الأعمال الصالحة والنعمة الألهية ؟

abdelrahmansharafيقال بأن الكلمة المكتوبة لها معاني ودلالات نفسية وتاريخية . بأمكاننا أخذ منها بسياقها الكثير ما يرتقي بالأنسان وفك عنها قشورها وجمودها الذي يكبل الأنسان. وهناك كلمة بالكتب الدينيىة ونصوصها وكلمة بالكتب المختلفة اللادينية . كلاهما يحاكي الأنسان والحياة بطرق سرد وروائية مختلفة.
وفي النص الديني الكلمة الألهية المكتوبة وبعض الأوامر والنواهي هي الوحي وتشمل الحقيقة الألهية بالأيمان بالرسالة المكتوبة التي يقرأها الشخص وهذا نجده بشرقنا أو خارجه عند الأغلبية .
وأن الأنسان كما فيه حقيقة العقل والروح أيضا تتواجد به نزعة التدين أو اللاتدين لهذه الكلمة المقروئة والموروثة.
ويعتمد التدين أو اللاتدين على الألية التعليمية والتربوية والتنشئة الدينية وقدرة الفرد بعقله في التعامل مع النص الديني والوسط المحيط به المؤثر عليه وأيضا لأسس كثيرة تتبع هذه الألية الأستبصار والأستكشاف والأستطلاع للتنوع والأختلاف والأنفتاح على الأخر.
تنتج هذه الألية في تنشئة الفرد منذ طفولته الكثيرمن أنواع البشر بوجهات نظر مختلفة . وتبني فكرها ونهجها بالحياة . أما على المعتقد الديني ويكون هنا الشخص هو وليد هذه الكلمة الألهية بالمعتقد والنص وتكبل ذاته وحريته بأوامر النهي والجزم لأمور مختلفة تخص الحياة والقضاء والقدر ليرضي الله ويسعد في اليوم الأخر ويكون تابع لغيره بالكثير من الأحيان بهذه النظرة التي تصب بفكره للأله.
أو تقود الفرد لوجهات نظر تفسيرية تمنح الفرد حرية أكثر في شؤون الحياة ولكن بمعظم الحالات يبقى طرحه بأن أعمال الخير التي نعملها ترضي الله وليس بالضرورة أن أتقيد بنص ديني أو تعليم ديني ؟
وهنا أسال سؤال وهل الله يحتاج لأعمالنا لنرضيه بهذه المنهجية والقراءة والفهم بأختلافتها بالقراءة والتفسير .؟ هذا مايسمى الشريعة وأعمل ولا تعمل لترضي الله
أما بالنسبة للنعمة الألهية جاءت لتحررنا من عبودية الشريعة والناموس. فالكلمة الألهية التي هي يسوع المسيح جوهر الله وكلمته . بماجاء به بأن الخلاص بالنعمة أي أنه لا يلزمنا أي عمل لنرضي الله ويقبلنا ولكن النعمة والخلاص والتجربة الروحية بالأيمان تساعدني لأعمال صالحة ليس أتباعا لنص ديني بل لعمل المسيح بروحه بكياني تقودني لأعمال صالحة بالنعمة الألهية المغيرة .؟
فهناك فرق عندما نريد أن نعيش بالأعمال الصالحة لنرضي الله أو تطبيق الشريعة والطقوس الدينية أنجرارا وراء الدستور الألهي وتطبيقه ؟
وبين أنه الصلاح والتبرير أصبح جزء من الذات البشرية وهما نتيجة النعمة الألهية بعمل يسوع المسيح بتجسده وصلبه وقيامته من بين الأموات.
وهذه النعمة المغيره تعيد للأنسان أعتبارات كثيرة سرقة منه وتعيده لذاته وحريته وتساعد الشخص بالخروج من حقل الأوامر والنواهي والعادات والتقاليد الدينية إلى حقل التجربة الروحية التي يتبعها أخلاق جميلة وجمال والى حقل المعرفة بهويته الروحية الألهية بحقيقة هذه الذات التي تتفاعل مع ذات الشخص على الصعيد الفردي أو الجماعي.
فمعرفة الذات بالنعمة الألهية هي كينونة الأنسان الوجودية الأرضية لأعمال صالحة والسماوية الأبدية.
فلم يعد بهذه الكينيونة مجالا للتدين أو أيماننا مطلق بالنص فأن الأيمان المطلق بحرفية النص هو ضد الحرية الروحية التي تحررت بها وعمل النعمة وإلا لما كان أسمها نعمة ألهية.
فالنص لن يجيب على كل شيء في الوقت الحاضر وكونه لن يجب على كل شيء لن استطيع التفاعل معه بأيمان مطلق.
وهناك فرق بين أن تبقى مقيد بالنصوص وقرائتك لها والتدين على أشكال مختلفة وبين أن تكون شخصك وذاتك محبوسه لهذا النص وبين أن تحررك النعمة الألهية وتكون بذاتك كأله هذا الكون منفتح ويملأ الدنيا كلها وتتجه للحرية والمعرفة

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.