(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الايمان في قلوبكم).
قرءان كريم
(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).
قرءان كريم
بين العرب والأعراب:….2
وكما وجب التمييز بين العربي، والأعرابي، وجب كذلك التمييز بين الدين الإسلامي، وأدلجة الدين الإسلامي:
1) فالدين الإسلامي، هو معتقد، كباقي المعتقدات التي يؤمن بها البشر، في مشارق الأرض، ومغاربها، باعتبارها آخر المعتقدات، وأكثرها تطورا، يحق لأي إنسان أن يؤمن به، أو يكفر به، كما جاء في القرءان: (فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر). ومن طبعه، أنه يحترم جميع المعتقدات، باستثناء المعتقدات الوثنية، التي تسيء إلى كرامة الإنسان، وتلحق به الإهانة، أو التي لحقها تحريف من الديانات السماوية، كما جاء في القرآن: (وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله).
واحترام الدين الإسلامي لكل المعتقدات السماوية، كما جاء في القرآن: (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، وبينكم، أن لا نعبد إلا الله)، لا يمكن أن نصتفه إلا في خانة الدين الإسلامي العلماني.
والدين الإسلامي يفصل بين الله، وبين البشر، كما ورد في القرآن: (وأمرهم شورى بينهم). وهي أمور يتجنب الحكم في البلاد العربية، وفي باقي بلدن المسلمين، الأخذ بها، مقابل إقحام الدين الإسلامي، في الأمور الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي هي من أمر البشر؛ لأن كل حاكم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يدعي أنه يحكم باسم الله، حتى يكتسب شرعية الحكم، ولأن الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، والمحرفة لمقاصده، يريد زعماؤها أن يصلوا إلى الحكم باسم الله، أو باسم الدين الإسلامي، لتكريس الاستبداد القائم، أو للعمل على فرض استبداد بديل؛ لأن أيا منهما، لا علاقة له لا باحترام إرادة الشعب، أي شعب، ولا باحترام الممارسة الديمقراطية، مهما كانت، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، ولأن ما تقتضيه الشروط الجديدة، التي يعيشها الناس في هذا العصر، والتي تقتضي إعطاء الكلمة للشعب، أي شعب، بما في ذلك الشعب المغربي، والحرص على الفصل بين الدين، والسياسة، حتى يبقى الدين الإسلامي بعيدا عن التوظيف الأيديولوجي، والسياسي، وحتى تبقى الممارسة السياسية مستقلة عن الدين الإسلامي، الذي يجب احترامه، وعدم إقحامه في الأمور الأيديولوجية، والسياسية.
2) أما الدين الإسلامي المؤدلج، فهو، في نفس الوقت، الدين الإسلامي المسيس، والمحرف، الذي لا علاقة له بحقيقة الدين الإسلامي، كما رأينا ما جاء في الفقرة رقم(1) .
وهذا النوع من الدين الإسلامي المؤدلج، والمسيس، والمحرف، يعتبره مؤدلجو الدين الإسلامي، ومحرفوه، هو المعتقد الوحيد الذي يكتسب شرعية الوجود، لتنتفي بذلك باقي المعتقدات الأخرى، سواء كانت وثنية، أو سماوية، خاصة وأن تلك المعتقدات الأخرى، تفتقد شرعية الوجود؛ لأنها انحرفت عن أصلها. وهو ما يطرح السؤال:
هل من حق مؤدلج الدين الإسلامي أن يحاسب المتدينن على أساس معتقد سماوي:
هل عقيدته صحيحةن أو غير صحيحة؟
والدين الإسلامي المؤدلج، لا يختلف في شكله، وفي مضمونه، عن ديانة عيسى المحرفة، أو عن ديانة موسى المحرفة؛ لأنه يبقى، استراتيجيا، على أساس تكريس التحريف، باعتباره مصدرا لتطبيق ما يسميه المحرفون ب: (الشريعة الإسلامية)، التي ليست إلا وسيلة لقمع المعارضين للحكام، باسم الدين الإسلامي، كما أن الدين المؤدلج، لا يفصل بين الدين، والسياسة، ليعتبر أن السياسة، لا تكتسب شرعيتها، إلا باعتبار الدين الإسلامي أساسا لها، ومصدرا من مصادرها، والدين الإسلامي المؤدلج، يعمل، وبحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقر العمل ب:
(أو ما ملكت أيمانكم).
ليستعيد فتح أسواق الجواري، والعبيد، الذين يجوز عرضهم في أسواق النخاسة، كما تعرض البغال، والحمير.
ومؤدلجو الدين الإسلامي، لا يفصلون بين الدين، والسياسة، وكل من سعى إلى ذلك، يعتبر كافرا، وملحدا لعلمانيته.
وطبيعة الاعتراف بالدور العربي، في بناء الحضارة الإنسانية، في مرحلة تاريخية معينة، يفرض الفصل بين العرب، والأعراب، حتى يتعامل الناس مع العرب، كبناة للحضارة، في مرحلة معينة.
والأعراب، كمستغلين للدين الإسلامي، منذ عهد نزول الوحي، إلى يومنا هذا، باعتبارهم متمسكين بسلوك المدر، الذي يتناقض مع سلوك الحضر، الذي يتعارض مع الحرص على استغلال الدين الإسلامي، وتحريفه: (قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)، كما جاء في القرآن الكريم، (الأعراب أشد كفرا ونفاقا، وأجدر أن لا يعلوا حدود ما أنزل الله على رسوله)، كما جاء كذلك في القرآن الكريم.
ونظرا لطبيعة الدين الإسلامي، فإنه يفرض كذلك أن نميزه عن أدلجة الدين الإسلامي، باعتبارها تحريفا للدين الإسلامي، من أجل توظيفه أيديولوجيا، وسياسيا.
وبهذا التمييز بين العرب، والأعراب، نستطيع أن نميز بين الدول العربية الحقيقية، التي تسعى إلى المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، كما هو الشأن بالنسبة للدولة التي كان يقودها عبد الناصر، ودولة بشار الأسد، والدول العربية التي تستغل الدين الإسلامي، وتحرفه، لقضاء مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من منطلق الرغبة الدينية، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي.
ونفس الشيء، نقوله عن التمييز بين الدين الإسلامي، الذي يحترم المعتقدات الأخرى، ويفصل بينه، وبين السياسة، وبين أدلجة الدين الإسلامي، التي لا تحترم المعتقدات الأخرى، ولا تفصل بينها، وبين السياسة، مما يعتبر تحريفا فظا.