قصه حقيقه لصفحة التاريخ
إصحوا فإنها الساعات الأخيره .
كفيف البصر يجلس في إحدى الحواري عند تقاطع الطرق ويلتقي صديقه الأطرش الذي لم يهبه الله نعمة السمع وصديقهما الآخر أخرس .
يلتقون هكذا يوميا ً ويستمعون الى أحاديث الماره وينقل أحدهم للآخر بطريقة أو اخرى ما يجري من أحداث .
يزورهم شيخ جليل كبير السن خرف , يجلس معهم ويتبادلون الحديث ويقضون الزمن حتى موعد العودة الى بيوتهم .
ذات يوم جاءهم الشيخ وقال لهم : لماذا لا نكتب تاريخ مدينتنا فقد طلب مني السلطان ذلك ؟
تردد الجميع وتعجبوا من الأمر ولكن لا حول ولا … فالسلطان طلباته أوامر بعكسها تطير الرؤوس .
ذهبوا جميعاً لمولانا السلطان وإنحنوا برؤوسهم وقال كبيرهم : أمرك مستجاب .
رد السلطان :
هذا حاجبي , وهذا الإمام نائبي وعليكم إستشارتهما وتسليم كتبكم لهما .
فقالوا : أمرك يا مولاي .
قسم السلطان مهمة كتابة التاريخ كالآتي : الأعمى للمشاهدات التاريخية الحيه , الأخرس للمنطوقات والحوارات التاريخيه , الأطرش لتدوين ما يسمع من أحداث تاريخيه , أما الشيخ الكبير فقد تم تعيينه رئيساً لهذه اللجنه مع العلم هو مصاب بمرض فقدان الذاكره .
على اللجنه أن تقدم دراستها للإمام وللحاجب , على أن تشرف الجواري على الكتابه وحسن الطباعه , والكلمه الأخيره للحاكم في تغيير أو تاكيد المعلومات !
أيها الإخوه هكذا كتب تاريخنا !
أرجو المعذره … دعوه للعودة الى الرشد .