لقد أنشأ الأخوين رحباني فلسفة خاصة بالحياة
تلائم حياتنا و مجتمعنا و خاصة أن ثلاثة أجيال ترعرعت عليها، تعتمد بمضمونها على الإيمان بالأرض و الانسان، و رسالتها الحق و الخير و الجمال.
ان ( ايماني ساطع ) بأن خلاص هذه البلاد لن يكون إلا بانتشار و تعميق هذه الفلسفة فهي عميقة وواسعة لتحوي كل المذاهب و الاديان و المعتقدات.
و كما قلت سابقاً نحن دائماً للأسف نحتفل بالشخص، نبدي محاسنه و أفضاله بعد موته و ليس أثناء حياته.
الرحابنة لم ينسوا فضل اذاعة دمشق عليهم بانطلاقتهم منها بلونهم الشعبي ، اغانيهم القصيرة
بعكس الاغاني الطويلة الدارجة آنذاك
فردّوا الجميل لدمشق فأجمل ما غنت فيروز للمدن، كان لدمشق ، و أكثر من ضعف ما غنت لكل المدن الأخرى و حتى من ضمنها بيروت و لبنان.
و كذلك فأجمل ما غني و قيل عن دمشق ، جاء بصوت فيروز.
و هي غنت الأوطان و لم تعرف التطبيل لإنسان.
و كم حري بالشام أن تبادر لرد الجميل مرة أخرى
للأخوين رحباني و فيروز.
فقد كان حري أن يسمى الشارع الواصل دمشق ببيروت و الذي يقع على كتفه معرض دمشق بمسرحه الذي كانت تتألق فيه كل سنة، كم كان حري أن يطلق عليه بدل شارع بيروت، شارع الأخوين رحباني،
أما ساحة الأمويين و التي تتوجها إذاعة دمشق حيث كانت انطلاقة فيروز و التي غنت من ضمن ما غنّت
( أمويون فإن ضقت بهم )
ما أجمل أن تكرّم هناك فتسمى ساحة فيروز الأمويين
و الله لو عملنا لهم تمثال بكل ساحة فنحن مقصرين.
على كل أول الغيث ، قطرات سأبعثها لاحقاً
Al Arkash
سائليني حين عطرت السلام كيف غار الورد و أعتل الخزام
و أنا لو رحت استرضي الشذا لانثنى لبنان عطراً يا شآم
ضفتاك أرتاحتا في خاطري و إحتمى طيرك في الظن و حام
نقلة في الزهر أم عندلة أنت في الصحو و تصفيق يمام
أنا إن أودعت شعري سكرة كنت أنت السكب أو كنت المدام
رد لي من صبوتي يا بردى ذكريات زرن في ليا قوام
ليلة ارتاح لنا الحور فلا غصن إلا شج أو مستهام
وجعت صفصافة من حسنها وعرى أغصانها الخضر سقام
تقف النجمة عن دورتها عند ثغرين و ينهار الظلام
ظمئ الشرق فيا شام اسكبي و إملئي الكأس له حتى الجمام
أهلك التاريخ من فضلتهم ذكرهم في عروة الدهر وسام
أمويون فإن ضقت بهم الحقوا الدنيا ببستان هشام
أنا لست الغرد الفرد إذا قلت طاب الجرح في شجو الحمام
أنا حسبي أنني من جبل هو بين الله و الأرض كلام
قمم كالشمس في قسمتها تلد النور و تعطيه الأنام
تاريخ: 1960. كلمات: سعيد عقل . الحان: الأخوين رحباني