كلّ شيء في عُرفهم جائز .
لا عقل ولا حكمة ولا ضمير يُراقب ولا حتى إحساس بشري فطري .
قتل , حرق , تدمير , تخريب .. الأمر سيّان .
يُرافق كلّ ذلك الكذب والتزوير والغشّ والخداع .
والنصّ الذي يعتمدوه في ذلك واضح , لا لبسَ فيه .
الضرورات .. تُبيح المحظورات !
معناها : الغاية تُبرّر الوسيلة / حسب ميكافيلي .
ومَن لا يُصدق هذا القول فلينظر الى طريقة تظاهرات وإحتجاجات الإخوان المُسلمين في مصر العزيزة , بعد ثورة 30 يونيو 2013
يُقدّمون صفوف من النساء المُحجبّات والمُنقبّات أمامهم , ثمّ يضربون بجُبن وخسّة واضحة , زجاجات المولوتوف وقنابل الدُخان على الشرطة والجيش , ويغدرون غدراً كبيراً .( لا أفهم كيف إنقلبت الآية ؟ )
والأنكى والأدهى وأمرّ من كلّ ذلك , هو ما عرضته العربية في شريط أخبارها قبلَ ساعات ( ولم يسعفني الحظّ لإيجاد الرابط ) , عندما يضرب أحدّ الإسلاميين زميله بطلقة في رأسهِ ويهرب ليختفي بين الجموع .
كي يكون ذلك الضحيّة .. ضحيّة الجيش والشرطة عندَ مَنْ لا يعلم !
هل ترون معي كميّة الشرف والأخلاق والمباديء العظيمة التي يستخدمها الإخوان ؟
هل هذا الذي كنتم تُنظّرون له طيلة الفترة السابقة , يا إخوان ؟
أ هكذا تريدون حُكم الشعب المصري وباقي الشعوب الإسلاميّة ؟
وأين حَديثكم عن كلام الله وحكمهِ وشريعتهِ ؟ أهذهِ الأعمال بعضاً منها ؟
هل هكذا طلبَ منكم مُرشدكم ( محمد بديع ) , ورئيسكم ( محمد مرسي ) الذي صلّى النبّي خلفهُ .. في أحلامكم ؟
على كُلٍ .. أنا كتبتُ منذُ الأيام الأولى لثورات الربيع العربي على الحكّام العسكر الطغاة .
أنّ شعوبنا المسكينة البائسة , سرعان ما ستحتاج لثورات جديدة على تجّار الدين البُغاة !
لأنّهم هم حجر العثرة الرئيس , والعقبة الكأداء في طريق نهضة شعوبنا .
وهاهو شعب وادي النيل العظيم يقوم كعادتهِ رائداً لشعوب المنطقة .
وحتى لو أسمى العالم كلّهُ ذلك الحدث المصري .. إنقلاباً عسكرياً
فأنا أقول : إنّهُ إنقلاب ناعم جاء تلبيةً لمطالب غالبيّة الشعب , بعد أن عيلَ صبرهُ على حُكم الإخوان ومُرشدهم الظلامي .
فهذهِ ثمّة حالة مصرية خالصة تستحق التدريس , في الأكاديميّات .
فقد حاول الشعب المصري بكلّ فئاتهِ , إقناع الرئيس الإخواني أن يكون رئيساً لكلّ المصريين . لكنّهُ أبى وإستكبر وقرّر أن يخضع لأوامر مرشدهِ ويقسم الشعب الى صنفين : أتباع مؤمنين , ومُعارضين كُفّار !
********
وبما أنّ الذي قاد الى وصول محمد مرسي أصلاً هو ذلك الوضع الغريب العجيب , أن يكون الشعب المصري بين مطرقة العسكر وسندان الإخوان
فإختار الشعب , أهون الشرّين في ظنّهِ يومها .
فقد آن الأوان اليوم كي تلتف غالبية الشعب على شخصية ليبرالية علمانية عقلانية ذات ماضٍ معروف . لتتجنّب ما حدث مع حمدين صبّاحي مثلاً في الإنتخابات الماضية . عندما ضاعت ملايين الأصوات بينه وبين أحمد شفيق , كانت لو توّحدت ستكفيهم كثيراً شرّ الإخوان .
لكن مع ذلك أقول , رُبّ ضارةٍ نافعة !
فلولا وصول الإخوان الى َسدّة الحُكم , ولولا أدائهم السلبي المُتخلّف بتعطيل جميع جوانب الحياة الحديثة , من السياحة والثقافة والإعلام والفنّ وكرة القدم , الى باقي تفاصيل الحياة التي يعشقها المصريّون .
وحتى الإقتصاد إنقلب بفعل أداء الإخوان الى محض شحاته من دول الخليج والعالم , وتراجع الإقتصاد المصري في التصنيفات الدولية .
لولا كلّ ذلك وغيره لما إقتنع المواطن العادي البسيط بضرورة عزل الدين عن السياسة !
نعم الدين , توّقفت تجليّاتهِ وأوامره ونواهيه قبل 14 قرن .
لكنّ العلم مُستمر بالتقدّم , وهو يكتشف يومياً ما يُسعد الإنسان في هذهِ الحياة !
لا عزاء للإخوان , فقد حكمتم , فإستأثرتم وأسأتم أيّما إساءة .
وآن الأوان لشباب الإخوان أن يتخلّصوا من قيود المشايخ ليندمجوا بباقي فئات شعبهم المصري الجميل الطيّب المُحّب للحياة .
وأنا على يقين راسخ , أن لعموم الشعب المصري من التأريخ والحضارة والحكمة والطيبة , ما يكفي لينال حتى أكثر النفوس حظةً ووضاعة .
وكلّ ثورة على الظُلم , والشعب المصري الجميل بخير !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
6 يوليو 2013