الاجتهاد والمجتهدون

mohamedbarziالدكتور محمد برازي

( 700 ) آية وحديث لا يصح العمل بظاهرها ؟
———————————–
تحت هذا العنوان يتابع الدكتور محمد حبش كتابة مقالاته ، ليثبت بدليله القاطع ، وتمهيداً لنتيجة يمهّد لها ، بأن القرآن الكريم هو كتاب مقدس ولكن لا يصح العمل بظاهره ، وذلك قوله ( …. يراها البعض استدباراً لكتاب الله ، وأراها فهماً مستقيماً لكتاب الله ) يعني وبكلام آخر هو يرى بأن ( استدبار كتاب الله هو الفهم الصحيح لكتاب الله )
الحبش …. والذي هو المتخصص والدارس والحافظ لكتاب الله عز وجل ، أدّى به اجتهاده الى هذه النتيجة ؟
وعلى مايبدو أن السباق في هذا المضمار مباح ومسموح ، بل ومرحب به لكل من هبّ ودبّ ، ولكل من يحاول أن يُخضع كلام الله الى قدراته العقلية ، ليقوم بعملية فرز للآيات التي انتهت صلاحيتها مع انتهاء عصر الذين عايشوها ؟ لأنها كانت خاصة بهم ؟
ثم ظهر الشيخ وليد فليون والذي تخرج من نفس مدرسة الحبش ليزايد عليه ويوصل النصوص الى ( 1000 ) نص مقدس ولكن لا يصح العمل بظاهرها ؟؟ ثم يوردالشيخ فليون قوله تعالى ( يد الله فوق أيديهم ) ثم يتساءل بأسلوب يشير به الى عمق فهمه للنص المقدس ويقول ( يده اليمين أم يده الشمال ) ولا أقول هنا بأن هذا الشيخ نسي أو تناسى ، بل هو لم يقرأ ولم يسمع ، وإن سمع فهو لا يعي ولا يستوعب معنى قوله سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شيء ) وسؤاله وتساؤله دليل على ذلك
ثم علمت من بعض الأصدقاء بأن هناك مصلح آخر ، يحاول أن يصل بهذه النصوص الى أكثر مما وصل اليه السابقون ، بل ويريد أن يزايد عليهم ، وايصالها الى ( 3000 ) نص ، ويعني ذلك نصف القرآن الكريم تقريباً ؟ لا لشيء ، فقط لكي يدخل كتاب غينيس وخاصة في طبعته الجيدة ؟
وأخشى أن يظهر عبقري آخر على الساحة ( وبوادر ذلك في الأفق ) ليعلن عن اجتهاده واكتشافه بأن : القرآن الكريم هو عبارة عن نصوص مقدسة ، ولكن لا يصح العمل بها ، باستثناء تلاوته على الأموات ؟ لأن ذلك سيؤدي الى قطع أرزاق الجمعية الحرفية لقرّاء القرآن الكريم ، والمثل يقول ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق )
وهذا ما أصابني بدهشة أذهلتني ؟ فلماذا لا أجرب نفسي وأنا الذي يعرف القراءة والكتابة ، ولا أخطئ حتى بالإملاء ، وأعرف كيفية توصيل الأحرف الأبجدية ، وأتقن تشكيلها ؟ وبما أن هذا العمل يحتاج الى عبقرية وإبداع ، فقد قرأت واطلعت وتتبّعت سيرة انشتاين وارخميدس ، والذي أوقفني عن العمل هو خوفي ان أفعل ما فعله ارخميدس ، عندما علمت بأن اصرار أرخميدس على متابعة أبحاثه أدّت به الى الخروج من الحمام وهو يصرخ .. وجدتها .. وجدتها …
ثم توضأت وتوجهت الى الله عز وجل بقلب سليم ، وبدأت بقراءة كلامه الجليل العظيم …..
ورغم انني طبقت كل ما قرأته عن سير العباقرة وسلوكهم ، بهدف أن أصل الى جزء بسيط مما أبدعوه ، وأخلد بذلك اسمي في قوائم العظماء والمبدعين ، وكنت أقرأ كلام الله بخشوع .. وخوف.. ورجاء ، الى أن وقفت حائراً .. بائراً .. دائراً .. ثائراً.. منفتحاً .. منكمشاً. منقبضاً.. متلعثماً … الى أن انتابني دوار هادئ ؟ وارتجف قلبي عند قراءة قوله سبحانه وتعالى :
( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد – ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد – وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد – لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
وأنا هنا أسأل كل شيخ وداعية ومجتهد ومصلح ، وأسأل أهل المحكم والمتشابه والنسخ والتأويل ، عن هذه الآيات :
– هل هي نصوص مقدسة ولكن لايصح العمل بظاهرها. ؟
– هل هي نصوص منسوخة ؟
– هل هي من الآ يات المتشابهات ؟
– هل هي نصوص لا تصلح لعالم متحول يحتاج كل يوم لفقه جديد ؟
– هل هي نصوص لا تناسب أمة من حقها أن تتخير مايناسب واقعها ومستقبلها ؟

About محمد برازي

الدكتور محمد برازي باحث في العلوم الاسلامية والقانونية من دمشق ، مجاز من كلية الشريعة بجامعة دمشق ، دكتوراة في عقد الصيانة وتكييفه الفقهي والقانوني ، مقيم في ستوكهولم .
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.