التشميل وليس الإقصاء …
إلى السيدة بريجيت غابريل – نور سمعان-
تتناقل مواقع الانترنت والتواصل الإجتماعي، خطاباً ناريّاً ألقته الناشطة بريجيت غبريل في إطار حملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. (شاهده هنا: المتطرفة المسيحية بريجيت غابرييل تروي تاريخ الإسلام التراثي والتقية وصلح الحديبية للأميركيين)
يتمحور الخطاب حول شيطنة الإسلام والمسلمين وضرورة التصدي لهم وإزالة خطرهم على الحضارة الغربية.
سيدتي،
جميع الأديان استخدمت العنف خلال انتشارها، خاصة في المراحل الأولى ولكن الإسلام استقر في أوج تطوره على المبادئ التي اعتمدها الأمويون ثم العباسيون في نشر الدين. إسلام بلاد الشام مثلاً لا علاقة له بما تصفين …
لا يوجد عاقل اليوم يريد العودة إلى المذابح الدينية في التاريخ فكما سجلتي مذابح المسلمين، لم تسجلي مذابح الأوروبيين ضد المسلمين واليهود في الأندلس ومذابح الفرنجة في شمال سوريا خاصة ومذابح اليابانيين في آسيا والأميركيين ضد الهنود الحمر وغيرها وغيرها.
جميع هذه المذابح كانت لمصالح سياسية وليست من منطلقات تتعلق بجوهر الأديان أو شرائعها.
ونسيتي أنَّ الأمة الأميريكية أنشأها الآباء المؤسسون المؤمنون بالحق والعدالة ولم ينشئها الحاقدون الموتورون. وأنَّ الذين يصنعون تطور أميركا اليوم من الباحثين والعلماء يتضمّنون نسبة كبيرة من المسلمين والبوذيين والهندوس وقلّة من الغربيين.
يجب أن تتذكري أنَّ الرئيس المنتخب ترامب بغض النظر عن الشرائح الإجتماعية التي انتخبته، أصبح مسؤولاً عن قيادة أمة متحضرة يجب أن تسعى لتشميل الدول الإسلامية في الحضارة العالمية وليس لإقصائها.
ربما لم تتمكن المنظومات الحاكمة في معظم الأمم الإسلامية من تقديم نموذج صالح للحكم الرشيد يبعد شبح الإرهاب والتكفير، لكننا لا نزال كشعوب نتوق لدولة القانون والمواطنة والكرامة الإنسانية.
خطابكِ العنصري ونشر الكراهية ضد المسلمين عوضاً عن التوجه للتعاون مع نخبهم لبناء صرح الحضارة، لا يساعد في تحقيق السلام العالمي وسيزيد من نزعة التطرف في مجتمعاتنا والمجتمعات الغربية على حد سواء.
أفيقي من سباتكِ العنصري، عسى أن تستيقظ الأصول الشامية في نفسك وتغيري سلوككِ.
تبقى بلاد الشام أصل الحضارة … فتذكري وتطوري.