الاحتياط… كابوس يلاحق السوريين حتى في المنفى

syriansoldserkilledتمدن | نورا منصور
ولدت خارج سوريا ولم ازرها في حياتي، والدتي أسترالية ووالدي سوري، ولدت في استراليا وعشت حياتي فيها، اتحدث اللغة العربية بصعوبة، تفاجأت منذ عدة أيام أثناء اتصال والدي بأهله في سوريا، حيث أخبره أخوه بأن الشرطة حضرت إلى القرية وأبغت المختار بأني مطلوب للخدمة الإلزامية، هذا ما قاله بيير لصحيفة تمدن في محادثة عبر السكايب.
طلب الاحتياط يلاحقني
ميار “شاب سوري 35 عاما مقيم في ألمانيا” تحدث إلى تمدن قائلاً: “أنا مقيم في ألمانيا منذ 15 عاما تقريباً، خرجت من سوريا بعد إتمام خدمة العلم وعدم تمكني من إيجاد عمل، واليوم جاء شرطي إلى منزل أهلي ليبلغهم بأني مطلوب للاحتياط”، يضيف ميار ضاحكا: “سألت والدي إن كانوا سيأتون إلى ألمانيا لسحبي أم انهم سيكتفون بالتبليغ”.
أما محمد “شاب سوري 30 عاما مقيم في السعودية” يروي لتمدن قصة مع الاحتياط قائلاً: “بعد إتمام خدمة العلم لم أجد عمل في سوريا، عملت قبل الخدمة الإلزامية في مطعم، شيف مأكولات غربية، وعند عودتي كان المطعم قد وظف شابا آخر مكاني، بعد مراسلات حصلت على عقد عمل في السعودية، عدت منذ عدة أيام لعقد قراني على قريبتي، وأثناء تواجدي في سوريا تفاجأت بقدوم شرطي إلى مختار القرية وسؤاله عني، وتبين لي لاحقا أني مطلوب للاحتياط”، يتابع محمد قائلا: “لم يكن أمامي خيار سوى مغادرة البلاد على الفور قبل أن يتم تعميم اسمي على الحدود، أحاول اليوم طلب لم الشمل مع زوجتي”.
حسن “شاب سوري 30 عاما مقيم في مصر” تحدث لتمدن عبر سكايب عن معاناته: “منذ عدة أيام تم طلبي للاحتياط، في السابق دفعت أسرتي الكثير كي أتمكن من إتمام خدمة العلم في المنزل، ثم دفعت مبلغا طائلا كي لا يتم الاحتفاظ بي، والآن بعد أن تزوجت وانجبت زوجتي صبي وبلغ اليوم عمر الستة أشهر تم طلبي للاحتياط، خرجت فورا من البلاد قبل تعميم اسمي، أقيم اليوم في مصر، ويحاول والدي إيجاد حل لهذه الأزمة، تركت زوجتي وطفلي الرضيع خلفي ولم أتمكن من أخذهم معي إلى مصر، إن لم يتمكن والدي من حل مشكلتي سأخرج غالبا نحو أوروبا ثم سأقوم بلم شمل أسرتي الصغيرة”، يضيف حسن: “لم أكن أتمنى أن أخرج من سوريا، يمتلك والدي عدة محال تجارية أعمل كمدير لأحدها، أما في مصر فأنا عاطل عن العمل”.
أخذوه من منزله
رامي “شاب سوري 25 عام مقيم في سوريا” يقول لتمدن: “طلبوني للاحتياط أنا وأخي، باعتبار أن خدمتنا كانت في الحرس الجمهوري، ولتفادي الأمر قرر أخونا الأصغر التطوع في جيش الدفاع الوطني، ظنا منا بأن شخص من العائلة يكفي، وما هي إلا أسابيع حتى اختفى أخونا الأصغر، حتى اليوم لا نعلم عنه شيء، اختفى منذ قرابة العام، سألنا لكن دون جدوى، كان رد النظام الأخير أن نعتبره متوف حتى يثبت العكس”، يتابع رامي: “منذ عدة أيام جاءت الشرطة العسكرية واقتادت أحد أخوتي من مكان عمله، أخبرنا زملائه في العمل لاحقا، غالبا قام أحد زملائه بالعمل بالإبلاغ عنه، افكر اليوم بمغادرة البلاد حيث لم يبقى لأهلي سواي”.
أما سحر “شابة سورية 30 عاما مقيمة في سوريا” تروي لتمدن: “داهمت الشرطة العسكرية المنزل الذي أسكن فيه مع زوجي وطفلنا الرضيع منذ عدة أيام، ثم اقتادوا زوجي من المنزل، لم يفيد الصراخ ولا الترجي ولا حتى بكاء طفلي، ذهبت للإقامة في منزل أهلي لأني زوجي لن يعود في المدى القريب، لقد أخذوه للاحتياط، أدعو الله أن يعود سالما، أسأل الله أن يعينني على تربية رضيعي، كان زوجي هو المعيل لنا، وبعد أخذه أعيش وابني على المعونات التي يقدمها والد زوجي، علما أن والد زوجي متقاعد وراتبه الشهري لا يتجاوز العشرة آلاف ليرة سورية، كما أنه مسؤول عن إعالة نفسه وزوجته وابنه الصغير”. وتضيف سحر: “أشعر بالخوف فقد قتل واختفى كثر من أقاربنا وجيراننا خلال الفترة الماضية، كما أخشى أن يتم سحب أخو زوجي الأوسط للخدمة الإلزامية، حيث أن لديه زوجة وطفلين”.
وللأموات أيضا نصيب
يقول أبو محمود “رجل سوري 60 عاما مقيم في سوريا: “تطوع ابني العام الفائت في جيش الدفاع الوطني، لكنه قتل في إدلب، منذ عدة أيام جاءت الشرطة العسكرية وسألت عنه، أخبروني بأنه مطلوب للخدمة الإلزامية”، يضيف أبو محمود باكيا: “لم أستطع تمالك نفسي، لدى سؤالهم عنه بدأت بالبكاء، وأخبرتهم بأنه قتل وإن كانوا يريدونه فلا يمكن ذلك حيث أني لم استلم جثته بعد، لقد أخبروني منذ عدة أشهر بأنه قتل في إدلب لكن حتى اليوم لم استلم جثته”. غادر معظم الشباب السوري سوريا بعد الأزمة بسبب قلة العمل والملاحقة الأمنية بداية ثم للهرب من الخدمة الإلزامية وحاليا يغادرون للهرب من طلب الاحتياط، وكأن النظام يسعى لإفراغ سوريا من شبابها، ونال ما أراد فقسم كبير من الشباب السوري قد هاجر إلى أوروبا والدول الغربية، بينما البقية يبحثون عن مخرج لهم من مشكلة التجنيد الالزامي خشية الخوض في حرب غير مؤمنين بها.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.