ترجمة أورثوذكسي Orthodoxy – كلنا شركاء .
الإيكونوميست Economist .
منذ بداية الانتفاضة السورية , ليس فقط الادارة الاميركية التي تخشى الحرب , بل العديد من الناس نظروا الى سوريا بعيون العراق 2003 , رغم اختلاف المشهدين, ففي العراق كان غزو اجنبي للإطاحة بنظام صدام حسين مما أدى الى اطلاق العنان لاشتباكات طائفية ما زالت الى يومنا هذا ,بينما في سوريا فهي احتجاجات سلمية ضد نظام بشار الأسد تحولت الى حرب أهلية و الطرفين يأتون بالمقاتلين الأجانب للحرب بجانبهم .
في شرق سوريا , أثار صعود جبهة النصرة مخاوف الحكومات الغربية و دول عربية أخرى في الشرق الأوسط , أما السكان المحليين فقد أطلقوا اسم ” مقاتلي الصحوة ” على كتيبة الفاروق المعتدلة التي باتت تقاتل جبهة النصرة , في إعادة للذاكرة ما حصل سنة 2006-2007 في العراق حين أطلق اسم ” مقاتلي الصحوة ” على الكتائب التي تعاونت مع الأمريكيين على محاربة تنظيم القاعدة في العراق و اخراجه منها .
في ” تل أبيض” شمال الرقة ,يقول أحد السكان المحليين لنا :
” إنهم صحوتنا , في اشارة الى كتائب الفاروق المقاتلة لجبهة النصرة “
و في الطرف الآخر , باتت صفحات الانترنت و المواقع و المدونات الجهادية تحذّر بشدة من تهديد ” مقاتلي الصحوة ” و تعاملهم مع الأمريكيين و الأردنيين و السعوديين.
كتائب الفاروق , التي تأسست في حمص , و انتشرت شرقاً , كانت يوماً ما أقوى الكتائب في الرقة بسبب الدعم القطري و التركي, و لكن بعد مجيء جبهة النصرة و بفضل الأموال التي تملكها و الدعم الذي تأمن لها , تمكنت من إزاحة الكتائب و تصفية العديد من قادة كتائب أخرى و استولت على حقول النفط و القطن و مخازن السلاح.
و لكنها ليست صحوة عسكرية ضد النصرة فقط, إنها صحوة مدنية سورية أيضاً , يقول أحد الشيوخ في الرقة و هو على تواصل دائم مع الإيكونوميست :
” الناس سئمت من النصرة و فقدت الأمل منها في ايقاف اللصوص سارقي السيارات و المنازل , فهي باتت لص أكبر منهم بسرقة النفط “
و تقول أحد النساء في عائلته أيضاً ” نحن خائفون منهم ” .
و تخرج العديد من المظاهرات لتهتف ” الرقة حرة حرة , النصرة طلعي برا “
كما أصبح النساء اللواتي يذهبن الى المظاهرات دون حجاب لا يلتفتن الى طلب النصرة منهم أن يرتدوه .
جبهة النصرة, تتصرف بذكاء أكثر من القاعدة في العراق, فقد استجابوا لطلب الناس المحتجين على هجماتهم الانتحارية , نتيجة مقتل العديد من المدنيين خلالها , و استجابت النصرة السنة الماضية , كما أنها لاقت دعماً شعبياً نتيجة توفيرها للغذاء و الخدمات للناس في حلب , لكن إعلن ارتباطها بتنظيم القاعدة نيسان الماضي, دمّر علاقتها بالعديد من السوريين .
يقول احد قادتها في شرق سوريا ” كم كان أمراً رائعاً لو أن السوريون جميعهم معنا ” و يضيف , ” لكن ذلك غير مهم , فابراهيم و سارة كانوا أقلية ضد الكفار , و لم يكن أمراً مهماً لأنهم مثلنا, كانوا يفعلون الشيء الصحيح .
المقال الأصلي :
http://www.economist.com/blogs/pomegranate/2013/05/iraq-and-syria?fsrc=scn/tw/te/bl/asyrianawakening