اكثر ما يحزنني حقاً السماح بشركات التوظيف الجشعة التي تستغل حاجة الشاب للوظيفة وتنهب من راتبه الفين ريال او الفين وخمسئة ريال ولا تترك له سوى 4000 ريال ليس اكثر ، بدوام 9 ساعات وذلك في بعض اقسام البنوك مثل التحصيل او مركز الإتصالات (الكول سنتر) التي تحوّلت الى طاقات شبابية سعوديّة محطّمة جداً بسبب التعسف والظلم ولكن حاجتهم الماديّة اضطرّتهم القبول بها حتى يأت الفرج.
هؤلاء الجشعين تكاتفوا مع اهل الثراء الفاحش بالبنوك والضحية هو هذا الشاب ، بحكم علاقتنا في البنك مع شركة توظيف شهيرة، لن تجد العاملين بها يمتلكون سيارات عادية بل انهم لا يتعاملون الا مع السيارات الألكمانية. ان عشرين فرد يتم توظيف كافية ان تشتري له سيارة ثمينة وغالية خلال سنة!
علمت من خلال زياراتي لإدارة التحصيل في البتك الذي كنت اعمل به، ان البنوك لا تهمّها شهاداتك طالما انك لست على ملاكها فلتكن جاهل المهم انّك بحاجة ماسة للعمل (ويكرفونك ويطلعون روحك) .في زيارتي لمركز انصالات بنكي، كنت اتعمّد اجلس مع بعض الشباب وجميع من جلست معهم سئموا العمل في هذا المكان.لا خوافز،لا بدلات،لا بونص،تأمين طبي ضعيف متهالك ، لا ترقيات، لا علاوات،لا مكافأت لا دورات،) رغم ان البنك يتصدّر البنوك المحلية من حيث رأس المال!
قد يسأل سائل لماذا البنوك تقبل بهم؟ الجواب هو لأنهم لو اصبحوا على ملاكها سيكلفون البنك الملايين سنويّا من تأمين طبي عال، وبدلات اخرى ) فتستقطبهم عن طريق الشركات لتوفير الملايين وربما عشرات الملايين .
ورغم انني مصرفي الا انني من اشد الاعداء لأنظمة البنوك المحلية ، والبنوك الأجنبية التي لا ترفع شعارات الإسلام والشريعة لهي اصدق وافضل واطهر وانقى من هذه البنوك التي يرأس اقسامها الشرعية المنيع وشلّته ..
سأظل اكتب مرارا وتكراراً عن هذا الموضوع لعل صوتي الصئيل يصل لمسؤول مرّ على الصفحة. لمَ لا؟