الإئتلاف ولجنة التفاوض تكتشف أن المأساة الأساسية لسوريا تكمن في أولوية الاعتقال، وليس في أولوية القتل !!!

Abdulrazakeidأخيرا نجح الرعاة الدوليون لمؤتمرات (مصالحة المعارضة مع النظام الأسدي)، في أن يجدوا مهمة نضالية للإتلاف، وهي مهمة دعوته الموجهة اليوم للسوريين في الخارج للخروج في مظاهرات خاصة اليوم في باريس تحت شعار (المعتقلون أولا ….)

حيث سمعنا تساؤلات فرنسية استنكارية مستغربة….. إذن مشكلتكم كسوريين مثلها مثل كل مشكلات الأنظمة الديكتاتورية في العالم التي طالما نددنا بها نحن الفرنسيون في ساحات باريس ….فإذا كانت مشكلة الاعتقال وهي سمة مشتركة لكل الأنظمة الديكتاتورية عالميا، هي الأولوية لكم كسوريين ، فلماذا كنتم تكذبون وتغشون شعوبنا خلال خمس سنوات من أحاديثكم عن قتل مئات الألاف بالطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة بل والذبح الأسدي المباشر للأطفال قبل داعش، وتدمير أكثر من نصف سوريا، وتهجير أكثر من نصفها ….!!!

وتأتون اليوم وتقولون لنا في مظاهراتكم أن الهجرة السورية (سببها الاعتقال وليس البراميل )، بل والاعتقال الذي يتساوى فيه النظام مع امراء الحرب الآخرين المخترقين دوليا ……لقد صدمتم أيها الثوريون السوريون مخيلتنا عن بطولاتكم وصمودكم في مواجهة بربرية استثنائية يمثلها النظام الأسدي بوصفه الاستثناء البربري الديكتاتوري عربيا وعالميا في القتل والابادة، فإذا بكم الأكثر ضعفا وهشاشة في مواجهة الديكتاتوريات، حتى يهاجر أكثر من نصف شعبكم خوفا من الاعتقال وليس خوفا من البراميل والصواريخ والذبح كما كنتم تصورون لنا الأمر …لقد فقدنا الثقة بإعلامكم المعارض بذات الدرجة من فقدان الثقة بالإعلام الحكومي ….

مظاهرتكم اليوم أشبه بمن يدعو لتناول الاسبيرين لمقاومة سرطان خبيث شرس …..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, مواضيع عامة. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.