الإسلام السياسي أداة الطغاة العرب

طلال عبدالله الخوري 5\4\2014 مفكر دوت اورجpolitciancitizen

لكل مهنة ادواتها, فالطبيب لديه السماعة مثلاً, والمهندس الكومبيوتر, ورجل الدين الدجال المسبحة واللحية والزبيبة او المبخرة, و الحرامي علاقة المفاتيح, والزعيم العربي المستبد لديه من الادوات: رجال الأمن والدين, إفساد التعليم وإفقار الشعب, ولكن اهم ادواته على الإطلاق هي تكوين الاحزاب السياسية الاسلامية المعارضة التي يتلاعب بها حسب مصالحه, والتي اصبحت ضرورة حيوية لكل الانظمة العربية قاطبة لدرجة ان المجرم بشار الاسد ” العلوي” ابدع بأستخدام واستغلال أداته من الاسلام السياسي الشيعي والسني, وما الابادة الهمجية التي يتعرض لها الشعب السوري على يديه لهي اكبر دليل على خطورة هذه الاداة.

المؤسسات الدينية منذ نشأتها كانت أدوات سياسية بامتياز, ولكن التعبد بحد ذاته هو حاجة روحية انسانية وستبقى كذلك مادام هناك حياة على الأرض وهذه حقيقة لا جدال فيها, ولكن المشكلة هي عندما تتحول هذه الحاجة الروحية الانسانية الى أداة سياسية يتم استغلالها من اجل استعباد الناس وسرقة ثمار عملهم وكدهم, وهذه المشكلة تشترك بها كل الأديان, وعانت منها البشرية جمعاء, حتى تم إيجاد الحل لها ب”العلمانية ” والتي هي بالتعريف:” منع رجال الدين والسياسة من استغلال حاجة الانسان الروحية بمصالحهم الشخصية لتبقى العبادة نقية في قلب المؤمن خالصة للمعبود”, والعلمانية هي اكثر ما ترعب الزعماء العرب ورجال دينهم من مسيحيين ومسلمين, حتى انهم انفقوا مليارات الدولارات لتشويهها وتصويرها على انها المرادف للكفر والفحشاء والعري وكل ما هو منكر والعياذ بالله.

الاوروبيون خير من يعرف شرور التدين السياسي فقد اكتوا بناره وسالت دمائهم انهارا, وقد يكونون وراء تأسيس الاسلام السياسي عندما استعمرونا ليساعدهم باستعباد شعوبنا, ولكن للأسف ورث الطغاة العرب عنهم هذا “الاسلام السياسي” وابدعوا بتطويره وبتربيته وتوزيعه الى مدارس منها المتشددة والأكثر تشدد والمعتدلة, لكي يستخدموهم حسب الحاجة! وتفننوا بتمويلهم وتدريبهم وإعداد شيوخهم وقادتهم داخل السجون وخارجها, وتيسير بناء منشآتهم وبنيتهم التحتية, وعندما يحتاجون المتدشديين والاكثر تشدد  لمهمة ما مثل تخويف الداخل والخارج من بدلائهم على سبيل المثال يقومون بوضع المعتدلين منهم بالسجون ويفرجون عن المتشددين ليعيثوا فسادا تحت مراقبة اجهزتهم الامنية, وفي الاحوال العالدية يضعون المتشددين بالسجون ويخرجون المعتدلين لغسيل دماغ الشعب والسيطرة عليه, ولكنهم يحرصون على الاشراف على تدريبهم وهم في السجون او خارجها, وهذه احدى الابتكارات التي تفتأ عنها عقلهم الامني والمسجلة باسمهم.

العلمانية هي الحامي الوحيد للمؤمن المسلم من شرور وشجع رجال الدين والسياسة وهي الحل الناجح الوحيد التي توصلت اليه تراكم الخبرة البشرية عبر آلاف السنين, وهي الكفيلة بالقضاء على سلبيات المؤسسات الدينية والمحافظة على ايمان المتديين نقيا في ضمائرهم.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

2 Responses to الإسلام السياسي أداة الطغاة العرب

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … ماينبيء بإزالة قوى الشر والظلام ؟

    لا تقلق بعد الان ياعزيزي طلال
    ممن ينعق او يصيح في اللخيال
    فالفكر الإسلامى ومعه
    فكر العروبيون الشوفينيين
    ان اجلا او عاجلا
    فرغم أنفهم الى زوال
    لان في عالم الغد لن يصح
    الا الصحيح رغم المحال
    ###
    فهم لن يقوو على الصمود
    امام شلالات الحقائق والمعرفة
    التي عرت كل مستور ودجال
    ومعهم كل ذي فكر مريض
    او كسيح في السهول
    في الصحاري والفيافي والجبال
    ###

    • طلال عبدالله الخوري says:

      شكرا عزيزي سرسبندار على مروركم العطر وتعليقكم في الصميم واضاف للمادة واغناها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.