كان الأطباء المختصون في سورية ولا زالوا يُحجمون عن عيادة المرضى في البيوت ما عدا بعض الإستثناءات ويتركون هذه المهمة الإنسانية إلى الأطباء العامين الذين يقومون بهذا الواجب، مقدمين العلاج الشافي أو المهدئ إلى حين زيارة المريض للطبيب المختص في اليوم التالي إذا إقتضى الأمر.
في أربعينات القرن الماضي، طُلِبَ من طبيب دمشقي عيادة مريض في قرية في القلمون المجاور. فساق سيارته المتعبة وقام بالمطلوب.
تعطلت سيارته وهو عائد في الليل فبقي داخل السيارة المكشوفة متسلحاً بمارتينة (بارودة) عتيقة وبعض الفشكات.
وفي عتمة الليل هاجمه قطيع من الذئاب فدافع عن نفسه لكن الأهالي وجدوه في الصباح وقد افترسته الذئاب، وحول السيارة وجدوا ثلاثة ذئاب نافقة، أرداها الطبيب الشجاع.
ظلت هذه القصة حديث دمشق وتعددت الروايات التي جعلت من الطبيب بطلاً حقيقياً وقاهر الذئاب قبل أن يتكاثروا عليه. وقد تزود الأطباء يومها بمسدس أو بندقية في سياراتهم لمواجهة الذئاب الجائعة والضارية.
في بلدنا اليوم كَثُرَ الذئاب وتناقص الأطباء، بل كَثُرَ الذئاب وتناقص كل ذي مهنة نافعة للمجتمع ! عسى ينقلب الحال وصدق من قال:
‘لمَّا تلاقي الخ.ا معجوق، يعني استلم وظيفة’…