كامل النجار
هناك أسباب عديدة تجعل الكاتب يغيّر من موقفه المعلوم للقراء. من هذه الأسباب: 1- خوف الكاتب من انتقام بعض الجهات منه بسبب كتاباته 2- حوافز مالية تجعل الكاتب يدافع عن جهة معينة تتعارض مع مواقفه السابقة 3- تغيير الكاتب معتقداته القديمة نتيجة اقتناعه بفكر مغاير لما كان يعتنقه ولكن بعض الكتاب يعجزون عن تحديد مواقف بينة يقتنعون بها، وكنتيجة حتمية لهذا التذبذب نجد الكاتب يخوض في مجالات متناقضة يحاول الدفاع عنها كلها. ومثل هذا الكاتب ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول (رِجل بالمركب، ورِجل بالطوف). وهذا ينم عن عدم مقدرة الكاتب على تحديد موقفه واتخاذ القرار بالانحياز إلى الموقع الأكثر ملاءمة له. أحد هؤلاء الكتاب متذبذبي الموقف الكاتبة مكارم إبراهيم، التي باغتتنا بمقال في موقع الحوار المتمدن، تحت عنوان: الإسلام فقط وماذا عن بقية الأديان؟ وقد أظهرت تعليقات القراء الكرام كمية إحباطهم بذلك المقال المليء بالمغالطات والتناقضات مع مواقفها السابقة. وما حز في نفسي أنها جعلت الهدف الرئيسي لسهام نقدها كاتبتين من جنسها، وهما السيدة إلهام مانع والسيدة فينوس صفوري. ولن أحاول الدفاع هنا عن الكاتبتين المحترمتين، وربما لا أحاول حتى الإجابة على سؤالها: الإسلام فقط وماذا عن بقية الأديان؟ وسوف أتركها تجيب على السؤال بنفسها بعد أن أعرض مقتطفات من مقالاتها السابقة. ولكن قبل أن أفعل ذلك أود أن أوضح للسيدة الكاتبة الفرق بين التقييم والنقد. التقييم critique يعني أن تزن المقال وتستخرج ما هو جميل به، ثم تأتي بما هو دون المستوى، وتبين كيف يمكن تقويم تلك النقاط الضعيفة بالمقال أو الكتاب. أما النقد فهو أن تختار بعض النقاط السيئة بالمقال أو الكتاب، وتبين لماذا هي سيئة في نظرك. وعلى الكاتب أو المؤلف أن يرد على تلك النقاط ويغيرها إذا اقتنع بما جاء في النقد، أو يصر عليها ويثبت لنا لماذا هو مصر عليها. وهذا هو هدفنا من من نقد الإسلام الذي نرجو من مشايخه أن يغيروا ما لا نرضاه أو يردوا علينا بحجج دامغة تبين لنا لماذا هم مصرون على النقاط التي نعترض عليها والآن دعونا نرى رد الكاتبة على سؤالها من مقالاتها السابقة. تقول الكاتبة في مقالها الأخير (هناك عدد كبير من الكتٌاب يعرفهم الجميع ولكن دعونا نتناول عدد من الكتٌاب الجدد فكثيرمنهم لايمتلك حتى ادنى المعلومات التاريخية عن مايكتبوه حيث احدى الكاتبات الهام مانع تطالب المراة المسلمة بنزع الحجاب في مقالة بعنوان “اخلعي الحجاب” . وهنا اود التوقف عند نقطتين في مقالة هذه الكاتبة. النقطة الاولى انها تفرض رايها ورغبتها الشخصية على انسان اخر بارتداء شئ تفضله هي شخصياٌ.وهنا تكون الكاتبة قد تجاوزت الحرية الشخصية للمراة المسلمة) انتهى. فهل لبس الحجاب حرية شخصية للمرأة المسلمة؟ تقول الكاتبة مكارم إبراهيم في مقال لها بالحوار المتمدن، عندما فرضت فرنسا منع النقاب في الأمكاكن العامة: (فماهو اذا الفرق بين دول اسلامية غير ديمقراطية وغيرعلمانية مثل ايران والسعودية التي تفرض فيها الدولة زي محدد للنساء حيث يفرض عليهن لبس الحجاب او النقاب في الاماكن العامة وبين فرنسا الدولة الغربية التي تدعي الديمقراطية والعلمانية واحترام حرية المواطنين في ممارسة حرياتهم ومع هذا اصدرت قرارات سياسية في فرض نزع الحجاب والنقاب على المسلمات) انتهى. فالكاتبة هنا تعترف أن لبس المرأة المسلمة الحجاب والخمار في البلاد الإسلامية ليس حرية شخصية للمرأة المسلمة وإنما يُفرض عليها بالقوة وتُعاقب بقسوة إن لم تلبسه، كما يحدث في إيران كل سنة ومع بداية فصل الصيف الحار ومحاولة النساء التخفيف من الشادور الذي يشوي أجسامهن في ذلك الطقس الغائظ. وترد الشرطة عليهن بالضرب والاعتقال والتعذيب. وكما يحدث في دولة السودان الإسلامية التي تجلد شرطتها الصحفيات وبنات المدارس لارتدائهن البنطال بدل الحجاب (ويمكن للكاتبة أن تشاهد المنظر المؤذي لفتاة سودانية يتم جلدها بطريقة مقززة على موقع اليوتيوب) لا لشيء إلا لأنها لم تلبس الحجاب. فالمرأة المسلمة التي يفرض عليها الحجاب منذ طفولنها ويصبح شيئاً مكملاً لشخصيتها، هل يصبح لبسها له في أوربا حرية شخصية أم خوفاً من عقاب زوجها أو أخيها أو أبيها؟ فدعوة السيدة إلهام مانع للمرأة العربية أن تخلع الحجاب، ليس تدخلاً في حريتها الشخصية، كما تزعم مكارم إبراهيم، وإنما لعلم إلهام أن الحجاب مفروض على المرأة العربية بسبب تعاليم الإسلام. وهي لا تفرض عليها خلع الحجاب وإنما تدعوها إلى ذلك، وهناك بونٌ شاسع بين الإجبار والدعوة. وتستمر السيدة مكارم في كيل تهمة الجهل بالكاتبات الأخريات، فتقول (اما النقطة الثانية التي اود التوقف عندها في مقالة الكاتبة هي انها اعتبرت أن الحجاب ظهر بعد الثورة الايرانية. ومن الغريب ان تتناول الكاتبة موضوع الحجاب وليست لديها ابسط المعلومات عن تاريخ ظهور الحجاب الذي كان معروفا قبل الاسلام بزمن بعيد, بل اليهوديات كُن يرتدين غطاء الرأس ومنهن من تحلق راسها وتلبس الباروك في يومنا هذا) انتهى. ما أسهل أن نرمي غيرنا بتهمة الجهل، كعادة الإسلاميين كلما حاوروا شخصاً يختلف عنهم في المعتقد. فواضح أن السيدة إلهام مانع كانت تتحدث عن انتشار الحجاب في البلاد العربية التي لم تكن نساؤها يعرفن الحجاب قبل ثورة الخميني عام 1979. فالذي يتفرج على الأفلام المصرية القديمة أو برمج التلفزيون في تلك البلاد قبل ثورة الخميني فلن يرى امرأة واحدة محجبة في مصر والسودان وإيران وغيرها. وصحيح أن نساء اليهود كن يلبسن الحجاب في الماضي السحيق ولكن ذلك قد اختفى مع تقدم الدول التي كانوا يعيشون فيها، وهذا يثبت أن العالم كله يسير في اتجاه والدول المسلمة تسير في الاتجاه المعاكس نحو هاوية التخلف والانحطاط الفكري في مقال بالحوار المتمدن بتاريخ 7/9/2010 نشرت السيدة مكارم ترجمة رسالة وصلتها من صديق دنماركي كان قد اعتنق الإسلام حديثاً. تقول الرسالة، حسب ترجمة مكارم إبراهيم (وفقا لنصوص القران المقدس فان النبي محمد باركه الله هو القدوة الصالحة لنا. وباعتباري انا مسلم اتمنى ان احذو حذو النبي محمد باركه الله ولذلك اود ان تجيبني على بعض الاسئلة الخاصة بالعبيد. أن القران بالطبع قد وافق وصدق على اعتبار اسرى الحرب هم عبيد واماء. واعلم ان نبينا ايضا كان له عبيد.وهذا شئ رائع جدا وقد اعجبتني الفكرة. وبما ان الدنمارك تخوض حاليا حربا في افغانستان هذا يعني انه بالامكان الحصول على عدد من اسرى الحرب يمكن ان اختار منهم البعض) انتهى هل بعد هذا تتعجب السيدة مكارم من نقدنا للإسلام؟ ففي القرن الحادي والعشرين، وفي دولة الدنمارك، يقنع الملتحون شاباً مسيحياً بالتحول إلى الإسلام، وكل ما أعجب هذا الشاب في الإسلام هو سلوك نبي الإسلام واقتنائه الجواري الحسان والعبيد من غزواته الميمونة. هل سمعنا بأي مسيحي أو يهودي أو بوذي يقول في القرن الحادي والعشرين إنه يريد أن يقتني إماء كما فعل نبيه؟ هذه هي تعاليم الإسلام التي تجلب الخزي والعار على المسلمين. ربما تقول السيدة مكارم إن هذا ليس رأيها عن الإسلام، وهي لم تفعل أكثر من ترجمة الرسالة ونشرها. ولكن الشخص الذي يعترض على مثل تلك الرسالة لا ينشرها للجميع ليراها، وإن نشرها لا بد أن يكتب اعتراضاً عليها. ولكن السيدة مكارم لم تفعل ذلك، بل قالت إنها تنتظر رد الشيخ الدنماركي الذي اعتنق الإسلام وأصبح يقود المسلمين في ذلك البلد. والغريب أن السيدة مكارم تقول في ردها على أحد القراء (نعم عزيزي فواز محمد ان غالبية الغربيين الذين يعتنقون الاسلام نعم لم يطلعوا على تاريخ الاسلام وخلفية الاسلام وتاريخ نبي الاسلام وحتى لم يطلعوا على تاريخ الاديان السابقة الا انهم يعتنقون الاسلام لاسباب مختلفة وهي اما بسبب الزواج من امراة مسلمة وهذا ماذكره لي الامام عبد الواحد بيدرسن نفسه الغالبية نقصد. وانا لاحظت الكثيرين الذين نشاؤا و يعيشون في مناطق الغيتو حيث يكبرون مع اصدقائهم وجيرانهم المسلمون او مثل صديقتي التي ارادت ان تعارض امها التي تكره المسلمين فتزوجت بمسلم واسلمت. هؤلاء نعم ليس لديهم اطلاع على تاريخ الاسلام ولاحتى يستيطعون قراءة القران. شكرا لمرورك الكريم ) انتهى. ولمثل هذه الأسباب ننتقد الإسلام الذي يبيعه الشيوخ للغربين بالغش والخداع والتعتيم على ذلك التاريخ نتن الرائحة. ألا تنتقد مكارم إبراهيم الإسلام هنا بطريقة غير مباشرة؟ وفي مقال آخر بعنوان (كم وصية جاء بها الإسلام؟) بتاريخ 25/4/2010، تقول مكارم إبراهيم (ولو القينا نظرة على الوصايا و المواعظ خاصة في المجتمعات الاسلامية لوجدنا ان هناك ما جاء من القران و هناك ما جاء من الحكام والقادة وذلك من اجل احكام قبضتهم على شعوبهم وبقائهم في السلطة حتى الموت وذلك عن طريق تشجيع ساعدهم الايمن رجال الدين على نشر فتاوى دينية غير موجودة في الكتب الدينية ويصدقها الناس البسطاء ويمارسونها بدون تفكير لانهم لم يتعلموا في المدارس والاسرة والمجتمع التفكير والمجادلة والحوار الموضوعي بعيدا عن الضغوط الخارجية) انتهى. ولأن المسلمين لم يتعلموا التفكير والمجادلة والحوار الموضوعي، ولأن غالبية المسلمين بسطاء، كما تقول مكارم، نحاول نحن أن نعلمهم الحوار والتفكير والجدال عن طريق نقد تلك التعاليم التي جعلت منهم أناساً كالخراف لا يفكرون بل يتبعون ما يأمر به الراعي. هل ينطبق هذا الوضع على اليهود أو المسيحيين؟ بالطبع لا. فلماذا إذاً تطالبنا السيدة إكرام بنقد المسيحية واليهودية بعد أن اضمحل تأثيرهما على أتباعهما بينما زاد تأثير التعاليم الإسلامية على المسلمين؟ وماهي الوصايا التي جاء بها الإسلام؟ تقول مكارم إبراهيم (لنلقي نظرة سريعة على الوصايا و المواعظ التي جاء بها القران كتاب الديانة الاسلامية واضافات الشيوخ ومزجها بالاعراف و العادات والتقاليد . هذه المواعظ سمعها المسلم منذ الصغر وتم تكرارها عليه مئات المرات في المدرسة والاسرة في التلفزيون والراديو فكيف كان تاثيرها عليه؟) انتهى هذه بعض الوصايا كما ذكرها المقال: لايجوز ترك دين الاسلام واعتناق الديانة النصرانية ولكن يجوز العكس. لاتفر من ساحة الجهاد لانه سوف تكون نهايتك سيئة بكل الاحوال اما جهنم او الاعدام. لاتحلل وتتعمق في فهم القران لان الشيطان يوسوس اليك بالكفر والعياذ بالله. لاتنصاع الى شهواتك لانها من عمل الشيطان اللئيم. لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه.لانك ستعطيه اهمية وبالتالي يشوف نفسه عليك وهذا لايجوز. لاتشرب الخمر فاصبر قليلا الى ان تموت لانه سوف تشربه في الجنة بكميات كبيرة متوفر بالانهار وببلاش. لاتاكل لحم الخنزير فهو حرام والبعض يعتقد انه ايضا كان سابقا حرام في الديانة اليهودية والمسيحية اما انا فلا اعتقد لانه ميصير نفعل مايفعلون والا مالفرق بين ادياننا اذا فعلنا مايفعلون. لاتاكل اللحم الحرام الذي لم يذبح بالطريقة الشرعية. لاتشتري اللحم من السوبرماركت لانه غير حلال باستثاء الدجاج المباع في السوبرماركت نيتو فهو حلال. لاتقتل النفس المحرمة اي تقتل انسان مؤمن عمدا لان ذلك يغمسك في نار جهنم. فقبل ان تفجر الحزام الناسف عليك بالتحري اذا كان الذين ستقتلهم مؤمنون بالله او من الذين اعطوا عهدا لله من اليهود والنصارى لان قتل هؤلاء سيجعل عملك باطل ولن تكون باستضافة النبي محمد بل ستكون باستضافة الملاك مالك. لايجوز ان تهين وتعيب امتك وذلك من خلال نشر كتاب يهين الاسلام او انتاج فيلم يسئ للدين الا اذا اعتذرت رسميا بعد نشره عالميا. لاتختلي بامراة والا ستزني لانها شيطان. لاتختلين برجل والا سوف يغتصبك لانه لايستطيع السيطرة على غريزته الجنسية. لاتتكلم مع فتاة والا ستقع في المكيدة لان الشيطان سيكون ثالثكم. لاتنظر الى امراة والا سوف تفتنك وتبتعدك عن طريق الحق. لاتخرجين سافرة والافسيقع الرجال في الزنا وعقاب الزاني والزانية مئة جلدة. لاتخرجين من منزلك الا لقضاء حاجة ضرورية لانك عورة وخاصة في ليالي رمضان الكريمة. لاتختلطي مع الرجال في الانترنيت. لاتلبسي حجاب على راسك يفرض عليك بالقوة لانك سوف تنفقين وقتا كثيرا لاختار حجاب اخر موضة وافضل مكياج لفتيات الغيشا يتناسب مع لون الحجاب وبنطلون لاصق الى ابعد حد وكانك عارية وربما تعرضين سمعتك للشبهة ويسئ الاخرين بك الظن والعياذ بالله من سوء ظنهم.) انتهى هذا جزء من الوصايا الإسلامية التي قدمتها لنا السيدة مكارم إبراهيم، والتي أتى بها نبي الإسلام. وطبعاً لا يُخفى على القاريء الهدف من نشر هذه الوصايا. ولم تكتفِ السيدة مكارم إبراهيم بالوصايا الإسلامية المعروفة بل أضافت وصايا من تأليفها تنم عن الفساد الذي يتفشى في المسلمين النازحين إلى بلاد الديمقراطية، فقالت: (لاتكذب على البلدية وتاخذ راتبا بدون عمل بحجة انك مريض نفسي رغم ان ذلك صحيح لانك لو كنت سليم عقليا لما تحايلت على هذا المجتمع الذي كان الملجا الامين لك من الحكام القتلة الاستبداديين الدكتاتاتوريين. لاتاخذ راتبا من الدنمارك وراتبا اخر من العراق في نفس الوقت. او تاخذ المساعدات المالية من البلدية او من صندوق العمل بالاحتيال على الدولة بحجة عدم القدرة على العمل كالاصابة بمرض فييزولوجي او نفسي او داء الجنون. لاتسكن في شقة وزوجتك تسكن في شقة اخرى على اساس انكما منفصلان كي تاخذ الزوجة مساعدات مالية اضافية. لاتسمح لنفسك ان تكون لديك حبيبة اوروبية بدون زواج اذا لم تقبله للفتاة الشرقية. لاتحلل لنفسك كونك رجلا ماتحرمه على الفتاة الشرقية. لاتغش البلد الذي اعطاك الاقامة وتهدد امنه القومي بالارهاب والتفجيرات والاعتداء على قيمه ومبادئه.) انتهى هذه الوصايا نتجت من اختلاط السيدة مكارم بالعرب المسلمين الذين نزحوا إلى الدنمارك وبقية دول إسكاندنافيا، وعرفت تفشي الفساد والغش بينهم، وخاصة الملتحين باسم الإسلام. وكأن السيدة مكارم لم تسمع بالفساد المالي والإداري في البلاد الإسلامية التي يتحكم بها رجال الدين، مثل العراق والسودان وإيران، ولذلك نجدها تحتج في مقالها الأخير على الكاتب صلاح يوسف، فتقول (وفي مقالة للكاتب صلاح يوسف بعنوان “هل كان محمد على خلق عظيم حقاً ؟! اذ يبدا مقالته بالجملة التالية “جميع الفساد الأخلاقي لدى المسلمين سببه فساد أخلاق محمد،” واعتقد بانني لست بحاجة لقراءة بقية المقالة. وهذايعتبر تمييز عنصري بمعنى الكلمة لان الكاتب يعتبر طائفة كاملة فاسدة اخلاقية من كبيرهم الى صغيرهم من المرأة والرجل والطفل جميعهم فاسدون اخلاقيا) انتهى. ألم تقدم لنا السيدة مكارم نفسها أنواعاً من فساد الأخلاق في المسلمين الذين عاشرتهم في الغرب ومحاولتهم سرقة الأموال العامة من الضمان الاجتماعي لأن تعاليم دينهم تقول لهم إن سرقة مال الكافر حلال؟ فلماذا تسمح السيدة مكارم لنفسها بفضح ذلك الفساد وتحتج عندما يذكره السيد صلاح يوسف؟ في مقال بعنوان (أغيثونا) بتاريخ 14/7/2010 تقول السيدة مكارم (مرة يطالبون المراة بالتحجب وان تستر جسمها ” وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} [سورة النور آية: 31]، ” ومرة يطالبون المراة بان تتعرى لترضع الرجل الغريب عنها عندما تختلي به لكي تكون خلوتها معه شرعية) انتهى ومع ذلك تقول السيدة مكارم بعد أن اصبحت من المدافعين عن الإسلام إن لبس الحجاب حرية فردية للمرأة المسلمة. وتستمر السيدة مكارم فتقول (كان بامكاني القول بان عليها فعل ذلك مادام الاسلام دينها يطالبها بذلك هل يقبل الزوج بان تعطي زوجته ثديها لصاحبه او زميلها في العمل! ولكني اقول أن على المراة ان تعي بانها كائن مستقل وله دور في المجتمع مثل الرجل واكثر فهي تعمل في المنزل وخارج المنزل . تعمل بجد واجتهاد للحصول على حياة كريمة لها ولاسرتها وعليها هي وحدها ان تقرر ماذا تفعل بجسدها فهو ملك لها وتفعل به ماتشاء) انتهى. هل هناك نقد لتعاليم الإسلام ومعاملته للمرأة أكثر من هذا الاعتراض على ما يقوله رجال الدين؟ ولنا هنا أن نسأل: بعد كل هذه المقالات في نقد الإسلام صراحة وبالتلميح، ما الذي جعل السيدة مكارم إبراهيم تلقي علينا محاضرة عن كيفية نقد الأديان بالطرق العلمية التي تنقد بقية الأديان في نفس الوقت؟ هل كتبت السيد مكارم مقالاً واحداً انتقدت فيه المسيحية أو اليهودية أو البوذية؟ كل مقالاتها كانت في نقد الإسلام فقط. فلماذا يحق لها نقد الإسلام ولا يحق لنا أن ننتقد تلك التعاليم البالية التي أدت وتؤدي إلى تخلفنا وانحطاطنا الأخلاقي والعلمي والإنساني بسبب اتباع القدوة الحسنة التي سنها لنا نبي الإسلام؟ نرجو أن توضح لنا السيدة مكارم سبب تغيير بوصلة كتاباتها لتجعل من نفسها المدافعة المستميتة عن ذلك الدين الصحراوي الذي لا يصلح لأناس يعيشون في القرن الحادي والعشرين كامل النجار (مفكر حر)؟