الابادة الآشورية و بطولات أهالي (عيوردو) المحفورة في ذاكرة السريان

الابادة الآشورية و بطولات أهالي (عيوردو) المحفورة في ذاكرة السريان… “عين ورد”، التي أذهلت الغزاة – عيوردو- قرية سريانية آشورية على بعد 10 كم شرق مديات على سفح سلسلة جبال طورعابدين.. جاء في كتاب ( ماردين الإبادة 1915 ) ل(إيف ترنون) ((( عندما اعلن عن ذبح المسيحيين ، سارع رئيس اليعاقبة(السريان)، مسعود الى جمع رجال القرية وحثهم على مقاومة الأتراك والأكراد . وقد وصل الي القرية رجال مسيحيون من مديات وزاز وباتيه ومن هيسيانس ومن مناطق أخرى لمؤازرة المقاومة. اعلم هؤلاء مسعود بالجرائم التي ارتكبت في قراهم . بلغ عدد الرجال المسيحين في عين ورد ستة آلاف للدفاع عنها. جمع قائمقام مديات زعماء القرى والقبائل الكردية يقودهم عزيز آغا بلغ مجموع الأكراد المهاجمين على عين ورد 13000 بعد أن سلحهم القائمقام ودفع لهم الأجور- كمرتزقة – بدأوا هجومهم على عين ورد واحتلوا تلة تنوف القريبة من القرية.. ومنها بدأوا يقصفون دون توقف حتى نفذت ذخيرتهم.. مدتهم السلطات العثمانية في دياربكر وماردين(رشيد وبدرالدين) بالسلاح مع إضافة مدفعية بقيادة شوكاز بك بن محمد سعيد آغا. وتابعوا القتال وقتل 200من المهاجمين و300 من المسيحيين المدافعين عن قريتهم.. إبان المعارك عائلة سريانية في طريقها للجوء الى عين ورد اعترضها الأكراد وقتلوا الجميع باستثناء صبي صغير (ناصر) الذي بقي سنتين عند الشيخ صدحي قبل أن يفديه المطران تبوني ويرسله الى عمه في حلب. عمل مسعود على إذابة كل ما كان مصنوعاً من سبك ورصاص وصنع منه ذخيرة .. استدعى قائمقام مديات شيخ دارا ليفاوض المحاصرين . فأحضر الشيخ ثلاثة قرويين وأقسم لهم أن تكون زوجته طالقة إن هو خدعهم

ووعد المبعوثين أنه سيدعهم على قيد الحياة إن هم سلموا اسلحتهم. مسعود ورجاله رفضوا واستمروا في القتال.. فغضب الأكراد من هذه المقاومة وكثفوا ضغوطهم .. وتواصل الحصار مدة 30 يوماً آخر..فأبلغ المهاجمون بدر الدين الذي ارسل الى عين ورد اثنين من البعاقبة(السريان) الراهب يعقوب والأب يوحنا ليقنعا المحاصرين بالاستسلام ،باء هذا المسعى بالفشل. غير أن في القرية نفذ الطعام وذبحت الماشية والمحاصرون يتضورون جوعاً. والذخيرة بدأت تنفذ ،وتفسخت الجثث. أخبر الأكراد المسيحيين بأن سكان عرناس اعتنقوا الاسلام فكسبوا الهدنة ..وعرضوا على مسيحيي عين ورد أن يختاروا مفاوضاً عنهم لانهاء المعارك .. فطلب المسيحيون أن يكون هذا المفاوض الشيخ فتح الله بن الشيخ ابراهيم . فالتقى الشيخ ثلاثة من وجهاء عين ورد الذي فوضوا بتقرير مصيرهم. اتصل فتح الله بالمسؤولين في الحكومة الذين وعدوه بابعاد الأكراد عن القرية . فجمع المسيحيون أسلحتهم وسلموها الى الشيخ ورفع الحصار الذي دام 52 يوماً. رغم رفع الحصار بقي المسيحيون في عين ورد متمترسين في القرية . فهم يعلمون بأن الأكراد في القرى المجاورة يترصدونهم ليقتلوهم . بالفعل قتل الأكراد كاهن عين ورد الأب بطرس حمال وهو في طريق عودته من مديات، كما قتلوا عدد كبير من المسيحيين القرويين رغم الوعود بعدم التعرض لهم .. الأمر الذي يثبت ما استخلصه الأب ارمليه” أن الخائن بحيلته يفعل أكثر من البطل الباسل بقوته” ..))).
سليمان يوسف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.