لن نناقش الإسلام السياسي المعتدل (الأخواني ومثالاته من الفرق والملل والنحل المدعية الاعتدال)، لن نناقشهم بحقهم في الحياة المدنية بوصفهم أخوة لنا في الهوية القومية والدينية والوطنية …لكن مع الأسف لم يستطيعوا أن يقنعوا العالم بأنهم ممثلو الاسلام الحقيقي (المعتدل) وفق ما يعلنون دائما، ولن نناقشهم بإعلاناتهم إلى الأبد حول صحة ادعائهم (الاسلام هو الحل)، ليس الحل لشؤون الإنسان التعبدية، بل لشؤون المسلمين الحضارية والمدنية، في حين أن شعوبنا تسير بشكل مضطرد نحو التأخر والتفكك والانحدار المدني والحضاري …ولم يتمكنوا أن ينتجوا رأيا عاما انسانيا خلال قرون وعقود على أنهم جزء من الحضارة الإنسانية التي صبت فيها كل الحضارات الانسانية لتكوين الحضرة الحديثة …ونحن كحضارة عربية إسلامية معترف عالميا وعلميا بنا كمساهمين أساسيين في بناء هذه الحضارة الانسانية حتى القرن الرابع الهجري ، العاشر الميلادي ..
.لكن الفشل الحضاري اليوم يخندق كل العالم ضدنا ….وحيث يقدم الاسلام السياسي (بتدرجه المعتدل والمتطرف) كل الذرائع لكي يظهر النظام الأسدي الهمجي الرعاعي الحثالي المتوحش الهمجي، هو النظام المقبول عالميا لأنه ألقدر للتعايش مع العالم، أمام البديل الإسلامي (الداعشي او حتى الأخواني )…وقد يقول المناضل الاسلامي بأنه لا يهمه كل العالم أمام الحقيقة الاسلامية التي يؤمن بها ويريد ان يستشهد دونها …هذا حقه الفردي لا شك …لكن هل يحق له أن يفرض خياره على كل أفراد مجتمعه مسلمين أو غير مسلمين أن يدفعوا ضريبة معتقداته الخاصة التي لا يشاركونه بها أو ببعضها، نحو نظام همجي رعاعي وحشي قاتل ومدمر للبشر والحجر يخدع العالم بأنه أكثر تمثيلا مدنيا وعلمانيا واعتدالا وحداثة للمجتمع السوري، بغض النظر عن إن كان هذا العالم صادقا بقناعاته حول حقيقة النظام الأسدي أم كاذبا …
كل الحضارات والثقافات دخلت في صراعات وحروب مثلنا بما فيها الصراعات الداخلية المذهبية، حتى أوربا التي قادت التقدم العالمي اللاحق ..لكن لم يبق حضارة دينية أو قومية في العالم، لم يعترف بها عالميا كمكون من الحضارة الانسانية اليوم سوى المسلمين الذين يصرون أن لا يعيشون مع العالم اليوم بدو (نرجسيتهم الدينية مدعية التفوق )، أي أن يعشوا مع العالم وفق قانونياته العالمية الوضعية وميزان قواه الطبيعية دون ميتافيزيقا،التي تقبلها وتتوافق عليها كل الديانات في العالم إلا نحن المسلمون، فنحن نعتقد أن كل العالم يتآمر علينا وعلى إسلامنا المتفوق “دينيا “… ومن قبل كان البعثيون والعروبيون ، يتحدثون عن تآمر العالم على العروبة (الخالدة ) المتوضعة فوق التاريخ، بوصفها فكرة مطلقة ترفرف مابعد التاريخ، حسب تأثر المثقفين البعثيين العروبيين والقوميين السورييين والناصريين بالروح المطلق الهيغلي، بعد إطلاعهم على الفكر الغربي ..
الصينيون أصحاب الماضي المجيد، منذ عشرين سنة قالوا للفلسطيينيين:،لا تنتظروا منا أن نحدث أي خلل في الميزان الدولي مع الأمريكان قبل عام 2020 …أي أنهم لم يم يناقشوا أمور مستقبلهم الدنيوي المدني والبشري دينيا أو اسطوريا، ولم يستشيروا التنين الذي يحتفلون به سنويا ! ، لكنهم بكل واقعية باردة حسبوا أمورهم رياضيا وحسابيا بدون فورات دم دينية أو قومية، بأنهم غير قادرين على الحديث عن تعديل ميزان القوى العالمي مع أمريكا إلا بعد سنة 2020 وذلك منذ عشرين سنة !! .
طيب يا أخوتي المسلمين (الأخوانيين) الذين تعتقدون أن الإسلام هو عين الحقيقة وذروة الكمال لأنه انتاج العقل الإلهي وفق فهمكم وقراءتكم، دعوا هذا الموضوع بيننا كمسلمين لنتحاور به ونستلهمه وجدانيا وعاطفيا وانسانيا، وبشروا به هديا وتربية وموعظة أخلاقية حسنة، لكن لا تدخلوه كعنوان لحواركم مع العالم الذي تستنفروا كل قومياته ودياناته ليصارعكم (نرجسيا على الماضي)، لكنه الصراع حاضرا على المستقبل، حيث تتحدونهم بهويتهم وثقافتهم وتاريخهم بأنكم الأفضل ,انكم مستهدفون دينيا بتفوقكم الاسلامي المحزن، رغم أنهم مغموسون –لولا تحدياتكم لهم – بحاضرهم دون هواجس نحو الماضي الذي تحيونه في نفوسهم رغما عنهم!!….
حيث أننا وكأننا حسب فيلسوفنا ابن سينا، (لم يهد الله أحدا في العالم غيرنا )،رغم أن اليهود، هم أول من لعب لعبة الوظيفة الأسطورية التعبوية للمقدس الديني، بأنهم “شعب الله المختار”، لكنهم ظلوا دائما يلعبون بالمقدس الديني في خدمة مشروعهم المدني في حدود اللعب دون أن يأخذوا الأمر جديا قط غلا عند الحاجة للمتطرفين والمتعصبين دينيا وهم فئة اقلوية نادرة في المجتمع الإسرائيلي ..لأن خمسة بالمئة فقط من اليهود، هم من يؤمنون باليهودية وأساطيرها الغيبية، وفق فهمنا وفقهنا الاسلامي المفعم بلاهوت الإسرائيليات، حيث أن موسى ينال تقديسا دينيا لا هوتيا لدى المسلمين أكثر من إسرائيل لدى اليهود العلمانيين الذين لا يؤمن ثمانون بالمئة منهم لا بموسى ولا برب موسى وهارون …فكيف بتقديس الخادم (الغلام أبو لؤلؤة المجوسي) كرمز للحضارة الفارسية المفلسة كواحدة من الحضارات التي تراهن على المستقبل من خلال أساطير التاريخ والفكر الديني الثيوقراطي كما تطمح كل حركات الإسلام السياسي للاقتراب منها وليس من الاسلام المدني العلماي التركمي ، بما فيهم حماس الفسطينية الأرقى فكريا من خلا جدل عقلها المعرفي مع اليهودية الإسرائيلية …
يا أخي دعوا الاسلام لنا كمسلمين نستروح به نفسيا وعاطفيا ونوستلجيا ، ولا نهدد به أحدا، لكي لا نحشد علين اأحد جديد في كل العالم ضدنا، ونحن لا نملك إلا تحريض الله عليهم بالدعاء ليأخذهم كعصف مأكول …والطريف بالأمر أن معظم القيادات الأخوانية للإئتلاف والمجلس الوطني الذين يقودون الإئتلاف والمجلس الوطني ، عندما تريد أن تستطلع أراءهم السياسية في الوضع الراهن على صفحاتهم، ترى أن برنامجهم السياسي هو قائمة من الدعوات على بيت الأسد والروس وإيران والشيعة …وما عليك نحو دعواتهم بهزيمة العدو شر هزيمة سوى أن تقول (آمين ) …. وتقلب الصفحة وتقلب جنبك وتنام …