تناقلت وسائل الاعلام وفاة ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل الاسبق, بعد غيبوبة لمدة ثمان سنوات, وقد تناولت الكثير من المقالات هذا الحدث من جهات وزوايا مختلفة, ولكن سأتناول في هذه المقالة معركتين مصيرتين جرتا خلال حرب تشرين\ اكتوبر عام 1973, واللتان قررتا نتيجة هذه الحرب من الجبهة السورية ومن الجبهة المصرية, والتي لم يتطرق لها احد من قبل من الزاوية التي سنطرحها بهذه المقالة.
الخائن حافظ الاسد وإبادة فرقة الدبابات في الجيش العربي السوري
خلال معركة الدبابات التي جرت خلال حرب تشرين, كان مدى الدبابات الاسرائيلية الاميركية الصنع ضعف مدى الدبابات السورية والتي هي روسية الصنع, هذا يعني كبديهة عسكرية بأن كل رتل من الدبابات السورية عندما تصل الى مدى الدبابة الاسرائيلية ستقوم بقصفها وتدميرها كاملة, اي انه بواسطة دبابة اسرائيلية واحدة تستطيع ان تدمر فرقة دبابات سورية ببساطة, فكلما ظهرت دبابة سورية في مدى الاسرائيلية سيتم تدميرها, بينما الدبابة السورية لا تستطيع ان تفعل شيئا بالمقابل لأن مداها لا يصل الى الدبابة الاسرائيلية وهي غير موجودة بعد على رادارها.
كيف يجب ان يتصرف قائد الجيش السوري في هذه الحالة؟
اذا فتحنا اي كتاب حول التكتيك العسكري, سنجد بأن هناك حلان بديهيان لهذه الحالة يستطيع ان يتنبأ بها حتى الانسان الذي لم يدرس العلوم العسكرية قط, وهي:
أولا: ان تستخدم طرقا عسكرية تكتيكية معروفة, مثل حمل الدبابات خلال الليل الى منطقة تبعد عن الدبابات الاسرائيلية بمسافة مساوية لمدى الدبابات السورية, لكي تستطيع مواجهة نظيرتها الاسرائيلية, أو أن تقوم بتغطية نارية كثيفة (من المدفعية ,والطائرات وصواريخ ارض ارض) تؤمن وصول الدبابات السورية الى مدى تستطيع من خلاله اصابة الدبابات الاسرائيلية وبذلك تصبح المعركة بين الدبابات السورية والإسرائيلية اكثر تكافؤاً؟ أي الحل ببساطة يجب وضع الدبابات السورية على مدى مجدي من الدبابات الاسرائيلية.
ثانياً: ذا لم تكن قادراً على الخطوة الاولى فيجب عليك ان لا تهاجم دبابات العدو وتظهر دباباتك له لكي يقتنصها ويبيد طاقمها من جنود وضباط , وان تمركز دباباتك وتموهها لكي لا ترى من قبل دبابات العدو وتنتظر لان تصل دبابات العدو الى مدى تستطيع من خلاله مواجهتها, وهذا اضعف الايمان.
ولكن من المؤكد بأن الخائن حافظ الأسد كان لديه النية بان يبيد فرقة الدبابات السورية مع جميع ضباطها, فأرسل أرتال الدبابات السورية على مدى ثلاثة ايام, الرتل بعد الاخر وهو يعلم بأنها ستباد من غير ان تطلق طلقة واحدة, فلو انه ارسل الدبابات في اليوم الاول ورأي بعينيه النتيجة لو فرضنا جدلاً انه لم يدرسها بالاكاديمية العسكرية, واوقفها في اليوم الثاني! او لو اوقفها في اليوم الثالث؟ لكنا قبلنا منه هذا الخطأ العسكري على مضض, ولكنه لم يفعل وظل مستمرا بارسال الدبابات وطاقمها من الجنود والضباط حتى تمت ابادتها جميعا ببساطة, وبواسطة دبابة اسرائيلية واحدة, لأن خائن سوريا يعرف بأن جميع الانقلابات التي جرت بسوريا ومن ضمنها انقلابه الاخير الذي اوصله الى الحكم تمت بواسطة فرقة الدبابات وضباطها الذين يقومون بالدور الرئيسي في اي انقلاب, وهو احاطة البرلمان والقصر الجمهوري بالدبابات, وبدون ضباط فرقة الدبابات لن ينجح اي انقلاب ضد حكمه, وبهذه الطريقة ضمن استقرار حكم سوريا لنفسه, واورثه لابنه الخائن مثله المجرم بشار حافظ الاسد الذي يقوم بحرب ابادة الآن ضد الشعب السوري بمساعدة جيش الولي الفقيه الايراني وحزب الله.
البطل شارون
طبعا شارن بطل من وجهة نظر شعبه, مثلما حافظ الاسد هو خائن من وجهة نظر شعبه, فبعد ان دمر شارون قائد فرقة الدبابات الاسرائيلية فرقة الدبابات السورية من دون اي عناء بسبب خيانة حافظ الاسد, قام بتركيز جهوده على الجبهة المصرية وقاد عملية استطلاع, وجد من خلالها فتحة الدفرسوار التي التف من خلالها على الجيش المصري ووضعه بين فكي كماشة تحت طائلة الابادة الكاملة او الاستسلام؟ ومع ان بديهيات التكتيك العسكري, تقضي بان يتم سحب الجيش المصري الذي عبر القناة لكي يتم توجيهه لتغطية الثغرة, وهذا كان رأي قائد العمليات الفريق سعد الدين الشاذلي, ولكن مع خيانة انور السادات الذي اصر على ان يبقى الجيش المصري ثابتا بدون حركة لايام حتى اكمل الجيش الاسرائيلي كماشته على رقبة الجيش المصري, وتم استسلام الجيش المصري وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد, فشعر الفريق الشاذلي البطل بالخيانة التي جرت من قبل السادات فانشق عن الجيش وهرب الى المنفى, وهذا مصير اي وطني عربي في بلاد المستبدين والطغاة العرب.
من المضحك المبكي بان حافظ الاسد استغل هذه الحرب الخيانية اعلاميا وسخرها لتثبيت حكمه في سوريا “كإله” وكقائد بطل لم ينجب مثله بكل التاريخ السوري, واصبحت سورية, نتيجة لهذه الحرب, مزرعة يمتلكها, ويستعبد شعبها ويورثها الى ذريته من ابناءه واحفاده.
بينما شارون البطل الحقيقي والذي بفضله بنت اسرائيل انتصاراتها وامجادها (من وجهة نظر اسرائيلية طبعاً) فأصبح بعد ذلك مواطنا اسرائيليا عاديا, ولم يقل احد عنه بانه” اله”, ولم يقل له احد:” بالروح بالدم نفديك يا شارون” كما يفعل الطغاة العرب, وتابع خدمته لبلده وذلك بان ترشح للإنتخابات بطريقة دمقراطية, وكان ينجح بالانتخابات احياناً, ويفشل احياناُ اخرى, مثله مثل اي مواطن اسرائيلي اخر.
من هنا نرى بأن الحاكم العربي عندما يحارب, فهو لا يحارب من اجل تحرير الاراضي المحتلة وانما يستخدم الحرب كذريعة لتثبيت حكمه الاستبدادي مدى الحياة, ويستخدمه كحجة لكي يصبح ” مؤلها” لا يستطيع احد المساس به او نقده, وهذا ما فعله كل من الخائن حافظ الاسد والخائن انور السادات وبعدهم الخائن حسن نصرالله رئيس ما يسمى بحزب الله والذي سيطر على لبنان من جراء افتعال حروب عبثية مع اسرائيل.