مصطفى راشد
ورد لنا سؤال عبر موقعنا على الإنترنت من الأستاذ محمد العميرى من الخليج – يقول فيه:- ماحكم تدخين السجائر , وهل هى من المفطرات بنهار رمضان , وهل دخول مياه الشطافة من الدبر تعد من المفطرات ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله –، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ——– اما بعد
أولا :- بخصوص الشق الأول من السؤال الخاص بتدخين السجائروبكل أنواعها من السيجار والبايب وايضا (الشيشة ) الأرجيلة وخلافه فهى من المحرمات إستناداً لقوله تعالى فى سورة الإسراء ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) ص ق والتدخين بكل أنواعه تبذير للأموال ، وعلى من يدخن أن يأتى بثمن علبة السجائر أو السيجار ويحرقه وليقل لنا ماشعوره ،هذا بخلاف مايسببه التدخين من أكثر من 36 مرض للمدخن ومن حوله وهو مايخالف أمر الله فى قول الله تعالى : ( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) البقرة/195 والتدخين هو إلقاء الإنسان نفسه بيديه إلى التهلكة ، وايضا لقول سيدنا النبى ص فى حديث رواه أَبِي جُحَيْفَةَ: “إِنَّ لرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ولأهلِك عَلَيْكَ حَقًّا”) وايضا السجائر بأنواعها تعد من الخبائث وهى محرمة لقوله تعالى بسورة الاعراف آية 157 (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) ص ق وهو تحريم صريح للخبائث والسجائر بأنواعها من الخبائث
ثانيا :- نأتى للشق الثانى من السؤال وهو هل التدخين من المفطرات – نقول:- أن الإسلام حدد مفطرات الصيام على سبيل الحصر وأصل هذه المُفطرات ثلاثة، وردت في كتاب الله في سورة البقرة آية 187، قال تعالى: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ) ص ق وهو مايعنى أن المفطرات ثلاثة هى الأكل والشراب والجماع أى مباشرة النساء ومن يزيد علي هذه الثلاثة فقد أتى بشرع من عنده ويكذب على الله ولأن التدخين ليس أكل أو شراب أو جماع فلا يعد من المفطرات رغم أنه محرم مثل السارق الصائم فلا بطلان لصيامه وسيعاقب على فعل السرقة المحرم لأن الله لايعاقب بالجملة أو بشبة الجمع ولكن كل مسألة على حده وهذه هى أصول العدالة، ايضا لو إستمعنا للجهلاء الذين يقولون ببطلان صيام المدخن لوقع الحكم على كل المسلمين ، لأن الجميع يدخل فى جوفه دخان من عادم السيارات أو من شواء لحوم أو أسماك أو طبيخ أو دخان المصانع وخلافه لأن غلاف الأرض خليط من الهواء والدخان
ثالثا :- نأتى للشق الثالث من السؤال الخاص بدخول مياه الشطافة بدورة المياه أثناء التنظيف من خلال الدبر نقول :- أن النصوص حددت دخول المياه بالشرب من الفم ، اما ضرورات النظافة والطهارة بمياه الشطافة فلا تبطل الصيام ، ومن يقيس مياه الشطافة على دخول المياه من الفم هو شخص جاهل لا يعرف أن النظافة جوهرأركان الإسلام الأساسية وأنها دليل الإيمان وللأسف يغيب هذا الدليل عن المتشدقين بأسم الدين فى الشكل والجوهر , لكن اذا تعمد أحدهم أخذ حقنة شرجية من المياه دون ضرورة فالأمر يختلف .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية مفتى استراليا ونيوزيلاندا
ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى وعضو الإتحاد الدولى للمحامين