من الحقائق المعاشة والمعروفة اليوم أن أكثر المجتمعات التي تتلطى وتتخفى وراء الفضيلة والشرف والعفاف، هي أكثرها فجوراً وفسقاً وتفسخاً وانحطاطاً وابتذال، ألا وهي المجتمعات العربية والإسلامية والتي تقتات على ثقافة دواعش يثرب ومكة من 1400 عام، وتزيـّن وتلمـّع بهذه الثقافة الرديئة والمهترئة والمتهالكة دساتيرها وقوانينها وتسوم بها العباد القهر والعذاب.
وبجردة حساب بسيطة ومرور سريع على كل مؤشرات الشفافية والنزاهة والحريات والشذوذ الأخلاقي والطلاق واللصوصية والنهب ورموز المافيات الكبار فستراهم في بلاد العروبة والإسلام وقد احتلت دولوم وأنظمتهم “الترللي” البدائة الرثة المتهالكة وتربعت بكل جدارة على عروش وصدارة الفساد والفشل الإداري والإفلاس وتفكك وانهيار وتمزق المجتمعات والأوطان ونشوب الحروب الأهلية والصراعات التي أنهكت هذه البلدان وباتت تهدد وجودها وبقاءها من الأساس.
وحيث تكثر في هذه البلاد المساجد ودور العبادة وتتوالد كالأرانب والطفيليات بدعم من مافيات الحروب الدولية بغية تفريخ الدواعش والإرهابيين المرتزقة المسلمين وترتفع المآذان شاهقات، ويعلو صوت الآذان آناء الليل وأطراف النهار فوق أصوات المعارضين والنشطاء والتنويريين والمدافعين عن حقوق الإنسان ويصم مسامعك في كل الأوقات، وينحشر الناس، وتتوقف الحياة أيام الجمع و”العظات” الأخلاقية والتبشيرية بالجنان وحيث سِماهم في الوجوه الكالحة و”سحنات” الزهد وتسمع الحديث
الحلو المنمق عن الورع والتقوى والطهارة والطاعة والعبادات وإقامة الصلوات ودين الرحمة والتسامح، ترى بالمقابل، وعلى الجانب الآخر انهياراً قيمياً على كل الصعد والمستويات لدرجة أن يقوم أحد المصلين وهو خارج لتوه من تلك المعمعة الخطابية وإقامة الصلوات ليسرق نعالاً، أعزتكم عشتار، ولينصرف أولئك القوم كل لممارسة آثامه وخطاياه، وعلى هواه، متجاوزاً القانون ومنتهكاً القانون في كل حركة وفي أيما اتجاه، فيه مضى وسار.
وما إن تنصت لفضائية من تلك الأبواق التي تمتلكها المافيات والعصابات واللصوص الكبار الذين يتسلطون على هذه الدول “الترللي” و”الزراطة” القبيحة والمجتمعات المتآكلة والمشحرة حتى تعتقد أنك تسبح في بحر من الرحمة والفضيلة وأنك أمام جيش طويل عرمرم من الأنبياء والأولياء الأتقياء.
لكن من قال لك أصلاً، أنهم متدينون ومؤمنون وبشر عاديون كبقية البشر هنا وهناك؟ وهل شققت عن قلوبهم لترى ما فيها من سواد وظلام وثارات وأحقاد ومحكيات وموروثات وقصص عن العفاريت والجان واغتصاب الأطفال الشرعي الحلال واسترقاق والاتجار بالبشر ونهبهم وانتهاك حرماتهم واغتصاب الحرائر والمحصنات عند رموز أسيادنا الدواعش البدو الكبار سكان الصحراء القاحلة من كل خصب وحياة ونبض وجمال ثم يقولون لك هذه سيرة عطرة أولى، وجديرة بالاتباع؟
لقد دمّرت ثقافة البدو الرعوية الفظة القاحلة المتوحشة وخلال 1400 سنة كل قيمة جميلة فينا وجمدت كل إحساس راق ودخلت بالـ”جين” الوراثي عند هؤلاء… فمن يؤمن بالسطو والغزو والقتل والسبي وإشعال وشن الحروب وانتهاك سيادة مجتمعات آمنة وتدمير وتخريب المجتمعات ونشر الدمار فيها وقتل السكان الآمنين الأبرياء (الجهاد في سبيل الله)، ومن لا يرى ضيراً في تفخيذ رضيعة ووطء صغيرة والزواج من مئات النساء واستعباد واسترقاق البشر والأسرى زمن الحرب وبيعهم والتربح منهم ويبرر كل هذا تحت شتى التبريرات ويلوي عنق الحقائق لتجميل الموبقات فهو بالمطلق كائن بشري منحط لا سوية ولا أرضية أخلاقية لديه ومشبع بالحقارة والنذالة والقذارة والتوحش والظلام ولا منظومة اخلاقية ولا قيمية تلجمه وتحد من تهوره ومجرد من أبسط وأبجديات الإنسانية الإنسانية لا بل يرى في تلك الجرائم والموبقات عبادة وفرضاً وواجبا ملزما له وفضيلة ومقدسات…. وأصبح الغزو والسبي والسطو على الممتلكات وسفك الدماء والفاشية وفرض المعتقدات وتكفير البشر والقبلية والعشائرية والتعصب وتكميم الأفواه والقمع والقهر وانتهاك الأعراض واللصوصية والدعارة الحلال (تعدد الزيجات والنساء والجنس الجماعي
(Group Sex)
، والتعذيب ووو “عقيدة” مطهرة راسخة وفلسفة و”رؤية” وخلافة راشدة ونظم حكم تدار وتحكم بها الدول والمجتمعات وصار من يمارسها خليفة معصوماً وإماماً وأمير مؤمنين وخادم حرمين وولي أمر وووو….وما إلى هنالك من هذه المنمقات…
نحن أمام إزاحة وتدمير منظومات قيمية ومفاهيم ومصطلحات أخلاقية تقليدية معروفة وإحلال منظومة قيمية بدوية بربرية رثة منحطة قادمة من مجاهل الصحراء وبهذا شوّه البدو العرب الدواعش الغزاة كل القيم الإنسانية العظيمة الحاضرة في وجدان البشر منذ الأزل وفرضوا منظومة قيمية وفكرية وسلوكية وبيئية منحرفة وشاذة بدلاً منها، وأعطوها أسماء شتى مرة شرع، ودين الله، ومرة الصراط المستقيم ودين الإسلام.