هي ثقافة وليست حبكة سياسية …
لقد تربينا على فكرة الخوف ، وهذه الفكرة ، هي عكس فكرة السيف والفروسية التي هي عمق ووتد الخيمة العربية ، حتى بعث من جديد ابو اللحية الدجال .
واسقط العامود على رؤوس القوم فعم الظلام ، واختفت الشمس وسيطر صاحب الطربوش ، وأبو القبر المنبوش، وفارس الصلجوان .
وتم حصار هذه الخيمة ليحكموا بعدم وصول الشمس مرة أخرى ، وإذا بزق فارس قفز عليه الجميع ، وهكذا لانزال نعيش تحت الأنقاض .
اليوم كما في الأمس القريب احذروا فرسان البند الخائف .
البند الخائف يعكس نفسية المحاصرين ، ، خوفا من قيام جني القمم من الخروج مرة أخرى ، فحصار وحصار على جماجم الروس بالهزات المستمرة .
المظلومين ليس لديهم إلا الصلاة ، والدعاء ، والانتظار ، فهل من مجيب انه دعاء المظلومين فهل من مجيب ، (( لا يغير الله مابقوما حتى يغيروا مافي انفسهم )) .
لماذا لا تفهمون دينكم وفلسفتكم ، فهي الوحيدة التي سوف تخرجكم من البند الخائف (( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون )) انها في يدكم .
قم يا صلاح الدين قم … فلقد وقعوا على موتك في قم …
قم يا صلاح الدين قم … فلقد خصيت الرجال عندنا فقم …
قم يا صلاح الديم قم … نادتك الحرائر والخائرون فقم …
قم يا صلاح الدين قم … بالمطر رفض ان يأتينا فقم …
قم يا صلاح الدين قم … فأعدائك ينتظرونك فقم …
قم يا صلاح الدين قم … فبالأمس سقط أخيك فقم …
قم يا صلاح الدين قم فو الله سوف يغتصبونك في كفنك فقم …
الغريب الكل يحاصر تلك الخيمة ، الكل يحلم في حرقها، الكل يتمنى القضاء على شعبها ، الكل يتمنى لعق العسل واقتطاع تلك الكعكة …
بلدانكم جميلة ، وفيها خيرات ، فلماذا هذا الحسد والغيرة ، نسائكم مبرقات مزروقات ، فلماذا لا يطيب لكم سوى السمار والخمار ، هل هن باردات مثل اجوائكم ، اذا لم تريدوهن صدورهن لنا كما تصدرون لنا السيديات والكماليات ، واشفطوا دمائنا عفوا نفوطنا ، فهي ذاهبة ذاهبة على الأقل نحتسي طعم الشقر والحمر …
ولكون المعادلة متوازنة اليوم يا أخوتي لم يتبقى في الخيمة إلا القليل من الهواء ، ومن حلاوة الروح ، فسوف تشق الخيمة ويدخل الهواء ، وتذكروا عند دخول الهواء يكسر الماردالقنينة ، ويطير في الهواء ، وبعدها ينادي صاحب المصباح ماردا آخر اسمه الكبرياء ، فلقد تم إعداده بصمت داخل خيمة الزمن والدهاء ، لقد نسيتم من صنع الأرقام ، ومن لون الإنسانية في الجبر والفيزياء ، أنهم نفس الذين سكنوا عاصمة الصحراء …
البند الخائف سيتم تغير اسمه الى بند رحل في الليلة الظلماء .
هيثم هاشم