الأصل البابلي لاسطورة خلق المرأة من ضلع الرجل

تقول الأسطورة البابلية أن جزيرة ( دِلمون ) تحولت إلى جنة بعد إتحاد الإله ( أنكي ) بالآلِهة الأم الأرض ( نينخورساج ) التي نراها تغضب بشدة من زوجها ( أنكي ) حين يقوم وبدون علمها بأكل ثمانية نباتات كانت قد إستنبتتها ، لهذا تلعنهُ بلعنة الموت : (( إلى أن يوافيك الموت لن أنظر إليك بعين الحياة )) !! …
وبما أن أنكي ( المريض باللعنة ) يُمثل إله المياه .. فهذا يعني لبقية الآلِهة أن المياه ستقل ، ولن تكون مُتدفقة من الإله أنكي كما في السابق ، وأن الأرض ستشرب ما سيتبقى منها ، وسيعم الجفاف والقحط والمجاعة ، لِذا يقوم الآلِهة الكبار على محاولة إقناع ( نينخورساج ) بالعفو عن زوجها أنكي إذ هي الوحيدة القادرة على شفائهِ ، ويقوم الثعلب في النهاية بإقناعها ، وبعدها تقوم ( نينخورساج ) بخلق ثمانية آلِهات لشفاء أمراضه الثمانية والتي واحدة منها (الوجع في ضلع صدرهِ )!!.
واحدة من تلك الآلِهات الثمانية كانت تُدعى ( نن- تي ) ومعناها ( سيدة الضلع ) ، فالكلمة السومرية ( تي ) تدل على معنى ( الضلع ) في حالة الأسم ، وتُعطي معنى ( الحياة ) في حالة الفعل .
كذلك تعني ( نن- تي ) السيدة التي تُحيي ، لِذا نراها في الأسطورة تقوم بشفاء ضلع الإله المريض أنكي .
من تفاصيل هذه الأسطورة يتم إقتباس الفكرة التوراتية في سفر التكوين ، والتي تقول : (( فأوقع الرب سُباتاً على آدم فنام ، وأخذ الرب واحداً من أضلاعهِ وملآ مكانها لحماً ، وبنى الرب الضلع التي أخذها من آدم إمرأة وقدمها لآدم )) .
ومن جذور وأصول هذه الحكاية التوراتية المُقتبسة من الأسطورة البابلية انتقلت القصة المسيحية والاسلام ، ثم لاحظ ايضا التقارب الكبير بين ( نن- تي سيدة الضلع ) وترجمتها ( السيدة التي تحيي ) وبين الإسم التوراتي ( حواء – اُم الأحياء ) !!.
مصادر:
طه باقر/ ملحمة كلكامش
فراس السواح/ هو الذي رأى
فراس السواح/ اساطير الاولين
فراس السواح/ مغامرة العقل الاولى
خزعل الماجدي/ انجيل بابل
 عبد الكريم عمرين

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.