ان بارنارد لصحيفة نيويورك تايمز(ترجمة كلنا شركاء)
٢٠ تموز ٢٠١٣
دمشق: مشهد دمشق القديمة اليوم مختلف تماما عما كان قبل عامين فالمحلات العتيقة مقفلة. كم كانت هذه الحارات مفعمة بالحياة ليل نهار، اما الآن فهي خاوية من ملامح الحياة فنحن الآن في زمن الحرب. توقفك نقطة تفتيش عند منطقة شيعية في دمشق القديمة حراسها من الاطفال، يمسك كل واحد منهم ببندقية، يبدو ان بعضهم لم يتجاوز ١٨ عاما بعد فالبندقية اطول من قامته القصيرة. نعم هؤلاء الاطفال هم الدفعة الاخيرة التي تلقت التدريب في إيران. والسيد رفيق لطوف يقوم بمهة تسليحهم وتنظيمهم نيابة عن الحكومة السورية.
قال الشاب حسين بيضون، انه تطوع للدفاع عن المزارات الشيعة في جنوب دمشق، وانه نقل جوا مع ٥٠٠ شاب شيعي إلى إيران، حيث دربهم الحرس الثوري على استخدام البنادق والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون. واشار حسين بفخر الى معلمه، السيد لطوف قائلا سيجلب لنا المعلم رفيق لطوف أسلحة ثقيلة في حال حاول الارهابييون اختراق جدران هذه المدينة القديمة.
وقد عاد السيد لطوف أحد أبناء دمشق القديمة، من أمريكا ليدافع عن المدينة القديمة حسب قوله. فالسيد لطوف والعديد من مؤيدي الحكومة يعتقدون أنهم يجب ان يشكلوا ميليشيات لمنع هجمات المتمردين. لكن بعض السكان يخشون من ان يكون تشكيل هذه الميليشيات سببا في جر المدينة القديمة لساحة الحرب. قال احد اصحاب المحلات التجارية في المنطقة :
“ما ان تعطي أحدهم مسدسا ، فانك لن ان تسترجعه ابدا” .
خلال العام الماضي،اضفت الحكومة طابع رسميا على ميليشياتها المسلحة تحت ما اسمته قوات الدفاع الوطني. وقال السيد لطوف: اننا نعمل عن قرب مع عدة مسؤولين حكوميين ولنا علاقة مباشرة من مكتب الرئاسة.
لطوف شيعي سوري يحمل الجنسية الأمريكية، ترك أعماله التجارية في ولاية نيو جيرسي وذلك ليحمي منطقته الشيعية في المدينة القديمة. اخذنا السيد لطوف في جولة في المدينة القديمة وقد احاط به خمسة حراس شخصيين شاهدنا المدينة الجميلة ومشينا في “شارع يسمى مستقيم” والتقينا بالسيد توفيق الإسراء، حيث قال “نحن شعب مسالم…نحن نرفض حمل السلاح، ولكن ليس لدينا خيارات اخرى لذلك فنحن الآن مسلحون” وقال رجل آخر يحارب مع الميليشيات المسلحة:
”إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.”