الانقسام السياسي في المجتمع الآشوري والمسيحي في الجزيرة السورية

الانقسام السياسي في المجتمع الآشوري والمسيحي في الجزيرة السورية. افرزت الأزمة السورية ثلاث تيارات سياسية في الساحة الآشورية والمسيحية في منطقة الجزيرة. تيار صغير، يرى بأن لا عودة للنظام الى منطقة الجزيرة ، وهو يعتبر سلطة “الأمر الواقع” أو ما يسمى بـ” الادارة الذاتية الكردية” الغير شرعية، التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي، هي السلطة البديلة المستقبلية في منطقة الجزيرة كـ”إقليم فدرالي” في سوريا الجديدة ما بعد الحرب. لهذا أنصار هذا التيار انخرطوا في الادارة الكردية وباتوا جزءاً منها. طبعاً، لا ننفي وجود في اوساط هذا التيار من وجد لنفسه مصلحة وباب يرتزق منه من خلال العمل مع الادارة الكردية ، بعيداً عن المواقف السياسية.. تيار آخر محدود الشعبية محصور في اوساط المعارضة، يرى بأن نظام الاسد لا بد من أن يرحل وسترحل معه كل ملحقاته من ميليشيات ومجموعات وتشكيلات مسلحة وغير مسلحة، طارئة افرزتها الأزمة ، مثل ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، تالياً ، زوال الادارة الكردية . انطلاقاً من هذه القناعة ، أنصار هذا التيار يرفضون الاعتراف بالإدارة الكردية في منطقة الجزيرة والانخراط فيها .. تيار ثالث، هو الأوسع والأكثر شعبية في الأوساط الآشورية (السريانية/ الكلدانية) والمسيحية عموماً . هذا التيار يرتب أوضاعه على اساس ان بشار لن يرحل ونظامه سيبقى هو الحاكم في سوريا ما بعد الحرب. أنصار هذا التيار لا يعترفون بالإدارة الكردية ولا بالمعارضات السورية وهم يرون بان القامشلي وبقية مدن وبلدات الجزيرة السورية ستعود الى حضن النظام “الدولة المركزية” كما كانت قبل آذار 2011.
سليمان يوسف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.