الاسلاموفوبيا: مرض نفسي عالمي أم إسلاموي

Abdulrazakeidالاسلاموفوبيا: مرض نفسي عالمي (خارجي ..مسيحي – يهودي) …. أم إسلاموي بالدرجة الأولى !!!

لنقرأ هذا النص لنتعرف على من هو المهووس بـ(الاسلاموفوبيا ) …نحن المسلمون أم الأوربيون !!!؟؟؟

. وما دمت لست في “الصف” الفكري الإسلامي ، ” فدع مقترحك” الذي هو حق لك لنفسك ولمن هو في صفك الفكري . وإلا يكن ذلك ، فإن هذا سيعد “عدوانا” على حق الآخر في الأختيار وما يترتب على ذلك ..

هذا الكلام هو كلام أستاذ جامعي زميل وصديق منذ أربعة عقود ، محسوب على “الصف” الفكري الإسلامي الحداثي التنويري (دكتوراه من باريس في الأداب والألسنية!!) ويكتب شعرا حداثيا مضمخا بعطر الصوفية الإسلامية، يطالبني بأن أدع مقترحاتي لنفسي رغم أني أشاركه ليس في مواطنتي وديني، أي ليس في سوريتي وحسب بل بحلبيتي وادلبيتي، وذلك لأن حديثي يعتبره (عدوانا ) على حقهم (حقه ) في “الاختيار” …

لا أعرف ماذا ترك الصديق العزيز لداعش ؟؟؟ ، عندما نقول لهم :إنهم أرومة واحدة في منظومة الخطاب (ابستميا –معرفيا) ، وصدر أمومي مرضع واحد فريا وفي المآل سياسيا …

– أي أن الخطاب السلفي الجهادي والمعتدل يعتبر الاسلام (صفا وليس أمة … حزبا وليس هوية ثقافية وحضارية ) ، هكذا بدأت فكرة التكفير من السيد قطب إلى خليفة المسلمين البغدادي ، وهكذا راح (الإسلاميون ) يخاطبون ناسهم وشعبهم بأن الإسلام (صف –اختصاص فقهي –لا يحق لك أن تتدخل في دينك كالطب والهندسة …

– المسلمون صف منتخب ( من ثلاث وسبيعين فرقة ، كلهم في النار ما عدا الأخوان أو داعش اليوم ، بالإضافة إلى صديقنا الحداثي، وماغيرهم فهم خارج الاسلام، بل أنهم يشكلون عدوانا على خيارهم لصفهم ..ولن نذكر اسم الصديق المحاور لمحبتنا له !!!.
– ليس لأحد (الخيار) غير خيارهم، واي حق من هذا النوع هو “عدوان ” يكفر عبر الاستتابة اعتدالا حسب القرضاوي ، ويطلق من زوجته حسب الأخوانيين ، ويذبح شرعا و(يضحى به يوم العيد حسب خالد القسري، زعيم الخوارج والدواعش وصولا إلى أيام أمير المؤمنين البغدادي ….

– عندما بدأنا سلسلة (نقد العقل الفقهي “سدنة هياكل الوهم” ) أردنا أن نوضح لمواطنينا السوريين والعرب والكرد وكل مكونات الشعب السوري (علمانيين أم إسلاميين ) ، بأن الإسلام هوية دينية ثقافية حضارية ، ومن حق أي مواطن سوري وعربي أن يختار بعد الهوية التي يختارها، وفق موقعه الديني والمذهبي والوطني الراهن، فليس من حق المسلم دينيا أن يمنع حق الهوية الحضارية والثقافية الإسلامية عن الديانات الأخرى ( المسيحية أو المذهبية من الملل والنحل الأخرى )، ولا المذاهب الأخرى ( الدزية أوالعلوية أو الاسماعيلية (ما عدا الأسدية كخوراج وطنيا وليس دينيا فقط ) …

– لقد شبهنا حينها الانتماء إلى الإسلام كهوية حضارية ثقافية تاريخية بوصفه بنية ( أبوية تراثية ) للجميع، حيث لا يمكن حقوقيا امتلاك وراثة (الأب)، لمن يدعي أنه أكثر تمثيلا وقربا من فكر الأب من الأخ الآخر ….. فكما أن القوانين الوضعية حتى المؤسسة على الالهيات، لا تورث المتدين وتمنع العلماني، بل وحتى الملحد حق وراثة أبيه …

– هكذا لم يتمكن فقهاء السوء حسب تسمية الامام الغزالي، أن يمنعوا المفكرين والأديبين الأعظم في اللغة العربية ( التوحيدي والمعري) المتهمان بالهرطقة حق فخر الحضارة الإسلامية بهما… حيث الأبوة التراثية المدنية الحضارية الاسلامية منعت الفكر الوثني (التحجري) الخوارجي والداعشي عبر التاريخ، أن تجبر أبا العلاء المعري أن لا يكتب (رسالة الغفران) لأنها نص تخييلي أدبي خارج (الصف الفقهي)، أو تمنع أبي حيان التوحيدي ،أن يكتب (الإشارات الإلهية ) ، أروع ما كتبه التصوف الإنساني من تجليات كوثرية لدنية …

– التوحيدي هذا رغم علو كعب مقامه العلمي والمعرفي على سقف زمان عصره، لكن تعاليه العقلي على سطحية وحشوية عصره وزمنه السياسي الذي بدأ يغزوه الانحطاط، لم تمنعه عن خوض المعركة السياسية لوحدة امته في زمانه أمام النزوع (الأقلوي) الشعوبي الانفصالي والتقسيمي الاثني والطائفي كأستاذه العظيم الجاحظ ، فعرى الشعوبية قومويا وصفويا (فارسيا وإيرانيا ) حتى أنه بشجاعته العقلية الاقتحامية، تجرا على الإمام علي بن أبي طالب ما لم يتجرأ عليه احد في عصره، وما لم نتجرأ عليه حتى اليوم التي تغزونا فيها إيران بعقر دارنا …

– وذلك في رسالته الفاضحة لادعاء علي ومريديه من الشيعة المغالين بالخلافة، في كتابه “رسالة السقيفة ” ،إذ يسخف ادعاءا ت الشيعة وحقهم في خلافة النبي، مخاطبا الإمام علي، بان خلافة ابي بكر كانت شرعيتها شرعية البيعة تحت السقيفة، فهي شرعية قربى (قرابة الروح والنفس من أبي بكر )، وليست شرعية قربى (قرابة الدم )، وعلى هذا يخاطب عليا قائلا : “إنها لم تكن من الأمور التي يجاحش عليها ” بل ما توافق عليه المسلمون تحت السقيفة.!!!


About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.