الأمريكان يعلنون عن ضرورة البحث عن الطرق لاسقاط الأسد (ولوكذبا) …والإئتلاف السوري يعلن في باريس أن إسقاط نظام الاسد ليس شرطا مسبقا لمحاورته …ويعتبر (الإئتلاف) أن سقف الثورة السورية هو سقف السياسة الفرنسية !!!!
لا نريد أن نخون أحدا من أبناء شعبنا، حتى مع كثرة الخائنين للثورة السورية من العملاء للنظام الأسدي –الإيراني المخترقين بكثرة لصفوف الثورة السورية ، وخاصة المعارضة…. ، لكن نستطيع ان نتحدث عن (لعبة دولية ) يتورط في فخها الكثيرون من الوطنيين السوريين الجديدين على العمل السياسي، سيما أن نصف قرن من الأسدية، كانت كفيلة على إعدام السياسة في المجتمع بعد ترييف المجتمع المدني، وتصحير الجياة السياسية وتدميرها مجتمعا ودولة… التدمير بمعنى الهدم والتقويض ، وبمعنى آخر مجازي للتدمير ،وهو (تتحويل المجتمع السوري كله إلى ما يشبه (سجن تدمر) ..
حيث في اليوم الذي يعلن فيه وزير الخارجية الأميركي كيري عن ضرورة البحث عن وسائل لـ(إسقاط النظام الأسدي) ، يعلن وفد الإئتلاف في باريس أن إسقاط النظام الأسدي ليس شرطا لمحاورته مسبقا!!! رغم أنه لم يبق عاقل في العالم يصدق الأمريكان وحلفاءهم الغربيين وخاصة الإسرائيليين، أنهم يرغبون في اسقاطه حقا، حيث لم يستنفذ دوره بعد في خدمة مصالحهم الاستراتيجية في إشاعة الفوضى الخلاقة ….
لكن الغريب أن الإئتلاف يعلن مثل هذا الموقف الذي يظهر فيه الأمريكان –ولوخداعا – انهم أكثر تطلبا وتشددا نحو النظام الأسدي من الإئتلاف الوطني المفترض أنه الممثل للشعب السوري في المسلخ الأسدي …وفي ذات اليوم (البراميلي الأسدي) بامتياز …
والمشكلة أن وفد الإئتلاف لم يكتف بإعلانه البليد الطفولي المراهق فحسب، بل والمشبوه أيضا ،بأن سقفه نحو الثورة السورية أو باسم الثورة السورية (غشا وخداعا ) يتساوى مع سقف الموقف الفرنسي ،وكأن الإئتلاف يحاور مسألة اقليمية عامة لا تعنيه أكثر من عناية الدولة الفرنسية فيتماث السقفان، أي ليس بوصف الإئتلاف تمثيلا سوريا نحو مجزرة سورية وحشية هائلة، حيث أضطر فيها (فالس ) رئيس الوزراء الفرنسي،أن يصف قائد النظام الكيماوي بـ(بشار الجزار) …دون أي حرج ديبلوماسي من نظام بشار وبيت أبيه الأسدي المرعى فرنسيا منذ إعلان (دولة العلويين) في سوريا، بل وموبخا وفد برلمانيه الفرنسيين الذي صافحوا (بشار السفاح الجزار ) …
علق البعض أن أن رئيس وفد (الإئتلاف ) نسي أنه من أصول سورية عندما تحدث باسم الوفد (الإئتلاف)، وتحدث كتركي وليس كسوري …فقلنا : مع ذلك ولو قبلنا هذا الافتراض التأويلي، فإن الموقف التركي كجار تاريخي وصديق للثورة السورية أكثر ايجابية وانحيازا عضويا طبيعيا مع الثورة السورية والشعب السوري، وأكثر استجابة جذرية لأسبابه التاريخية الخاصة في علاقته مع سوريا ، مما يعلو أكثر من السقف الفرنسي المشكور مع ذلك، لتأييده سقف الموقف التركي المتقدم على كل مواقف دول الأشقاء العرب…
بل وفيما يبدو متقدما حتى على مواقف الإئتلاف ذاته، الذي يتورط في اللعبة الدولية نفسها عبر التنافس على التنازلات لقبوله في نادي الحوار الدولي مع النظام الأسدي ..حيث يدفع (الإئتلاف) إلى التنافس مع وفد مرتزقة مؤتمر موسكو ،العملاء للنظام الأسدي –الإيراني –الموسكوفي، إذ يبتلعون الطعم، للسقوط في ( “فخ “المنافسة على التمثيل التفاوضي ) عبر التنافس على من يظهر القبول بشرعية النظام الأسدي والقبول بالحوار معه …
في الأخير إن عتبنا ونقدنا يتوجه للأخوة الأتراك كدولة ووزارة خارجية، كونها تقوم بتوجيه نشطاء سياسيين أغرار ليس لهم خبرات وتجارب سياسية ، سوى انحيازاتهم العقائدية الحزبية الشمولية (الأخوانية أو اليسارية المدرسية الحزبية ) لا يملكون سوى خبرات المنافي والسجون والبعض الآخر النفاق والقفز التهريجي بلا خجل على الحبال، حيث بعدهم عن الوطن والمجتمع والشعب وخصوصية معاناته وعدم معرفة البلاد من الداخل وحمل همها الوطني الداخلي، مع احترامنا الشديد لمعاناتهم أخلاقيا (سجنا أو نفيا )، لكن المصائر الوطنية لا تترك للعواطف والمشاعر مع أهميتها الانسانية وليس السياسية كمكافآت تعويضية أو جوائز ترضية …