هذا ليس جلدا للذات بل هو عرضا لهذا الذات المتهرئ ، فقد أتعبنا هذا الذات المأبون بكل أنواع التوحش والعنف والقهر والمآسي ، حتى أصبح هذا الذات مسكونا بهذه المفردات بشكل شبه مترابط ، بل في بعض الأحيان أخذت هذه المفردات والذات يعرف بعضه البعض ، وكأن هذه المفردات أصبحت دلالة على المفاهيم التي تميز أو أتصف بها العرب المسلمين كأمة ، أمة أنزلت بحقهم أية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ .. ) سورة أل عمران / 110 . فأي أمة هذه الأمة !
أمة القتل والرجم والنهب والغزو والسبي والتأمر والعدوان والتكفير والتهجير والترحيل .. فمنذ صدر الرسالة المحمدية ، والمأسي مستعرة ، نعم كان هناك دينا جديدا هو الأسلام ، ولكن القتل والغزو والسبي والتهجير .. كان عنوانا لتلك الحقبة ، تمثل بقتل الأسرى من يهود بنو قريظة وتهجير يهود بنو النضير ، مع 28 غزوة .. وأنتهت هذه الحقبة بسم الرسول ( عن أنس “رضي الله عنه” قال : أن يهودية أتت النبي “صلى الله عليه وسلم” بشاة مسمومة ليأكل منها فجيء بها إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” فسألها عن ذلك ؟ فقالت : أردت قتلك ، فقال “صلى الله عليه وسلم” ما كان الله ليسلطك على ذلك . أو قال : على كل مسلم. قالوا : أفلا تقتلها ؟ قال لا. متفق عليه. / نقل عن موقع ملتقى أهل الحديث ) ، تلتها حقبة الخلفاء الراشدين ، بدءا من حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق ، والتي كانت كلها حرق وقتل للمرتدين ، وأنتهت خلافة أبوبكر بسمه ( أختلف أهل السير في سبب وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وذكروا أسبابا عدة : منها : السم ، كما في كتاب (الرياض النضرة) للمحب الطبري ، و(الإصابة) للحافظ ابن حجر وغيرهما. والله أعلم . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ./ نقل عن موقع الأيمان ، كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) ، ثم قتل كل الخلفاء من بعده فعمر بن الخطاب قتله أبو لؤلؤة المجوسي ، وقتل الثائرين من المسلمين عثمان بن عفان بسبب كيفية حكمه وتفضيل أقاربه ، أما علي بن أبي طالب فبدأ حكمه بمعركة الجمل ( بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر ، وقعت معركة الجمل 36 هـ التي كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر زوجة محمد الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان / نقل من الويكيبيديا ) ، ومات عليا أيضا مقتولا من قبل عبد الرحمن بن ملجم ، هكذا كانت مرحلة الخلفاء الراشدين كلها قتل وغزو و.. ، القاتل والمقتول من المسلمين ، تتخللها غزوات وفتوحات وكلها أيضا قتل … أما الحسن بن علي فقد مات مسموما ، ( وسمته زوجته جعدة بنت الأشعث ، بإيعاز من يزيد بن معاوية ، وقيل : بإيعاز من معاوية نفسه ، وقيل : بإيعاز من نفسها ، وقيل من أبيها .. / نقل بتصرف من موقع البرهان ) ، هؤلاء هم العرب ، حتى حفيد الرسول تسمه زوجته بتأمر من قبل أل سفيان ، والحسين بن علي نحر رأسه / ورفع على الرماح ، من قبل شمر بن أبي الجوشن وقتل معظم آل بيته في واقعة الطف ، بأمر يزيد بن معاوية ، دون أكتراث بأن المنحور هو بن بنت الرسول محمد ! ، فأذا كان هذا سلوك وأفعال ونهج العرب المسلمين في صدر الأسلام وما عقب ذلك من سنين ، فمن المؤكد أن الحقب التي تلتها / الدولة الأموية والعباسية فالسلطنة العثمانية ، ستكون ذات نفس الصبغة والألية حكاما ونظاما و رجالا و وقائعا ! أضف الى ذلك سيادة نظام ما ملكت أيمانكم / اللا محدود لعدد النساء ، ترفيها عن الحكام والأمراء وقادة المسلمين ، أضافة الى الزواج بأربع زوجات ! .
وأذا قفزنا الى الزمن الحالي / القرن 21 ، ماذا سنرى من هذه الأمة ، نرى أن هذه الأمة تمزقت وتهرئت الى دول ، تجمعها شكلا جامعة الدول العربية وهي دول مختلفة ومتضادة أصلا ، وغير متفقة لا رأيا ولا موقفا ولا نهجا ولا دستورا ولا نظاما ولا فكرا ولا ثقافة ! فلا أعرف ما جدوى الجامعة التي تجمعهم ! أنهم دول يتأمرون فيما بينهم لأسقاط بعضهم البعض ، فالسعودية الوهابية مع قطر السلفية راعية الأخوان المسلمين ، هما راعيتان للأرهاب ، وهما متفقتان على أسقاط سوريا من باب الديمقراطية وحرية الشعب في حكم نفسه بنفسه ، وهما أصلا بلا ديمقراطية ، وخاصة السعودية ، القاهرة لشعبها ، فلا حرية أعتقاد ولا حرية دينية ولا كلمة حرة ولا رأي سوى رأي أل سعود ولا قضاء سوى قضاء المؤسسة الدينية الوهابية المتطرفة ! ، لأجله لاحظنا / مثلا ، أن السعودية تستنكر قتل قائد منظمة أرهابية في سوريا من صنيعتها ! ( استنكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قتل زهران علوش ، قائد فصيل “جيش الإسلام” السورية ، في ضربة جوية روسية الأسبوع الماضي ، معتبراً ذلك بأنه لا يخدم عملية السلام في سوريا. / نقلا عن موقع العربية ) .. دول تنتهي ، أو كما يقال بالأنكليزية ( dieing ( أي دول تحتضر ، فليبيا أنتهت والعراق وسوريا والصومال واليمن تدمرت .. ، والسعودية لديها معضلة ستدمرها وهي تنصيب الامير الشاب محمد بن سلمان ما بعد الملك الحالي / أبيه ، والذي سيخلق معركة بين أمراء العائلة المالكة ! والبحرين أقلية سنية تحكم أكثرية شيعية .. وباقي الدول يغزوها الأسلام الساسي كتونس ومصر و الجزائر والمغرب والكويت .. كل هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هذه الدول بكل واقعها المزري ، أنطلق من فكرها الأسلامي الوهابي المتطرف / المنبثق من السعودية وقطر بشكل أو بأخر ، الأرهاب نفسه ، التي أخذت تصدره الى الغرب ، متمثلا بالقاعدة وما ولد من رحمها من منظمات كداعش وغيرها ..، كأننا لم نكتفي كعرب مسلمين بما نحوي من واقع كارثي ومأساوي في رحم دولنا ، فأخذنا نصدر فضائحنا وغسيلنا القذر الى الخارج من باب الجهاد على الكفار ! .. فمنذ عمليات 11 سيبتيمبر 2001 مرورا بالكثير من العمليات الأرهابية كعملية صحيفة شارلي أيبدو وغزوة باريس كما أسمتها داعش .. وغيرها الكثير ، فكل هذا القتل أرتبط تنفيذا أما بالعرب أو بأشخاص أصولهم عربية ، أو بأفراد قد تحولوا الى الأسلام ، ولكن الكل يجمعهم التطرف والقتل والتوحش نهجا وغاية وتجمعهم راية الأسلام دينا … هذه هي أمة العرب التي قال عنها القرأن قديما (( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) فأي خير وأي معروف وأي منكر!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- اصل الحياة
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :