صلاح الدين محسن
29 سبتمبر 2012
أولا : نص الفتوي . التي وردت لبريدنا بالأمس .. ثم تعليقنا عليها :
مفاخذة الصغار
فتوى رقم<31409> تاريخ 7\5\1421ه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده—وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء على ما ورد الى سماحة المفتي العام من المستفتي ابو عبدالله محمد الشمري والمحال الى اللجنة من الامانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1809 وتاريخ 3\5\1421ه وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:
انتشرت في الاونة الاخيرة ,وبشكل كبير وخاصة في الاعراس عادة مفاخذة الاولاد الصغار ,ماحكم ذلك مع العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد فاخذ سيدتنا عائشة رضي الله عنها
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء اجابت بمايلي:ليس من هدي المسلمين على مر القرون ان يلجأن الى استعمال هذه الوسائل الغير شرعية والتي وفدت الى بلادنا من الافلام الخلاعية التي يرسلها الكفار واعداء الاسلام ,اما من جهة مفاخذة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخطيبته عائشة فقد كانت في سن السادسة من عمرها ولا يستطيع ان يجامعها لصغر سنها لذلك كان صلى الله عليه وسلم يضع اربه بين فخذيها ويدلكه دلكا خفيفا ,كما ان رسول الله يملك اربه على عكس المؤمنين
بناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالمفاخذة لا في الاعراس ولا في المنازل ولا في المدارس ,لخطرها الفاحش ولعن الله الكفار ,الذين اتوا بهذه العادات الى بلادنا,
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عضو:بكر بن عبد الله ابو زيد
عضو:صالح بن فوزان الفوزان
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
تعليقنا علي الفتوي :
لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة – سورة الاحزاب 21 : 33
والقدوة الحسنة لا يتصرف حسب قدرات استثنائية لديه – ان صح وجود تلك المقدرة الاستثنائية البالغة العبقرية – يملك اربه – واربه معناها ” عضوه الذكري .. .
وانما القدوة . يتصرف وفق قدرات الناس الذين ينظرون لقدوتهم في كل ما يفعل ليقتدون به
قدرة استثنائية في مثل تلك الأمور الوضيعة – امتلاك الارب ! – عي من القدرات الدنية, التي لا تزين صاحبها , وتشين المتحجج بها , وذاكرها .
بينما قدرات أخري تليق بالأطهار والأبرار . من هم قدوة للناس , ولا سيما ان كانوا ممثلين للسماء .. وشتان بين القدرات الدنية , ومن القدرات السامية ” كالقدرة علي امتلاك اللسان , وامتلاك النفس عند الغضب , العفو عند المقدرة , والقدرة علي الاكتفاء بزوجة واحدة بدلا من عشر زوجات . أو أربع زوجات – انها دليل قناعة لا شراهة -. .
ان فتح الباب أمام القائد . لاستثناءات , وخاصة من النوع الشهواني – الجنسي- بزعم وجود قدرات استثنائية لديه .. من شأنه فتح الباب أمام استثناءات أخري دنية .. أمام القادة الأصغر منه , وأمام القادة التاليين من بعده . باعتبار الاستثناء – ولاسيما الدني , وغير المعقول – قد صار سنة .. مما يشيع فساد القادة . ..
ان جواز مفاخذة الصغيرة – جنسيا – قد يمكن ايجاد مبرر وحيد له – ان وجد له مبرر – ويمكن قبوله كحجة . وهذا المبرر الوحيد هو . انعدام وجود اناث ناضجات . يمكن للرجل الالتقاء بهن .. كأن تكون كل الاناث الناضجات متزوجات ولا توجد واحدة يمكن للرجل الزواج بها . ولا مخرج أمام حاجته الجنسية سوي مفاخذة صغيرة ..
ولكن الأمر فيما يتعلق بالصغيرة عائشة . كانت النساء الناضجات متوفرات وبالزيادة … بدليل أن محمد . في السنوات العشر . التي كانت عائشة زوجة له . استطاع الزواج من أكثر من عشر نساء أخريات .. أي كانت النساء الناضحات , الصالحات للعلاقة مع الرجال . كن متوفرات بكثرة . وبدليل أن عمر بن الخطاب – كان يعرض علي صحابته الزواج من ابنته حفصة . بعد وفاة زوجها – فتزوجها محمد – وأن ” علي بن أبي طالب ” كان قد شرع في الزواج من امرأة أخري . علي زوجته فاطمة – وعارضه محمد – .كما كان هناك ملكات اليمين – الجواري – متوفرات قبل وبعد الغزوات -. وتعدد الزوجات بشكل عام كان معروفا عند العرب في عهد محمد , قبل وبعد زواجه من عائشة .. مما يدل علي وفرة النساء الناضحات الصالحات لممارسة العلاقة الزوجية .. وبالتالي لم يكن هناك ثمة مبرر اطلاقا . لانتهاك الطفولة , بمفاخذة الصغيرات . .
والطفولة وحقوق الطفولة . ليست كالهدايا . فلا يجوز للكبار تبادلها لتوثيق علاقاتهم ببعض . و لا عربون مودة وركيزة لتدشين مشاريع وأحلام استراتيجية . تدور بين رجلين .
مفاخذة الصغار عند كفار الشرق وكفار الغرب – علي حد السواء – هي اعتداء علي الطفولة . و جريمة يعاقب عليها القانون . فأي كفار هؤلاء الذين يلعنهم صاحب الفتوي , ويتهمهم بتصدير تلك العادة الينا ؟؟!!؟؟
*****************