(الأسدية – الطائفية ) حكمت على مستقبلها بالموت رغم عمالتها الدولية ، لأنها اختارت الموالاة الطائفية وليس الكفاءات العلمية السورية في تشكيل ( جيل الألفيين السوريين المعلوماتيين ) من خلال البعثات العلمية (الطائفية الأسدية ) إلى العالم التقني الحديث ، ولهذا لم ينتجوا خلال العقود الأربعة الماضية سوى شبيحة (في السياسة والعلم ) في الداخل والخارج ، وذلك لأن البعثات العلمية السورية للخارج اقتصرت على الطائفة الأسدية ( العلوية ) لحوالي 98 بالمئة حسب معلومات الكتاب الفرنسي الصادر بالفرنسية والعربية ( الاستثناء السوري) …
منذ الشهور الأولى لبداية الربيع العربي، كان أول من أشار في السياق الثقافي العربي إلى حقيقة باهرة ، وهي أن الربيع العربي هو ظاهرة جيلية ، يمثلها ( جيل الثورة الثقافية المعلوماتية المعولمة )، وليس ظاهرة حزبية أو ايديولوجية (لا علمانية ولا إسلامية )، إذ أن جميع هذه الأحزاب ( متعلمنة أم متأسلمة) فشلت في تحريك الروح المجتمعي للشعوب العربية، لتجعل من فعل السياسة فعلا مجتمعيا شعبيا وليس احترافا وظيفيا بيروقراطيا وعصبويا، فظلت معاركها خلال القرن العشرين هي ( بين شمولية العسكر وشمولية الايديولوجيا القومية واليسارية من جهة ،وشمولية الإسلام السياسي المعتدل أو المتطرف في درجة أسلمته الشمولية من جهة أخرى)…
أتى الربيع العربي كرد تاريخي على هزائم الشعوب العربية التي قادتها ( الايديولوجيا المعارضة العلمانوبية أو الإسلاموية ) في سبيل الحرية … حيث أن الجيل (الألفي وفق تسمية اليوم )، هو من يمثل روح العصر الذي يتمثل في جيل الشباب (المعلوماتي – الأنترنيتي معرفيا وليس تقنيا فحسب)، وفق تسمية الراحل الكبير صاحب جائزة نوبل ( د. أحمد زويل ) …
إن الفكرة السوسيو -علمية الألمعية الثاقبة للراحل زويل عن ( شبابية الثورة المعلوماتية “لجيل الألفيين” ) للربيع العربي، كانت وراء تبنينا الحاسم لخط المضي قي صياغة مفهومنا لنظرية أن ثورات الربيع العربي ذات بعد جيلي نظري ( تقني) شبابي لثورة المعلوماتية الكونية المعولمة، أي ما بعدالايديولجيات ( اليسارية أواليمينية ، العلمانوية أو المتأسلمة)، وهاهي الحوارات الدائرة اليوم عن الجيل (الألفي) وتحديات (الروبوت) في قيادة مستقبل العالم ، تدعم توجهنا النظري في رؤية ثورات الربيع العربي، بمثابتها ثورات الجيل ما بعد الايديولوجي، إن كان أخوانيا كما تزعم قناة الجزيرة الأخوانية ( القطرية) ، أو الايديولوجيا القومية واليسارية كمايزعم إعلام اليسار القومي والشيوعي الذي انتهى أخيرا إلى تأييد النظام الأسدي كنظام ( مماتع ، صامد ومقاوم ومفاخذ إيرانيا ) …
الأفق الوحيد أمام الثورة السورية التي انقض على قوتها الشبابية المدنية الديموقراطية عصابات الرعاع والحثالات الأسدية العميلة للثيوقراطية الطائفية الإيرانية لسحقها منذ البدايات بتأييد العالم الغربي الذي كان يزعجه ثورات مستقبلية شبابية تقنية ديموقراطية ، والمافوية الروسية البوتينية، والمعارضة المهزومة منذ بداية تشكلها الخارجي للتفاوض والتوقيع على شرعية الهزيمة أمام الأسدية البربرية ، وهذا ما دفع الجميع ( الأسدية وحماتها الدوليين ) لصناعة هذا المخلوق المشوه ( داعش) في مواجهة جيل المغلوماتية التي كان شهيدها الأخير ( باسل الصفدي) الذي شنقته الأسدية وهو من جيل ( الألفيين) علماء الكومبيوتر، كواحد من المئة الأوائل في العالم حسب الاحصاءات الأمريكية ….إن الأفق الوحيد أمام الثورة السورية هو استعادة الساحات المدنية لسوريا واستعادة قيادة الشباب ( الألفي ) لها ، وهنا تكمن قوتها وفعاليتها، في مواجهة العدو الأسدي الذي لم يصنع خلال العقود الأسدية الأربعة سوى ( جيل ألفي) من الموالين الفاسدين الشبيحة، هم الوجه الآخر للوحشية للداعشية المصنوعة أسديا وإيرانيا … والذين لن يكون لهذه القوى ( الداعشية والأسدية) سوى مستقبل المزابل بوصفهم قمامة العالم