طلال عبدالله الخوري 9\4\2014 مفكر دوت اورج
تناقلت وسائل الاعلام الموالية لنظام عائلة الاسد الاجرامية مقال الصحفي الاميركي المثير للجدل ” سيمور هرش” , بعنوان:
The Red Line and the Rat Line
Seymour M. Hersh on Obama, Erdoğan and the Syrian rebels
” الخط الاحمر وخط الهروب من الجرائم, “سيمور هرش” حول اوباما, واردوغان, والثوار”, وكأنه فتحاً عظيماً, ونصراً إلهياً من الانتصارات الإلهية المزعومة التي يقوم بها حزب الله وجيش القدس للولي الفقيه ومليشياتهم الطائفية من العراق واليمن في قتل الشعب السوري الآمن من اجل احتفاظ المجرم بشار الاسد بكرسي الحكم.
نبدأ من العنوان, والذي يتلاعب هرش بمفردات اللغة الانكليزية باقتدار و يهزأ من الخط الاحمر الذي رسمه اوباما للمجرم بشار الاسد في حال استخدام الكيماوي, ويربطه بنفس المفردة والتي تعني خط الهروب لمجرمي النازية (الجرذان) من الملاحقة القضائية من المانيا عن طريق اسبانيا ثم افريقيا الى الارجنتين في اميركا الجنوبية ثم الى اميراكا وكندا, فهو بهذا يضرب اوباما ويتهمه بمساعدة اردوغان والثوار على النجاة من جريمة الكيماوي بسوريا بعد الصاف التهمة بهم كما سنرى.
نحن لا ندري لماذا اختار هرش لمقاله موقع بريطاني مختص بالأدب ومراجعة الكتب وهو:
London review of books
بدل من الصحف السياسية المرموقة, ربما لرفضهم لهراءاته او ربما هو اصبح يعتبر كتابته نوع من ادب الخيال العلمي المشهور والذي يجلب الكثير من القراء؟
في البداية “سيمور هرش” معروف بقدرته على تأليف القصص حول قرارات السياسة الاميركية في البيت الابيض, وينسب معلوماته دائما الى اشخاص مجهولين لا يفصح عنهم, وهذا ما زعمه بالضبط عندما كال الاتهام الى اردوغان والثوار السوريين بالقيام بجريمة الكيماوي في الغوطة, وهو بهذه الأكاذيب اكتسب شهرة واسعة, وهذا اسلوب معروف لكثير من الصحفيين من الدرجة الثالثة, وهي طريقة تجلب الكثير من القراء والشهرة, لأن اثبات عدم صحتها يكون صعباً ويتطلب فتح ملفات حكومية سرية وهو الشئ الذي لا ترغب به الدول.
يقول هرش حول الجريمة الكيماوية في غوطة دمشق والتي جرت في الشهر الثامن من العام الماضي وراح ضحيتها الآلاف من الاسر السورية الأمنة التي تغص بالنساء والاطفال والشيوخ, بأن هناك مسؤول من اعلى مستويات المعرفة بالمعلومات السرية الاميركية, ونقلا عن جاسوس تركي جندته ال(سي أي إيه) يعمل داخل الحكومة التركية, قد أسر له بأن اردوغان “اقترح على ضباطه بأن يقوموا بضرب الكيماوي في سوريا من اجل ارغام اوباما على الايفاء بوعده بشأن “الخط الاحمر ويقوم بضرب الأسد, هكذا وبكل بساطة رعاكم الله!!؟
وقد رد البيت الابيض على ادعاءات هرش, حيث قال بان هرش لم يسم مصدره للمعلومات وهي لا أساس لها على الاطلاق, وفيما يلي المعلومات الموثقة حول ادعاءاته من المتحدث الرسمي لمكتب الامن القومي الاميركي ” شاون ترنر”
ODNI: Office of the Director of National Intelligence
ومديره” كاتلين هايدن”, وردا على سؤالك عن ان هناك أسلحة تم نقلها من ليبيا و اقتراحك أن الآخرين يمكن أن يكونوا مسؤولون عن الهجوم الكيماوي: ” إن نظام الأسد ، وفقط نظام الأسد ، يمكن ان يكون المسؤول عن هذه الجريمة”.
وقال “نحن لن نعلق على كل جانب من جوانب التفاصيل الدقيقة من هذه الرواية ، ولكن يجب ان تكون الامور واضحة : نظام الأسد ، وفقط نظام الأسد ، يمكن أن يكون المسؤول عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية التي وقعت في 21 آب, لقد وصلنا الى هذا الحكم على أساس المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من قبل الولايات المتحدة و شركائنا وحلفائنا وهذه وجهة النظر التي يتم مشاركتها بأغلبية ساحقة من جانب المجتمع الدولي ، مما أدى إلى تعاون دولي غير مسبوق في تفكيك مخزونات الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد. وان الاقتراح بأن هناك محاولة لقمع أو تغيير المعلومات الاستخباراتية, هو ببساطة كاذب. وبالمثل ، فإن فكرة أن الولايات المتحدة قامت بتوفير الأسلحة من ليبيا إلى أي شخص آخر هي كاذبة ” .
ردا على سؤالك عن وجود ورقة سرية حول قدرات المتمردين السوريين بصنع الأسلحة الكيماوية ، نحيلك ايضا الى السجل من” شون تيرنر” : ” لم يطلب قط انتاج مثل هذه الورقة السرية الى المحللين في تجميع المعلومات الاستخباراتية. ” وأن التاريخ الذي حددته حول موعد نهائي في 2 سبتمبر 2013 تم وضعه لاستخدام القوة هو ملفق تماماً.
في الإجابة على أسئلتك حول الخطة العسكرية الاميركية ، نحيلك الى السجل من” كاتلين هايدن” : ” لقد قلنا منذ وقت طويل أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة في سوريا وأن جيشنا كان يقوم بالتخطيط للطوارئ بشكل مناسب، كما كنا تتوقع منه أن يفعل. قال الرئيس علنا في 31 أغسطس 2013 أن ضرب نظام الاسد يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة للرد على استخدامه للأسلحة الكيماوية. وقال إن الغرض من هذه الضربة لردع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ، وللحط من قدرة نظامه على استخدامها ، و لنوضح للعالم أننا لن تتسامح مع استخدامها. ولكن فكرة أن الرئيس أمر جيشنا لاتخاذ إجراءات في سوريا قبل الموعد النهائي المحدد من 2 سبتمبر 2013 هي ملفقة تماما. كما قال الرئيس عندما خاطب الأمة في 21 آب ,على الرغم من انه يمتلك صلاحية بأمر الضربات العسكرية ، حيث قال انه يعتقد انه كان على حق، في ظل عدم وجود تهديد مباشر أو وشيك لأمننا ، لأخذ النقاش إلى الكونغرس . وهذا ما فعله، و يوم 10 سبتمبر طلب من زعماء الكونجرس على تأجيل التصويت على تخويله باستخدام القوة حتى نتمكن من متابعة مسار الدبلوماسية ونحن الآن على المسار الذي سيؤدي إلى إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا ” . انتهى الاقتباس من ترجمتي الشخصية لتصريح البيت الابيض وتجدونه على النت.
وفي الختام نحن نقول لشبيحة المجرم بشار الاسد بان لا يفرحوا بهراءات صحفية من هنا او هناك, فالمجتمع الدولي واضح وما يجري على الارض من تفكيك لترسانة المجرم الكيماوية واضح أيضاً, ونؤكد لهم بان المجتمع الدولي اخذ قراره بعدم السماح للمجرم بان ينتصر عسكراياً, ولن ينتصر عسكريا, وان الحل هو دبلوماسي, عبر حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات يوافق عليها كل الاطراف من دون المجرم بشار الاسد.