التراث الديني هو حق (ابوي) لكل أبناء الأمة بالتساوي …متدينين كانوا أم مدنيين

التراث الديني هو حق (ابوي) لكل أبناء الأمة بالتساوي …متدينين كانوا أم مدنيين !!!peace
د.عبد الرزاق عيد
لم نعد نسمع هذه النغمة النشاز، عن حق المتدينين ممثلي : ( الجامع الإسلامي أوالكنيسة المسيحية أو الكنيس اليهودي) بشرعية امتلاك (الأب) سوى المسلمين، من يزعمون أنهم يمتلكون (الاسلام ) حصرا، بالضد من أصحاب النزعة الدنيوية والمدنية والعلمانية ..
بل وامتلاكهم الحق الشرعي الحصري بميرا ث الاسلام (الأب التراثي الإسلامي) لكل المسلمين ، حيث أن كل القوانين الإنسانية لدى كل الشرائع بما فيها الإسلامية، تعطي حقا في الميراث للأبن المتدين المتأسلم مثله مثل (الابن المتمدين المتنور الحداثي المتعلمن )، فكلهم أبناء شرعيون للأب،وفق جميع الشرائع، بغض النظر عن (درجة طاعة الأب ) فكريا سلوكيا، أي سلوك مسلكه وثقافته ( الأبوية ) …
ولو أن الأمر كذلك لتعطلت نواميس الكون والحياة …وذلك أن تثبت الحياة عند ثوابت (الأب الأول ..ربما آدم عليه السلام ) …
ولذلك تشتد معاناتنا (التنويرية) مع بني قومنا السوريين والعرب والمسلمين…
فإذا ما قدمت رؤية (اجتهادية) : لرؤية الأب الإسلامي بوصفه أبيك الثقافي التاريخي التراثي مثلما هو اب (الفقيه ) … لكنك استخدمت عقلك، وأحدثت (انزياحا أسلوبيا ومعرفيا ) عن نمط تأويل الحديث مع أبي هريرة أو التابعين وتابعي التابعين …
لاتهمت من قبل أخيك (التراثي المطيع للأب وفق وصاياه الطازجة الأولى ….) ليس بأنك (متمرد ) على مشروع ثقافة أبيك (الألفية) فحسب، بل بأنك خارج عن الملة و (ستحاسب على اجتهادك) حسب قول احد المشايخ المطيعين للمقولات العجفاء احتى ولو بلغت حد الخيانة والتبرير لقتل لشعبهم من قبل الحاكم الطاغوت …
كمثال اجتهادنا بأن (القبيسيات) أهانوا شعبهم ووطنهم سوريا (بعارهم الوطني)، وهن يغنين ويرقصن على رفات دماء شهداء الوطن، لانتخاب ابن الأسد السفاح المستوطن عميل الأجنبي ( الإيراني ) قاتل أهلهم وأبنائهم ومغتصب بناتهم …
والأدهى من ذلك أنك تتهم من قبل العلمانيين أنفسهم، ومن أبناء الطوائف الأخرى ،ليس فقط طائفة الأسديين ) ، بل من قبل الكثيرين من الطوائف الأقلية الأخرى بأنك مرتد إلى الطائفية (السنية ) …. خاضعين للحصار المشيخي (المتأسلم ) بأن الأب التراثي الاسلامي، هو ملك لأخيهم (المتاسلم ) المنصاع لتوصيات ومفاهيم (الأب -آدم الأول)،…
وانك كمنتمي للموروث الثقافي للأب التراثي المسلم (العقلاني)، وفق خط أعظم علماني العالم القديم ( أبو العلاء المعري -ابوحيان التوحيدي -ابن الراوندي -والرازي …الخ ) …-مع ذلك- فإنك تصبح (طائفيا سنيا ) وفق ضيق أفق العلمانيين السطحيين الشعبيوين، الذين لا يقلون دهماوية وقطيعية عن الكثيرين من المتأسلمين المطيعين للاب الشعبوي الأول، حتى في تكذيب صحة حديث كـ ( النظافة من الإيمان ) …حيث لا نعرف مصلحة الأمة الإسلامية والعربية والإنسانية ..باثبات ضعف صحة هذا الحديث … !!!

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.