التحالف و الاختبار التركي

erdoghan2التحالف و الاختبار التركي
حاول ويحاول الكثيرون اتهام الحكومة التركية بدعم داعش على الرغم من ان تركيا وداعش على نقيض ومن يتهم تركيا هم عدة اطراف اولهم النظام فقط كي يلصق تهمة الارهاب بتركيا علما بأن النظام على مدى اشهر يتحاشى داعش ويسلمها مواقعه واحدة تلو الاخرى
وهنالك الكرد ايضا يتهمون تركيا بدعم داعش اما نصرة للنظام او نتيجة الاحقاد الدفينة مع تركيا او نتيجة عدم استجابة تركيا لطلبهم للتدخل فورا لحماية عين العرب من داعش
وهنالك الغرب و على راسهم امريكا سبق لهم ان اتهموا تركيا بدعم داعش الا انهم بعد ذلك سارعوا للاعتذار على لسان نائب الرئيس من الهفوة الدبلوماسية باتهام تركيا مما دفع بايدن لمهاتفت اردوغان شخصيا اضافة للاعتذار الرسمي
يبقى الموقف التركي الذي يمثل اختبارا لمصداقية التحالف بمواجهة الارهاب هو الموقف الذي احرج العرب في التحالف قبل الغرب
ولكن ماذا لو اتخذت الدول العربية التي تشارك بالتحالف موقفا مماثلا للموقف التركي واشترطت على امريكا لمشاركته بالتحالف اقامة مناطق امنة و ضرب كافة الجماعات الارهابية ممثلة ايضا بالنظام و حزب الله و الميليشيات الشيعية العراقية , عندها ستقف امريكا والتحالف امام محك واضح وجلي هل هي فعلا تحارب الارهاب بكل صوره ام انها انتقائية وليس هدفها انهاء داعش و الازمة بسوريا بل فقط تحجيم داعش وابقاء الازمة بسوريا مستعرة بدعوى انه لم يحن موسم القطاف
تركيا اشترطت لدخول التحالف ان تقوم بعمليات برية داخل الاراضي السورية ولعمق يصل الى 50كم يسمح باقامة مناطق امنه لايواء النازحين واللاجئين ومقدمة لاسقاط النظام الذي هو مصدر الارهاب على ان يكون التحالف والناتو سندا لتركيا في هذه الخطوة ليس تحسبا او خوفا من النظام لانه اعجز من ان يرد ولكن لتحييد ايران و روسيا من اية ردود افعال تجاه الخطوة التركية
التحالف يماطل و يبدو انه غير معني حاليا بمواجهة النظام ولا يرغب باقامة مناطق امنه تضعه بصراع سافر امام النظام لايمكن للنظام ان يتجاهله و يعتبر المناطق الامنة ضمن التنسيق وليست خرقا لسيادته اعمال التنسيق التي تذرع كاذبا ان هنالك نوعا من التنسيق مع التحالف لا يفقده سيادته الوطنية على الارض السورية
تلبية الدول العربية مبكرا للمشاركة غير المشروطه مع التحالف اضعف الموقف التركي الذي يحاول ارغام امريكا على تبني سيناريو تركيا في الصراع على الارض لآن الضربات الجوية مهما بلغت حدتها لن تنهي داعش بل على العكس ستزيدها ضراوة .
هل يمكن للسعودية والبحرين والامارات وقطر والاردن ان تتفق مجددا على وضع شروط لمتابعه مشاركتها مع التحالف و تنسق مع تركيا وتدعم مشروعها
لعل الاردن تكون اكثر قدرة على فرض منطقة امنة لأن النظام يعلم ان اسرائيل لن تسمح له باي ردة فعل توجه من قبله الى داخل الاردن كردة فعل
متى يرضخ التحالف للشروط التركية ويؤمن غطاء سياسي و عسكري لدخوله الاراضي السورية سؤال ستجيب عليه الايام القادمة بعد ان تسقط عين العرب بيد داعش و تسفك دماء العديد من السوريين وتعود داعش لذبح ما تبقى لديها من رهائن غربيين على شاشات التلفاز
امريكا اخطأت عندما تركت داعش تنمو نموا سرطانيا
وتخطأ الان اكثر عندما تؤخر دخول الجيش التركي الى الاراضي السوريه
اخطاء نحن من يدفع ثمنها فقط والغرب يتفرج ويكسب من وراء هذه المتعة المجانية

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.