هناك قصة ذات مغذى يعلمها الاهل ومعلمو المدارس للصغار, لكي يؤدبوهم ضد مساوئ الكذب, تقول الحكاية ان راعيا اراد ان يكذب على اهالي قريته فأخذ ينادي بأعلى صوته: النجدة! النجدة! فقد هاجم الذئب غنمي. صدق اهل القرية نداء الراعي الكذاب وأسرعوا الى المرعى لنجدته, ولكنهم اصيبوا بخيبة امل عندما لم يجدوا الذئب المزعوم فعادوا أدراجهم غاضبين على اضاعة وقتهم.
وبعد فترة كرر الراعي نفس الكذبة, ولكن هذه المرة لم يصدقه كل الناس، لكن البعض قالوا: لنذهب ونساعده، لعله يكون صادقا هذه المرة، لكنهم ايضا، لم يجدوا الذئب، فعادوا الى القرية وهم يلعنون الراعي الكذاب.
اما في المرة الثالثة فقد جاء الذئب فعلاً. فلما أخذ الراعي ينادي: الذئب! الذئب! ساعدوني يا اهل القرية. غير ان احدا من اهل القرية لم يصدقه, وبالنتيجة أكل الذئب الراعي والغنم.
مغزى الحكاية: الكذابون سيخسرون حتى إذا توهموا بأنهم ربحوا في البداية.
وهذه بالواقع حال الضحايا السوريين من أطفال ونساء الذين تزهق ارواحهم كل يوم على ايدي مجرمي عائلة الأسد كما الذئب بالغنم,.. والراعي الكذاب هنا هو الإخوان المسلمون, الذين كذبوا على اميركا بمصر ووعدوها بحكم مدني, وحماية الأقليات, واحترام حقوق الإنسان, وبعد ان دعمتهم ووصلوا للسلطة, داسوا على كل وعودهم ومواثيقهم مع الاميركان, وساروا على طريق الاستبداد وانتهاك حقوق الأقليات وحقوق الانسان المصري بشكل عام, … والاكثر من هذا تحالفوا مع عدو سوريا الاول والذي يساهم بقتل الشعب السوري وتدمير بلده وهو نظام الولي الفقيه الايراني, والأنكى من ذلك بأننا لم نسمع كلمة عتاب واحدة من جماعة الاخوان المسلمين السوريين تدين تصرف جماعتهم في مصر؟
والراعي الكذاب من الاخوان المسلمين كذبوا على الاميركان في ليبيا أيضاً, حيث قام رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي من الاخوان المسلمين مصطفي عبد الجليل بالبكاء عند الأميركان لكي يساعدوهم في التخلص من الطاغية الرهيب معمر القذافي, ولكن بعد ان وصلوا للحكم تآمروا على السفارة الأميركية في ليبيا ورفعوا عنها الحراسة لكي يقوم الاسلاميون بمهاجمتها وقتل السفير الاميركي واعضاء السفارة بكل دم بارد.
المصيبة الكبرى هنا أنه اذا تدخلت اميركا في الحروب بين المسلمين وبطلب ورجاء من المسلمين, فان المسلمين ذاتهم بعد ذلك يلومونها لانها تدخلت ويتهمونها بالإجرام بقتل المسلمين وبأنها طامعة بثروات العرب كما حدث في العراق وليبيا !!.. واذا لم تتدخل يلومونها أيضاً لانها لم تتدخل لأنها لا تهتم للدماء الإسلامية التي تجري من القتل كالانهار!!.. اي ان اميركا هي المذنبة وهي المسيئة وهي العدو في جميع الاحوال ومهما فعلت؟
بالمختصر المفيد: يريد المسلمون ان يقوم الاميركي الذي عادة ينجب ولد او ولدين ان يربي ابنه ويعلمه بأحسن المدارس والجامعات وأن يصرف عليه مئات الآلاف من الدولارات ثم يرسله الى بلاد المسلمين لكي يموت عوضاً عن المسلمين و دفاعاً عن المسلم بأيدي مسلم آخر تمت تربيته بالشوارع ولم يصرف احد على تنشئته وتعليمه فلساُ واحداً, وفي النهاية لا يرضى عن الاميركي لا المسلم الذي تم الدفاع عنه ولا المسلم الذي اراد ان يقتل المسلم الاخر؟؟
ولكن قمة الفكاهة لاميركا مع المسلمين عندما تحتل أرضهم روسيا, فيقوم المسلمون بقتل الاميركان عوضاً عن الروس, مع العلم أن الاميركان هم من ساعدوا المسلمين بمحنتهم مع الروس وفتحوا لهم ابوابهم لكي يعيشوا بكرامة وسلام في اميركا؟؟ وهذا بالضبط ما حدث في ماراثون بوسطن مع الاخوين الشيشانيين تسارناييف .
أهل القرية في القصة توقفوا عن تصديق الراعي الكذاب بعد ان كرر كذبته مرتين, أما اميركا فقذ صدقت المسلمين في افغانستان….. والعراق ….والصومال ….وتونس…. وليبيا …ومصر…. والسودان…. واليمن, … والبوسنة…وباكستان….. ويبدو انها توقفت عن تصديق المسلمين في سوريا لسوء حظ السوريين. …… ولذلك عندما بكى هيثم المالح عند الاوروبيين لكي يقلد مصطفى عبد الجليل لم يصدقه احد؟ والحكمة طبعاً عند الراعي الكذاب, …… ولهذا السبب نحن نحمل الاخوان المسلمين في كل من مصر وتونس وليبيا وسوريا والاردن وفي كل مكان بالمشاركة الكاملة في دماء السوريين مثلهم مثل عائلة الاسد الإجرامية.
مواضيع ذات صلة: هل ستحجر اميركا على الشرق الاوسط؟