كل إنسان هو مملوء أشيائه وأفكاره التي تتواجد بداخله والتي تعلمها وتشكل بها .
بأيديولوجية معينة سواء كانت دينية حزبية سياسية أو فكرية تأثر بها أو أنتمى لها .
وهذا أيضا يشكل جزء من ذاته البشرية التي يتفاعل بها مع محيطه وغيره من البشر .
ولا شك أن كل أنسان وكل أيديولوجيه لهما طروحات التي تعبر عن المصلحة وأشباع الرغبات والأحتياجات والحقوق .
فأي علاقة هي علاقة تأثر وتأثير وترك أثر بهذه الممارسة في واقع وحيز معين يمارس به .
في واقعنا العربي المكون من العديد من الأيديولوجيات والأفكار .
ماذا حققنا لأنفسنا ولحياتنا بهذه الأيديولوجيات التي معظمنا ينطلق منها .
أكيد لا شك حققنا الأنقسام والكراهية والجهل والتخلف والصراع بين بعضنا البعض .
وأشياء سلبية كثيرة أثارها واضحة في معانتنا اليومية بالأضافة إلى وجود أسباب كثيرة تتعلق بهذه الأيديولوجيات أوصلتنا لهذا الواقع المريرو التخبط بين تنشئة الانسان بالشكل السليم ورفع قيمة وتطور المجتمع .
الأيديولوجية بالمنظار العام هي وعي زائف للذات الداخلية للأنسان ولا تستطيع أن تنشأ ذات مستقلة .
وأن لب هوية الشخص لا تزيد عن كونه كتلة مختلطة من الصور والمواقف التي تعلمها أو عبئ بهابالشكل السلبي .
فأي أيديولوجية ستكون عديمة لذات الشخص ووعيه العقلي والمعرفي وستنتج سلبيات في أنتاج واقع أفضل وجيد .
مالم تكن ذات تصور أنساني يفيد كل البشرية وينسجم مع البشر بالتسامح والتعاون ونقلها لخطوة أفضل .
سواء كان من منظار أخلاقي أو ديني وسياسي .
فالأنقسامات والمشاكل بين الأفراد والأحزاب ونهجها ناتجة عن هذه الأدلجات المزيفة المفعمة بالسلبيات وتحتاج إلى الكثير من الأصلاح والتغيير .
وناتجة عن الخطابات المنبثقة من شخصيات متأثره بأيديولوجيات تبتعد عن منظار أخلاقي وأنساني لكل البشر فنحن دائما نبحث عن فرصة أفضل في الحياة وأحداث تغيير جيد ليس فقط على مستوى فردي أو جماعة معينة أو طائفة معينة بل على مستوى أنساني .
ولا يمكننا في أيامنا هذه و واقعنا الشرقي أن نحدث خطوة أفضل وجيدة في أي مسار تغييري دون أن نحطم كل شيء معتادين عليه بسلبيات الأيديولوجيات وتعاليمها وكل الشخصيات التي تنطلق منها ومازلت مفعمة بسلبيات تؤثر على واقعنا .
والتي تبعدنا عن نظرة أنسانية وأستوعاب للأخر وللأختلاف .
ولابد أن أشير أيضا أن هناك الكثير من هذه الأيديولوجيات التي أبعدتنا عن مفهومنا للحرية الحقيقية وعرقلة مسيرة الحرية والفهم السليم والنضح العقلي والمعرفي بالشكل العام .
فإذا لم تكن أي أيديولوجية أو فكر يطرح يالشكل الأسمى لواقع أفضل للأنسانية والبشرية وتسامحها وأستوعابها للأخر ومع حرية الأنسان ونضوجه العقلي والمعرفي فهي مازلت تحطم بالأنسان والواقع بأبتعدها عن هذا الطرح . وإذا لم نتابع الثورات العربية بهذه الألية من التفكير والأصلاح وتعطيل قيم قديمة وسحقها .
فلن نحصل على تغير أفضل بأنسان واعي يصنع مجتمع واعي يحضن الحميع .وسيكون لدينا صعوبة في تحقيق عدالة أجتماعية ومجتمعات ديمقراطية حرة وسنكون دائما متجهين إلى الفوضى بدل البناء.
عبد الرحمن شرف .