البند الخائف

(( البند الخائف ))features-griefCenter

هي ثقافة وليست حبكة سياسية …

لقد تربينا على فكرة الخوف ، وهذه الفكرة ، هي عكس فكرة السيف والفروسية التي هي عمق ووتد الخيمة العربية ، حتى بعث من جديد ابو اللحية الدجال .

واسقط العامود على رؤوس القوم فعم الظلام ، واختفت الشمس وسيطر صاحب الطربوش ، وأبو القبر المنبوش، وفارس الصلجوان .

وتم حصار هذه الخيمة ليحكموا بعدم وصول الشمس مرة أخرى ، وإذا بزق فارس قفز عليه الجميع ، وهكذا لانزال نعيش تحت الأنقاض .

اليوم كما في الأمس القريب احذروا فرسان البند الخائف .

البند الخائف يعكس نفسية المحاصرين ، ، خوفا من قيام جني القمم من الخروج مرة أخرى ، فحصار وحصار على جماجم الروس بالهزات المستمرة .

المظلومين ليس لديهم إلا الصلاة ، والدعاء ، والانتظار ، فهل من مجيب انه دعاء المظلومين فهل من مجيب ، (( لا يغير الله مابقوما حتى يغيروا مافي انفسهم )) .

لماذا لا تفهمون دينكم وفلسفتكم ، فهي الوحيدة التي سوف تخرجكم من البند الخائف (( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون )) انها في يدكم .

قم يا صلاح الدين قم … فلقد وقعوا على موتك في قم …

قم يا صلاح الدين قم … فلقد خصيت الرجال عندنا فقم …

قم يا صلاح الديم قم … نادتك الحرائر والخائرون فقم …

قم يا صلاح الدين قم … بالمطر رفض ان يأتينا فقم …

قم يا صلاح الدين قم … فأعدائك ينتظرونك فقم …

قم يا صلاح الدين قم … فبالأمس سقط أخيك فقم …

قم يا صلاح الدين قم فو الله سوف يغتصبونك في كفنك فقم …

الغريب الكل يحاصر تلك الخيمة ، الكل يحلم في حرقها، الكل يتمنى القضاء على شعبها ، الكل يتمنى لعق العسل واقتطاع تلك الكعكة …

بلدانكم جميلة ، وفيها خيرات ، فلماذا هذا الحسد والغيرة ، نسائكم مبرقات مزروقات ، فلماذا لا يطيب لكم سوى السمار والخمار ، هل هن باردات مثل اجوائكم ، اذا لم تريدوهن صدورهن لنا كما تصدرون لنا السيديات والكماليات ، واشفطوا دمائنا عفوا نفوطنا ، فهي ذاهبة ذاهبة على الأقل نحتسي طعم الشقر والحمر …

ولكون المعادلة متوازنة اليوم يا أخوتي لم يتبقى في الخيمة إلا القليل من الهواء ، ومن حلاوة الروح ، فسوف تشق الخيمة ويدخل الهواء ، وتذكروا عند دخول الهواء يكسر الماردالقنينة ، ويطير في الهواء ، وبعدها ينادي صاحب المصباح ماردا آخر اسمه الكبرياء ، فلقد تم إعداده بصمت داخل خيمة الزمن والدهاء ، لقد نسيتم من صنع الأرقام ، ومن لون الإنسانية في الجبر والفيزياء ، أنهم نفس الذين سكنوا عاصمة الصحراء …

البند الخائف سيتم تغير اسمه الى بند رحل في الليلة الظلماء .
هيثم هاشم

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.