مرة أخرى يعود الأعلام السعودية لعهره, فهو طبع تربى عليه, ولا يستطيع الصبر عنه, ومع مرضه المستحكم تميت كل أمل نتحسسه, بان يتحول الأعلام السعودي الى أعلام منصف وعادل, فما دامت العائلة المالكة للحكم موجودة فلن نرى خيرا من أعلامهم, فالأعلام مرآة عاكسة لمن يتحكم به, والأعلام السعودي بيد غلمان الملك الشاذ, لذلك نجده أعلام عاهر على الدوام.
نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية خبراً مفبرك, قصدت من خلاله الإساءة إلى الشعب العراقي وشرف العراقيين, عبر إلصاقها التلفيقات والأكاذيب بزيارة ألأربعين, حيث ذكرت هذه الصحيفة بيانات وهمية نسبتها لمنظمة الصحة العالمية, والتي نفت فيما بعد خبر.
نحاول هنا فهم ما جرى, وما هي دوافع كذب الأعلام السعودي:
●تعجب سعودية من زيارة الأربعين
مازالت زيارة الأربعين تثير الحقد والمخاوف عند المنظومة الوهابية, الحاقدة على عشاق أهل بيت النبوة, لذا تحاول الصحيفة بث سمومها, عبر قيح نتن بسطور صفحاتها الصفراء, ضد زيارة أربعينية الأمام الحسين, وتتعجب الصحيفة فتقول (هل يمكن أن يعقل أن تتحمل النجف وكربلاء تسعة ملايين شخص, وهذا لا يمكن لأي مدينة ضخمة في العالم, ولو رصد لها إمكانات ضخمة, وتتعاون معها ميزانيات دول, لتغطية مناسبة ما ليوم أو أسبوع، وننظر لعملية الالتصاق الحاد بين الرجال والنساء ، فطبيعي يعقبها حالات حمل غير شرعي).
فتحاول من أثارة سؤال نابع من العقلية الوهابية المنغلقة, لجعله أساس يستند عليه التقرير الكاذب التي نشرته الصحيفة, فالمتعبد بالدين الوهابي لا يفهم معنى أن حب النبي وأهل بيته يجمع الناس, ولا يريد أن يصدق أن المجتمع العراقي من جعل من المحال حقيقة يشاهدها على الواقع كل من يزور العراق في أيام الأربعين, ولا يستطيع أدراك الجانب المعنوي لعشق أهل بيت النبي, ففهمهم قاصر عن أدراك الكثير من الحقائق, فكيف يمكن أن يفهم من هو الى عهد قريب كان يكفر من يعتقد بدوران الأرض حول الشمس, معتقدين أن الأرض محور الكون, فالفهم القاصر وجاهلية السلوك هو ما عليه الوهابية, منذ أن أوجدتها القوى الظلامية, لتكون حجر عثرة أمام نهضة الأمة الإسلامية.
هنا نفهم طبيعة هذا الأعلام العربي القذر, الذي يدفعه ارثه الجاهلي وحقده الطائفي للكذب, في سبيل التقليل من حجم الاحتفال بالإمام الحسين عليه السلام, فالهدف كان واضح وهو الحرب المستمرة ضد الإمام الحسين, من قبل أتباع يزيد وأبو سفيان وهند, لكن الجميل في الأمر أنهم فضحوا أنفسهم بأنفسهم, كيوم انكشاف عورة ابن العاص, بعد أن كشفت المنظمة العالمية الكذبة.
● منظمة الصحة العالمية تفضح كذب الصحيفة السعودية
قالت المنظمة في بيان حمل عنوان (منظمة الصحة العالمية تنفي خبراً كاذباً عن العراق) إن “منظمة الصحة العالمية تشير إلى نشرتها الإعلامية الصادرة يوم الجمعة بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 والتي تنفي فيها بشدة ما ورد في أحد المواقع الإلكترونية من خبر كاذب, وأنها تستنكر مرة أخرى استخدام اسمها في خبر عار عن الصحة, وإذ تدين المنظمة بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة، فإنها تتحرى حالياً عن مصدر الخبر الخاطئ وقد تلجأ إلى مقاضاة ناشريه.
هنا وقعت الصحيفة في مطب غير متوقع, واعتقد السبب هو الحراك الشعبي الكبير لعشاق أهل البيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ونحن نعلم ما لمواقع التواصل الاجتماعي من تأثير على واقعنا, بالاضافة لدور الأقلام الحرة الذين كتبوا عشرات المقالات منددين بفعلة صحيفة الشرق الأوسط السعودية, مما جعل صوت الاستنكار يجبر المنظمة العالمية على تبرئة نفسها مما وضعت فيه.
والنتيجة انكشاف عورة الصحيفة السعودية, التي أعلنت أنها ستغير كادرها في بغداد ووضعت الخطيئة على كادرها في بغداد, وهنا نلحظ ما يجري يشبه حال العصابة عندما تقع, احدهم يتبرأ من الأخر لتقع أخيرا في أحقرهم وأصغرهم مكانة, وهنا نقصد الصحفيين العراقيين العاملين معها.
● رفع دعوة قضائية ضد الصحف السعودية العاهرة
قيام بعض الصحفيين برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة السعودية, وقيام الجهات الحكومية والبرلمانية برفع دعوى قضائية, كل هذا سيكون عامل مهم في لجم لسان الإعلام السعودي العاهر, الذي يغيضه أي مشهد جميل في العراق, فيحاول أن يحيله الى نار ودم وبكاء, فلا يرتضي أن تستمر مسيرة الملايين نحو كربلاء بسلام, ويغيضه أن يشارك العراقيين بعضهم مع بعض الطعام والشراب والمأوى, يحسدون الحسين على ذكره المدوي, الذي يهز الأفاق ويكاد يصل الى عروشهم ويزلزلها.
عملية رفع دعوى أمر مهم كي لا تتكرر المسالة, ولا نفوت الفرصة مع وجود طرف ثالث في القضية وهي منظمة الصحة العالمية, وهو أيضا اصدر بيان وفند الخبر السعودي وهدد باللجوء للقضاء, فالقضية ستكون رابحة بالتأكيد, خصوصا تخبط الصحيفة لاحقا ومحاولة تبرئة نفسها وجعل العار بكادر مكتبها في بغداد, مما يعني اعتراف ضمني بالجريمة.
هنا أفرحنا البيانات العراقية التي أعلن رفع دعوى قضائية من مختلف الإطراف السياسية والإعلامية والمؤسساتية, مما يعني تكاتف عراقي ضد من أساء للوطن والتاريخ, ووعي بان الحقوق ممكن أن تستر عبر القانون.
● متى تتوب العاهرة ( الأعلام السعودي)
الأعلام السعودي كان على الدوام غير مهني ومنافق, ضد ما يجري في العراق, وكان داعما للإرهاب, فهو من يروج لفقهاء الدم, وهو من ينشر فتاويهم النتنة, وهو من يجعل شبابهم المنغلق متعلق برجال الدم وسفاحي الصحراء, كان دوما يحال أبعاد المجتمع العربي عن العراق, ويحاول التقليل من شان المجتمع العراقي, ولم يمر يوم الا وهاجم الشيعة ووصمهم بأبشع التهم.
هكذا هو الأعلام السعودي أداة بيد مؤسسة عوراء لا يسعدها الا سطور الكذب والمكر, ولا تفرح الا بمهاجمة عشاق أهل بيت النبوة, بسبب عداء متوارث من الأجيال, فأحفاد هند لن يكونوا ملائكة, فهم كجدتهم جبناء وصعاليك وعواهر.
المؤكد أن منظومة الإعلامية السعودية لن تتوب عن عهرها, الا بزوال نظام الحكم السعودي, عسى أن يكون قريبا.