا بعل
هؤلاء أعداؤك الذين سوف تقتل
هؤلاء أعداؤك الذين ستقضي عليهم
و لسوف تقبض على الملك إلى الأبد
و تبسط على الكل سيادتك

ثم يتقدم كوثر بالسلاح و يعطي له اسمه:
لتكن و ليكن اسمك العاصف
اعصف ب”يم”
ادفع به عن عرشه
ادفع “نهر” عن كرسي سيادته
و لسوف تنطلق من يد بعل
و كالصقر تندفع من بين أصابعه
فتصيب منكبي الامير يم
فانطلق السلاح من يد بعل
و كالصقر اندفع من بين اصابعه
و ضرب منكبي الامير يم
في المنتصف, بين ذراعي السيد نهر
و لكن يم كان قويا
فلم يهن و لم يقهر
و لم تتخاذل مفاصله
لا و لو تهو قامته

و هنا يندفع حاسيس و يضع بين يدي بعل السلاح الثاني و يعطيه اسمه:

لتكن و ليكن اسمك الصاعق
اصعق يم على عرشه
ادفع بنهر عن كرسي سيادته
و لسوف تنطلق من يد بعل
و كالصقر تندفع من بين اصابعه
اضرب رأس الامير يم
و لتكن اصابتك في المنتصف بين العينين
يتهاوى يم
و يخر ساقطا
فانطلق السلاح من يد بعل
و كالصقر اندفع من بين اصابعه
و ضرب رأس الامير يم
في المنتصف بين عيني السيد نهر
فخر يم و تضعضع
و تهاوى ساقطا
تخاذلت مفاصله
و هوت قامته

و هنا تضطرب الالهة لهذا الحدث و ينقسمون بين راض و ساخط. و تتوجه عشتارت بالقول الى بعل

مزقه يا بعل العلي, بعثره يا راكب الغيوم
لقد مات يم و قضى نحبه
فليسد بعل و يحكم…

و طبعا يستمر اللوح في الحديث عن صنع بيت لبعل …

*انيس فريحة
*فراس السواح

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.